التصعيد على حاله في ريفي حلب والحسكة الشماليين … الاحتلال التركي يشن «حرب مسيّرات» مسعورة لإنهاك «قسد»
| حلب - خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي
كثّف جيش الاحتلال التركي ما اصطلح على تسميته «حرب المسيرات» ضد أهداف ومتزعمي ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، سواء في مناطق نفوذ الاحتلال الأميركي شرق نهر الفرات أو في مناطق نفوذ روسيا في الضفة الغربية للنهر.
مصادر معارضة، بينت أن مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال التركي تمكنت من قتل متزعم في «قسد» لدى استهداف سيارته العسكرية فجر أمس في قرية بير عرب بريف تل أبيض شمال الرقة، تلاه مقتل متزعم آخر في قرية القزعلي بريف تل أبيض لدى استهداف مسيّرة تركية من نوع درون موقعاً عسكرياً لـ«قسد».
وأفاد مصدر مقرب من «قسد» لـ«الوطن»، بأن مسيّرة أخرى استهدفت عدداً من المواطنين على الطريق الدولي المعروفة بـm4 في المدخل الشمالي لناحية عين عيسى شمال الرقة، ما أسفر عن إصابة مواطنين اثنين، في استهداف هو الثالث من نوعه أمس.
ولفت المصدر إلى أن جيش الاحتلال التركي نفذ 10 غارات عبر مسيّراته خلال الشهر الجاري، أدت إلى مصرع 6 مسلحين وجرح 13 مدنياً بينهم 3 نساء، مقابل 3 استهدافات الشهر الذي سبقه قتلت مسلحاً واحداً وجرحت 4 مدنيين آخرين.
وتوقع المصدر، استمرار «حرب المسيّرات»، وبوتيرة أعلى من سابقتها، في ظل صمت واشنطن حليف «قسد» باستثناء عبارات التنديد بين الحين والآخر، وبقاء موسكو على الحياد، في ظل التزام رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بمخرجات «قمة طهران»، على الرغم من الرعاية الروسية للحوار بين متزعمي «قسد» والحكومة السورية، لم يتمخض عن نتائج ذات جدوى كبيرة، باستثناء الدفع بالعديد من عناصر وعتاد الجيش العربي السوري إلى قرب خطوط التماس في مناطق نفوذ الميليشيات.
ميدانياً، واصل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته التي يسميها «الجيش الوطني» تصعيده العسكري أمس، ولليوم الرابع على التوالي، في ريفي حلب والحسكة الشماليين.
وقالت مصادر أهلية بريف حلب الشمالي الأوسط: إن جيش الاحتلال التركي وجه مدفعيته على بلدة تنب التابعة لمنطقة عفرين، وذلك بالتزامن مع قصفه من قاعدته العسكرية في قرية ثلثانة قرب إعزاز، بلدات حربل وأم القرى وحساجك والحصية والسموقة، ولتدور اشتباكات مع مسلحي «الوحدات» الكردية في المنطقة، من دون معرفة إن كانت أوقعت إصابات بشرية في صفوف السكان الذين فروا باتجاه الجنوب إلى مناطق أكثر أمناً في محيط مدينة تل رفعت.
وساد التوتر أمس ولليوم الرابع على التوالي ناحيتي أبو راسين وتل تمر شمال غرب محافظة الحسكة، إثر استهداف جيش الاحتلال التركي ومرتزقته أرياف الناحيتين بالقذائف المدفعية والصاروخية، في مسعى لتهجير السكان من مناطق سكنهم وخلق جو من عدم الاستقرار.
بالتوازي وعلى خط منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة، دكت بالمدفعية صباح أمس مواقع لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه، في محاور التماس بسهل الغاب الشمالي الغربي، في حين دكت وحداته العاملة بريف إدلب، برمايات مدفعية وصاروخية، مواقع للإرهابيين ونقاط تمركزهم في بنيين وحرشها وكنصفرة وكفرعويد بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح المصدر، أن مجموعات إرهابية كانت اعتدت أمس بقذائف صاروخية على نقاط للجيش في عدة محاور بسهل الغاب الشمالي الغربي، وفي ريف إدلب الشرقي، في خرق فاضح وجديد لاتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة خفض التصعيد وهو ما استوجب الرد عليها.