الغاز الروسي عبر «السيل الشمالي» تراجع إلى 20 بالمئة.. وأسعاره ارتفعت أكثر من 12 بالمئة … موسكو: من الخطأ ربط مستوى تدفق الغاز برفع العقوبات الأوروبية المفروضة علينا
| وكالات
انخفضت شحنات الغاز عبر خط الأنابيب «نورد ستريم» أمس الأربعاء إلى نحو 20 بالمئة من طاقته، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز مجدداً في أوروبا بأكثر من 12 بالمئة، واقتربت من مستوى 2350 دولاراً لكل ألف متر مكعب.
ونقلت وكالة «أ ف ب» عن الهيئة الألمانية المشغلة «غاسكاد»: أن نحو 17.3 غيغاوات/ساعة وصلت إلى ألمانيا من روسيا بين الساعة الثامنة والتاسعة من يوم أمس، مقارنة بنحو 29 غيغاوات/ساعة في المتوسط في الأيام الأخيرة.
وقالت الهيئة التي تدير الشبكة على الأراضي الألمانية: «منذ الساعة الثامنة، ينقل «السيل الشمالي 1»، 1.28 مليون متر مكعب في الساعة، أي نحو عشرين بالمئة من القدرة القصوى لخط أنابيب الغاز».
في الوقت نفسه، أعلنت مجموعة «إيني» الإيطالية أن «غازبروم» أبلغتها أن شحنات الغاز ستكون محددة بـ27 مليون متر مكعب أمس في مقابل 34 مليوناً في الأيام الأخيرة.
وقبل الحرب في أوكرانيا، كان «السيل الشمالي» ينقل نحو 73 غيغاوات في الساعة لتزويد ألمانيا، التي تعتمد خصوصاً على الغاز الروسي، وكذلك الدول الأوروبية الأخرى عبر الخط الذي يمر تحت بحر البلطيق.
لكن الإمدادات انخفضت إلى أربعين بالمئة عن المعدل الطبيعي بحلول منتصف حزيران قبل إغلاق الخط بشكل كامل لمدة عشرة أيام لأعمال الصيانة السنوية بين 11 و21 تموز الجاري، ومنذ ذلك الحين استؤنف تدفق الغاز.
لكن شركة «غازبروم» الروسية العملاقة أعلنت الإثنين الماضي أنها ستخفض إلى النصف حجم شحناتها اليومية عبر «السيل الشمالي» بدءاً من يوم أمس، مشيرة إلى عملية صيانة لتوربين.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الثلاثاء الماضي أن خفض السرعة يرجع إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بعد العملية الخاصة في أوكرانيا، وقال: «لو لم تكن هناك هذه القيود لكان كل شيء جرى (…) في الإطار الزمني المعتاد».
بيسكوف أكد، أمس الأربعاء، أن الكرملين يرى أنه من الخطأ ربط مستوى تدفق الغاز عبر «التيار الشمالي» برفع عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على روسيا، وقال في تصريح للصحفيين: «هذا رابط خاطئ تماماً. تزود «غازبروم» بالقدر الضروري وبقدر الإمكان. نحن نعلم أن الإمكانيات التقنية للضخ أصبحت الآن أقل لأن عملية صيانة الوحدات المختلفة صعبة للغاية بسبب القيود والعقوبات التي فرضتها أوروبا».
وأضاف: «العقوبات ضد روسيا فاقمت كل شيء، وتحديداً تلك المتعلقة بالطاقة»، مضيفاً: «لقد ارتكبوا أخطاءً في قطاع الطاقة، فارتفعت أسعار الغاز، والغاز هو أساس كثير من الأسمدة. ارتفعت أسعار الأسمدة. وهذا يؤدي إلى ما يلي: بدأت الشركات الإغلاق، بما في ذلك في أوروبا، وتراجعت توقعات الحصاد على الفور، في حين قفزت أسعار المواد الغذائية مرة أخرى».
وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق هذا الشهر، بأنّه «إذا لم تتمّ إعادة التوربينات الخاصّة بخط الأنابيب «السيل الشمالي 1» إلى روسيا، فيمكن ضخّ 30 مليون متر مكعب يومياً فقط عبر المسار بدلاً من 60 مليون متر مكعب»، لافتاً إلى أنه «في نهاية الشهر الجاري سيتمّ إرسال «توربين» آخر لإجراء عملية صيانة».
وتعرقل العقوبات الغربية المفروضة على روسيا أعمال صيانة توربينات «سيمنس» المثبتة على خط أنابيب «السيل الشمالي 1»، ما يؤدي إلى انخفاض حجم الإمدادات.
على خط مواز ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا، أمس الأربعاء، بأكثر من 12 بالمئة في ظل تراجع إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا عبر «السيل الشمالي 1» بسبب تعرقل أعمال صيانة المعدات، في ظل العقوبات الغربية.
وذكرت قناة «الميادين» أنه وفقاً لبيانات التعاملات، ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا واقتربت من مستوى 2350 دولاراً لكل ألف متر مكعب من الوقود الأزرق، وذلك للمرة الأولى منذ آذار الماضي.
وفي محاولة لمنع حصول نقص هذا الشتاء، وافقت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أول من أمس على خطة تنص على قيام كل دولة «بكل ما هو ممكن» لخفض استهلاكها من الغاز بين آب القادم 2022 وآذار 2023 بنسبة لا تقل عن 15 بالمئة بالمقارنة بمعدل السنوات الخمس الماضية خلال الفترة نفسها.