ثقافة وفن

دمشق تحتضن الأدباء والمثقفين العرب … د. عبد الهادي: تلبيةً ودعماً وعشقاً وانتماءً ومساندةً لسورية واحدة مقاومة وقوية

| وائل العدس

رغم الحرب والحصار والسنين العجاف، وبعد تحقيق الانتصار، بدأ ربيع سورية يزهر مجدداً، فعادت دمشق لتكون القبلة الأولى للعرب، هكذا احتضنت عاصمة الياسمين الأدباء العرب في اجتماع مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب تحت عنوان عريض «أدباء من أجل العروبة».

وشهد الاجتماع الذي افتتح صباح أمس في مكتبة الأسد مشاركة وفود من 12 دولة عربية هي مصر والعراق والأردن وليبيا والسودان وفلسطين والجزائر وعُمان وتونس ولبنان وموريتانيا واليمن إلى جانب سورية.

حضر مراسم الافتتاح كل من المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية العربية السورية د.بثينة شعبان وعضو القيادة المركزية في حزب البعث د.مهدي دخل الله والمستشارة الثقافية في رئاسة الجمهورية الأديبة كوليت خوري إضافة إلى كوكبة من المثقفين والإعلاميين السوريين والعرب.

سورية المقاومة

في كلمة الافتتاح، قال الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب الأديب المصري د.علاء عبد الهادي إن سورية حاضنة المقاومة وموطن الجمال وبيت القصيد، مشيراً إلى أن الاتحادات العربية لم تأت تلبية للاجتماع فحسب، بل تلبية ودعم وعشق وانتماء ومساندة لسورية واحدة مقاومة وقوية.

وأكد أن موقف الاتحاد سيظل ثابتاً يرفع صوت الضمير فوق صوت المصلحة وكأني أراه ينحاز بانعقاد مجلسه في سورية إلى الفعل قبل الخطابة، وكأني أراه يسعى الآن أكثر من أي وقت مضى إلى تحقيق مستهدفات ثقافية وطنية نبيلة متطلعاً إلى مطالب فكرية شامخة تغير واقعنا الثقافي الآسن.

وشدد على الانتباه إلى أخطار كثيرة على رأسها قضية مكافحة التطبيع مع الكيان الصهيوني وفضح ممارساته العنصرية، وكشف أطماعه وخططه للهيمنة على وعينا للاستيلاء على مقدراتنا وثرواتنا، ولن يتم ذلك دون التحام الجماهير معنا سعياً إلى المحافظة على أهم ثابت من ثوابت ضميرنا الثقافي العربي وهو رفض التطبيع.

ونوه إلى أن الاتحاد سيظل صامداً وفي صفوف المواجهة الأولى لكل السياسات العنصرية والاستعمارية التوسعية للكيان الصهيوني ولمحاولاته التي لا تتوقف لفرض السيطرة على مقدرات الشعب العربي وثرواته، وعلى هذا اجتمعنا في سورية المقاومة، مشيراً إلى ثبات رؤية المثقف العربي إلى القضية الفلسطينية بصفتها القضية المركزية التي تأتي على رأس القضايا العربية قاطبة.

ورأى أن مقاومة التطبيع الثقافي والمعرفي والإعلامي هي الثقل الحقيقي والوازن في معادلة الأمن القومي العربي، وأن رسوخ هذا الموقف والثابت القومي التاريخي يقع على كاهل المثقفين والكتّاب والمفكرين والمبدعين العرب الذي يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية مهما بذلوا في سبيل ذلك من جهد وتضحيات.

الدليل الأقوى

بدوره، قال رئيس اتحاد الكتّاب العرب في سورية د. محمد الحوراني: إن اجتماع المثقفين العرب في دمشق عاصمة العروبة والمقاومة لهو الدليل الأقوى على أن ضمير هذه الأمة مازال حياً دفاقاً بالصمود والحياة، يحرك الحق نبضه، ما يزيده قدرة على الفعل الثقافي النهضوي العريق، وسيظل الأقدر على توجيه شعوبنا وخلق فعل ثقافي ومعرفي مؤثر لما فيه من خير للعروبة وللإنسانية جمعاء.

وتابع إن الثقافة في الركن الأساسي في بناء الأمة وتماسكها للارتقاء الثقافي والمعرفي، ووقوفه في وجه الإرهاب والصهيونية بكل أشكال تمددها وعنصريتها، وهي التي وظفت طاقاتها لتدمير أمتنا والقضاء عليها سواء من خلال الحروب العسكرية أو من خلال محاولات التطبيع وما يلحقها من تدمير لتراث أمتنا وإرثها الثقافي والحضاري.

وأكد أنه آن الأوان أن ننهض لإنشاء سياسة ثقافية عربية تستجيب لمطالب الراهن من الأحداث والتطورات وما تلاقيه من تحديات، وذلك عبر فعل ثقافي نؤكد على تأسيس دعائمه النهضوية المقاومة، وآن الأوان لوضع خريطة طريق في العمل الثقافي العربي المشترك الذي يوحد الأمة ويعمل على ثباتها في مواجهة التحديات.

وعدد حوراني المهام الراهنة والمستقبلية للأدباء والمثقفين، منها إعادة بناء الثقافة العربية لمواجهة التحديات الاستعمارية والمحتل الناهب للثروات من خلال بناء منظومة قيمية أخلاقية مستمدة من إرثنا الحضاري وثقافتنا البناءة، وأيضاً العمل على تحقيق التنمية الثقافية والاستثمار في بناء الوعي وتعزيز الحق المعرفي، والعمل بجدية وتفان من أجل وحدة العمل العربي المشترك في المجال الثقافي، لاسيما في هذه الظروف التي تهدد وجود الأمة وثقافتها.

وختم بأن دمشق ستبقى عاصمة الياسمين أماً حنوناً لكل عربي، وهذا قدرها المشرق إلى العالم أجمع.

بلد عظيم

أكد وزير الإعلام والثقافة السابق، الباحث والمفكر الليبي جمعة الفاخري أن سورية انتصرت على الإرهاب وعادت إلى أهلها وإلى حضن الأمة العربية.

وأوضح أن المشاركة الليبية جاءت لنعلن عن محبتنا ومؤازرتنا للشعب السوري وإرادته العظيمة التي لا تتفتت في مقاومة الإرهاب، خاصة أن سورية بلد عظيم ومثال حي للصمود والمقاومة.

وعبّر عن سعادته العامرة لوجوده في عاصمة الياسمين وبين أهلها الطيبين وما تحمله من جمال لا حصر ولا حد له، داعياً للشعب السوري بالمحبة والأمن والسلام.

الشعب السوري

الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، مراد السوداني قال إن مشاركة الوفد الفلسطيني جاء لفك الحصار الثقافي ولصد ورد كل المدّعين الذين يريدون النيل من عروبة وصمود الشعب السوري الذي لم يدافع عن دمشق فقط، بل عن كل العواصم العربية.

وأكد أن فلسطين لن تكون إلا في صفوف المثقفين المقاومين لتبقى الراية عالية.

مذكرة تعاون

وقعت سورية وعُمان مذكرة تعاون ثقافية بين البلدين، وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء ونائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والمثقفين العرب سعيد الصقلاوي إن المذكرة جاءت من أجل تفعيل التواصل والتلاقي الثقافي والأخوة والمحبة لخلق ثقافة واحدة، لأن القواسم بيننا واحدة وليس مشتركة، بل نحن واحد ولا ننقسم، نحن أمة واحدة.

فعاليات متنوعة

بدأت فعاليات الاجتماع يوم أمس بمهرجان الشعر العربي بمشاركة 13 شاعراً، تلاها ندوة بعنوان «دور الأدب المقاوم في الحفاظ على الهوية العربية» أدارها د. أحمد علي محمد وشارك فيها سبعة أدباء.

وتقام اليوم ندوة بعنوان «الدولة الوطنية وتحديات الإرهاب» في قاعة المحاضرات في اتحاد الكتّاب العرب بدءاً من الثامنة صباحاً يديرها د.علي دياب ويشارك فيه ستة أدباء.

وتختتم الفعاليات يوم الخميس بمؤتمر صحفي للأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب ثم تلاوة البيان الختامي والقرارات والتوصيات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن