نظام أردوغان واصل التصعيد في ريفي حلب والحسكة وشن «حرب مسيرات» على «قسد» … الجيش يرد على خروقات «خفض التصعيد» بإدلب ويكبد الدواعش خسائر في البادية
| حلب- خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي
كثف جيش الاحتلال التركي ما اصطلح على تسميته «حرب المسيرات» ضد أهداف ومتزعمي ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، سواء في مناطق نفوذ الاحتلال الأميركي شرق نهر الفرات أو في مناطق نفوذ روسيا في الضفة الغربية للنهر.
وبات واضحاً، أن الحملة المكثفة لإستراتيجية النظام التركي عبر «حرب المسيرات»، إلى جانب التصعيد العسكري الميداني، الهدف منها إضعاف وإنهاك «قسد» والتأثير في هيكليتها التنظيمية والعسكرية، بعد إرجاء العدوان العسكري المخطط له من هذا النظام لاحتلال أراض سورية جديدة بعمق 30 كيلو متراً داخل الشريط الحدودي، إثر قمة رؤساء دول ضامني مسار «أستانا»، روسيا وإيران والنظام التركي، التي عقدت الأسبوع الفائت في العاصمة الإيرانية طهران.
وبدا أن عواصم القرار في ملفي شمال وشمال شرق سورية ليس لديها مانع من إلحاق الضرر بـ«قسد» وإنهاكها، مقابل امتثال نظام الرئيس رجب طيب اردوغان وانصياعه لقرارها الرافض لأي توغل أعمق داخل الأراضي السورية، وبما يفيد في كسب مؤيدين له لتحسين وضعه في الانتخابات المقرر إجراؤها في حزيران العام القادم.
على صعيد «حرب المسيرات»، ذكرت مصادر معارضة، أن مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال التركي تمكنت من قتل متزعم في «قسد» لدى استهداف سيارته العسكرية فجر أمس في قرية بير عرب بريف تل أبيض شمال الرقة، تلاه مقتل متزعم آخر في قرية القزعلي بريف تل أبيض لدى استهداف مسيّرة تركية من نوع درون موقعاً عسكرياً لـ«قسد».
وأفاد مصدر عسكري في «قسد» لـ«الوطن»، بأن مسيّرة أخرى استهدفت عدداً من المواطنين على الطريق الدولي المعروفة بـm4 في المدخل الشمالي لناحية عين عيسى شمال الرقة، ما أسفر عن إصابة مواطنين اثنين، في استهداف هو الثالث من نوعه أمس.
ولفت المصدر إلى أن جيش الاحتلال التركي نفذ 10 غارات عبر مسيّراته خلال الشهر الجاري، أدت إلى مصرع 6 مسلحين وجرح 13 مدنياً بينهم 3 نساء، مقابل 3 استهدافات الشهر الذي سبقه قتلت مسلحاً واحداً وجرحت 4 مدنيين آخرين.
وتوقع المصدر، استمرار «حرب المسيرات»، وبوتيرة أعلى من سابقتها، في ظل صمت واشنطن حليف «قسد» باستثناء عبارات التنديد بين الحين والآخر، وبقاء موسكو على الحياد، في ظل التزام أردوغان بمخرجات «قمة طهران»، على الرغم من رعايتها لحوار بين متزعمي «قسد» والحكومة السورية، لم يتمخض عن نتائج ذات جدوى كبيرة، باستثناء الدفع بالعديد من عناصر وعتاد الجيش العربي السوري إلى قرب خطوط التماس في مناطق نفوذ الميليشيات.
وأحصى مصدر معارض 42 استهدافاً للمسيّرات التركية ضد «قسد» منذ مطلع العام الجاري في المناطق التي تهيمن عليها الميليشيات الانفصالية شمال وشمال شرق البلاد، تسببت بسقوط 39 قتيلاً بينهم طفلان اثنان، و19 امرأة، إضافة لإصابة أكثر من 76 شخصاً بجراح متفاوتة.
وفي السياق ذاته، كشف الموقع الرسمي لـ«قسد» أمس أن «الوحدات الخاصة» لدى الميليشيات ألقت القبض على «خلية جواسيس» مؤلفة من رجل وامرأتين «عملوا خلال الفترة الماضية في أنشطة تجسس لصالح الاحتلال التركي في مناطق شمال وشرق سورية»، وتسببت بمقتل المتزعمين ريناس روج وسوسن بيرهات ورفاقها، بتاريخ 19 آب الماضي في القامشلي وتل تمر.
على الأرض، سيرت الشرطة العسكرية الروسية أمس دورية، مؤلفة من 3 سيارات عسكرية، في منطقة الدرباسية الحدودية بريف الحسكة وبحماية طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي، وذلك بعد يوم من تسيير دورية في ريف منطقة عين العرب الحدودية شمال شرق حلب.
ميدانيا، واصل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته التي يسميها «الجيش الوطني» تصعيده العسكري أمس، ولليوم الرابع على التوالي، في ريفي حلب والحسكة الشماليين.
وقالت مصادر أهلية بريف حلب الشمالي الأوسط: إن جيش الاحتلال التركي وجه مدفعيته على بلدة تنب التابعة لمنطقة عفرين، وذلك بالتزامن مع قصفه من قاعدته العسكرية في قرية ثلثانة قرب اعزاز، بلدات حربل وام القرى وحساجك والحصية والسموقة، ولتدور اشتباكات مع مسلحي «الوحدات» الكردية في المنطقة، دون معرفة إن كانت أوقعت إصابات بشرية في صفوف السكان الذين فروا باتجاه الجنوب إلى مناطق أكثر أمناً في محيط مدينة تل رفعت.
وساد التوتر أمس ولليوم الرابع على التوالي ناحيتي أبو راسين وتل تمر شمال غرب محافظة الحسكة، إثر استهداف جيش الاحتلال التركي ومرتزقته أرياف الناحيتين بالقذائف المدفعية والصاروخية، في مسعى لتهجير السكان من مناطق سكنهم وخلق جو من عدم الاستقرار.
إلى منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة، دكت بالمدفعية صباح أمس مواقع لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه، في محاور التماس بسهل الغاب الشمالي الغربي، في حين دكت وحداته العاملة بريف إدلب، برمايات مدفعية وصاروخية، مواقع للإرهابيين ونقاط تمركزهم في بنيين وحرشها وكنصفرة وكفرعويد بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح المصدر، أن مجموعات إرهابية كانت اعتدت أمس بقذائف صاروخية على نقاط للجيش في عدة محاور بسهل الغاب الشمالي الغربي، وفي ريف إدلب الشرقي، في خرق فاضح وجديد لاتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة خفض التصعيد وهو ما استوجب الرد عليها.
وأما في البادية الشرقية، فقد واجهت الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، خلايا من تنظيم داعش الإرهابي في باديتي حمص الشرقية ودير الزور الغربية، وذلك خلال عملياتها البرية في تمشيط قطاعاتها.
وأكد المصدر، أن الدواعش تكبدوا خسائر كبيرة في تلك المواجهات، في حين هرب الناجون باتجاه عمق البادية.