رياضة

قمم كبيرة إيذاناً بافتتاح الموسم الكروي في القارة الأوروبية … البافاري ولايبزيغ في السوبر الألمانية وكلاسيكو على كأس كرويف

| خالد عرنوس

ساعات قليلة وتنطلق حفلات الإثارة الكروية الأوروبية من خلال بعض المواجهات الكبيرة بين الأندية البطلة على كؤوس السوبر المحلية إيذانا ببدء الموسم الجديد 2022- 2023 الذي ينطلق فعلياً الأسبوع القادم عبر بطولات الدوري في معظم الدول في القارة العجوز، ففي إنكلترا تقام مباراة الدرع الاجتماعية الخيرية بين بطلي الدوري والكأس وتجمع هذا العام مانشستر سيتي وليفربول اللذين صبغا الموسم الإنكليزي باللونين السماوي والأحمر، ويتوقع أن تستمر المنافسة بينهما على زعامة الكرة في معقلها الأول، وفي ألمانيا يلتقي الزعيم بايرن ميونيخ صاحب الماركة المسجلة في البطولات المحلية مع لايبزيغ الفريق الصاعد حديثاً ليكون منافساً للكبار على ما تبقى من مسابقات وذلك على كأس السوبر.

أما في هولندا فتجمع مباراة السوبر والتي تحمل اسم «درع يوهان كرويف» قطبي الكرة هناك، أياكس زعيم الكرة في بلاد الطواحين مع إيندهوفن شريكه في السجلات، أما في بلاد العطور فرنسا فلن يغيب باريس سان جيرمان عن كأس الأبطال للعام العاشر على التوالي عندما يلتقي نانت بطل الكأس العائد لخوضها بعد عقدين، وفي البرتغال يلعب بورتو كأس السوبر أمام فريق صغير يدعى تونديلا لم يسبق له التتويج بأي لقب محلي كبير، وقد خسر نهائي الكأس أمام بورتو الذي حقق الثنائية.

الدرع الخيرية

هي بمنزلة كأس السوبر في الدول الأخرى إلا أنها في إنكلترا وعلى الرغم من قدمها بحيث أقيمت للمرة الأولى عام 1898 تحت مسمى (درع شرطة لندن الخيرية) لكنها تبقى مسابقة غير رسمية أي إنها لا تدخل في حسابات الإنجازات التاريخية للأندية الفائزة كحال بطولة الدوري الممتاز أو كأس الاتحاد أو حتى كأس رابطة المحترفين والتي تسمى باسم الشركة الراعية لها، وبدأت مباراة الدرع الخيرية بين بطل الدوري وبطل الدرجة الثانية، وفي عام 1908 أقيمت النسخة الأولى بين مانشستر يونايتد وكوينز بارك رينجرز (بطل المحترفين وبطل الهواة) وانتهت بالتعادل 1/1 فأعيدت بعد يومين ففاز اليونايتد 4/صفر ليكون أول بطل للدرع وهي المرة الوحيدة التي أعيدت فيها المباراة، فقد اعتمد التعادل نتيجة نهائية للمسابقة، بحيث يتقاسم الفريقان المتباريان الدرع في حال انتهت بالتعادل ويحتفظ به كل طرف منهما لمدة ستة أشهر، ولذلك نجد أن اللقب في بعض الأحيان في خانة الفريقين المتعادلين، وبقي هذا الأمر قائماً حتى عام 1993 أي عند انطلاق البريميرليغ بالتسمية الجديدة لأندية الدوري الممتاز فكان لابد من فائز ولو وصل الأمر للحسم بركلات الترجيح الأمر الذي تكرر 9 مرات.

في 1921 أصبحت المباراة تحت مسمى الدرع الخيرية رسمياً بين بطل الدوري وبطل كأس الاتحاد، وفي حال تتويج فريق واحد بالثنائية فيكون وصيف بطل الكأس هو الطرف المقابل لبطل الدوري عدا استثناءات قليلة عندما لعب منتخب إنكلترا مع منتخب من لاعبي الدوري عام 1950 وهو الأمر الذي تكرر عندما توج توتنهام بالثنائية عام 1961 فلعب المباراة ضد فريق مختلط من نجوم الدوري، وفي عام 1972 رفض ديربي كاونتي وليدز خوض المباراة فأقيمت بين فريقين آخرين هما مان سيتي وأستون فيلا.

وفي عام 1974 أصبح لزاماً مشاركة بطلي الدوري والكأس فيها بقرار من اتحاد اللعبة وبات ملعب ويمبلي مسرحاً دائماً للمباراة على غرار مباريات المنتخب ونهائي كأس الاتحاد حتى هدمه وإعادة بنائه في عام 2001، وانتقل إلى ملعب الملينيوم في كارديف حتى 2007 قبل أن يعود إلى لندن عدا نسخة 2012 عندما أقيمت المباراة في برمنغهام في ظل انشغال العاصمة بالدورة الأولمبية، وها هي نسخة هذا العام تقام في ملعب كينغ باور في مدينة ليستر.

اليونايتد في المقدمة

وبقيت المباراة هامشية إلى حدِّ كبير حتى وقت متأخر حيث اعتبرها البعض بأنها مباراة إعدادية للموسم لا أكثر، والدليل أن نظام المباراة يختلف عن كل مسابقات الإنكليز، بحيث كان يسمح خلالها بإجراء ستة تبديلات للاعبين، وترتدي الطابع الخيري حيث توزع إيراداتها على الأندية التي تبدأ مسابقة كأس الاتحاد بنسب متفاوتة، حيث تقوم إداراة هذه الأندية بمنحها إلى الجمعيات الخيرية التي تختارها، وبالطبع بات ينطبق الأمر على واردات المباراة من ثمن تذاكر أو حقوق رعاية أو نقل تلفزيوني.

ويتصدر مانشستر يونايتد اللائحة برصيد 21 لقباً (منها 4 مرات مشتركة) يليه الآرسنال بـ16 لقباً (مرة مشتركة واحدة) ثم ليفربول بـ15 لقباً (5 مرات مشتركة) ثم إيفرتون بـ8 ألقاب (مرة واحدة مشتركة) وتوتنهام بـ7 ألقاب (3 مشتركة)، وحقق مان سيتي الدرع 6 مرات و4 مرات لتشيلسي مثلها وولفرهامبتون (منها 3 مرات مشتركة).

مقدمة مثالية

بمجرد القول: إن طرفي المباراة القادمة هما مانشستر سيتي وليفربول فإننا أمام قمة كروية لافتة، بل هي القمة الأكثر ندية حالياً في إنكلترا إن لم نقل في العالم أجمع، فالأول هو بطل البريميرليغ وزعيمه في العقد الأخير بينما الثاني هو بطل مسابقتي الكأس هذا الموسم والمنافس القوي للسيتي على الألقاب في السنوات الخمس الأخيرة إضافة لتاريخه العريق، ويقود الفريقين مدربان من الأفضل حالياً على مستوى العالم، الأول هو بيب غوارديولا الذي صنع بفضل أموال السيتي فريقاً مرعباً والحائز على البطولات المحلية أينما حل وبطل أوروبا مرتين مع برشلونة، أما الثاني فيورغن كلوب فقد حقق نجاحات جيدة مع دورتموند الألماني لكنه تألق برفقة ليفربول منذ مجيئه عام 2015 فأعاده إلى منصات التتويج وبات أحد المنافسين الكبار على كل المسابقات المحلية والأوروبية.

وبالطبع فإن الفريقين يضمان نخبة من النجوم المتألقين الذين لعبوا أدواراً مهمة في إنجازات الفريقين خلال السنوات الأخيرة، بداية من حارسي مرمى منتخب البرازيل إيدرسون وأليسون وليس انتهاءً بالبلجيكي كيفن دي بروين والمصري محمد صلاح وهما بيضة القبان في كفتي الفريقين، فهناك جون ستونز وكايل وولكر وروبن دياز ورودري وبرناردو سيلفا وإلكاي غوندوغان ورياض محرز وبنيامين ميندي وجواو كانسيلو وفيل فودين في صفوف السيتي، وبالمقابل هناك ألكسندر أرنولد وفان ديك وأندي روبرتسون ولويس دياز وفابينيو وتياغو ألكانتارا وديوغو جوتا وفيرمينيو، ومن الصفقات الجديدة اللافتة التي من الممكن أن نشاهدها في القمة المرتقبة هناك الهداف النرويجي إيرلينغ هالاند وكالفين فيليبس ويوليان ألفاريز في صفوف السيتيزينز مقابل فابيو كارفاليو والأورغوياني داروين نونيز بصفوف الريدز.

وبنظرة سريعة إلى الأسماء نجد أننا أمام مواجهات خاصة جداً بين كل مركزين إلا أن الأبرز ستكون بين هالاند وفان ديك وكذلك بين داروين وروبن دياز إضافة إلى مواجهة صلاح مع الظهير الأيسر للسيتي الذي قد يكون كانسيلو، وبالتالي فإننا أمام مباراة قمة بكل المقاييس ولعل ما شاهدناه في المواجهات الأخيرة بين الفريقين كاف ليخبرنا بموعد جديد من المتعة بفنون كرة القدم وإثارتها.

التاريخ للريدز

تاريخياً يتفوق ليفربول في المواجهات المباشرة على مستوى كل المسابقات فقد سجل 78 فوزاً آخرها في نصف نهائي الموسم المنصرم بنتيجة 3/2 مقابل 45 انتصاراً للسيتي آخرها بنتيجة 4/1 في أنفيلد بالذات ضمن البريميرليغ في الموسم قبل الماضي، وتعادلا في 46 مباراة آخرها مرتين متتاليتين بنتيجة واحدة 2/2 ضمن الدوري في الموسم المنصرم واللافت أن تعادلاً وحيداً دون أهداف حدث خلال العقد الأخير، وقد سجل السيتي فوزه الأعلى بنتيجة 6/صفر عام 1935 وسجل ليفربول النتيجة ذاتها كأفضل انتصار عام 1995، وللتذكير فقط توج أزرق مانشستر بطلاً للدوري بفارق نقطة أمام أحمر ليفربول وهو الفارق ذاته الذي انتهى به موسم 2018/2019.

قمة هذا الزمان

في ألمانيا يلتقي بايرن ميونيخ بطل البوندسليغا المهيمن عليها في المواسم العشرة الأخيرة مع لايبزيغ، وإذا كان البافاري هو الزعيم الأول للبطولات الألمانية فإن لايبزيغ هو الوجه المشرق للأندية حديثة العهد الذي مضى على تأسيسه 13 عاماً لكنه خلال فترة قصيرة بات أحد الأندية المهمة في بلاده، وقد توج بأول ألقابه في الموسم الفائت، وقد صعد إلى الدرجة الأولى قبل ستة مواسم حل خلال اثنين منها وصيفاً للبطل ومثلهما بالمركز الثالث ومرة بالسادس قبل أن ينهي الموسم الفائت رابعاً، ولا يمكن مقارنة تاريخ لايبزيغ التابع للشركة تجارية بالتاريخ الناصع للبايرن الذي سيطر على مقدرات الكرة في بلاده بفضل حسن إداراته المتلاحقة وضمه لمعظم نجوم الكرة الألمانية وكذلك العديد من نجوم الكرة في العالم.

وعلى الرغم من رحيل عدد من اللاعبين عن البافاري (ليفاندوفسكي وسوله وتوليسو ولوكاس ماي) إلا أنه ضم كلاً من ماتياس دي ليخت وساديو ماني ونصير مزراوي وريان غرانفبيرش ليصبح أكثر قوة بوجود نوير وغنابري وكومان ومولر وساني وغوريتسكا وموسيالا وسواهم، على حين مازال لايبزيغ يعتبر ممراً للنجوم بسبب سياسة الإدارة (التجارية) وبالتالي يعتمد الفريق على تجديد عناصره كل عام وقد تخلى خلال السنوات الأخيرة عن الكثير من النجوم (فيرنر ونابي كيتا وكوناتي وأوباميانكو) على سبيل المثال.

تاريخ قصير

بدأت محاولات إقامة كأس السوبر في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية لكنها أقيمت مرة واحدة وفي السبعينيات أقيمت مرتين ثم عادت عام 1987 وأقيمت لمدة عشر سنوات متتالية لكنها توقف عام 1997 وأحياها الاتحاد الألماني 2010 بعد محاولات من بعض الشركات الراعية تنظيمها في فترة توقفها، وعلى العموم انحازت نتائج المسابقة للبايرن الذي لم يغب سوى مرة واحدة في النسخ الـ13 الأخيرة علماً أنه خاضها في 15 مناسبة على العموم فتوج بكأسها 9 مرات مقابل 6 مرات لدورتموند الذي لعب السوبر 12مرة وتوج بريمن 3 مرات مقابل مرة لكل من: شالكه وكايزرسلاوترن وشتوتغارت وفولفسبورغ.

أما على مستوى المواجهات بين البايرن ولايبزيغ فقد تقابلا 14 مرة منها 12 مرة بالدوري وفاز الأول بتسع منها وآخرها في إياب البوندسليغا للموسم الفائت بنتيجة 3/2 مقابل فوز يتيم للثاني كان عام 2018 بنتيجة 2/1، وتعادلا 4 مرات.

المباريات والمواعيد

– السبت: مان سيتي × ليفربول (7.00)، أياكس × إيندهوفن (9.00)، بايرن ميونيخ × لايبزيغ (9.30)، بورتو × تونديلا (10.45).

– الأحد: سان جيرمان × نانت (10.00).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن