أبو ظبي والكويت تتجهان لرفع تمثيلهما الدبلوماسي في طهران وخطوات مرتقبة قريباً … مصدر إيراني لـ«الوطن»: نحن أمام حالة مبشرة بالمنطقة وستنعكس على ملفاتها
| سيلفا رزوق
كشفت التحركات والاتصالات المستجدة بين طهران وعدد من الدول الخليجية عن حالة متقدمة وصل إليها الحوار بين الجانبين، أكدتها الاتصالات التي جرت أول من أمس بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظرائه الإماراتي عبد اللـه بن زايد، والكويتي أحمد ناصر الصباح، والعماني بدر البوسعيدي.
هذه الاتصالات كان سبقها تصريحات لافتة خرجت عن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أكد فيها أنه يتم التحضير للقاء قريب بين السعودية وإيران، في بغداد، وأن هذا اللقاء سيكون علنياً.
ترجمة التصريحات الإيجابية المتبادلة جاءت سريعة وأكد وزير الخارجية الإمارات ، أول من أمس خلال الاتصال الذي جمعه مع نظيره الإيراني «أهمية رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، على نحو يعزز توسيع العلاقات الثنائية».
وحسب بيان وزارة الخارجية الإيرانية، فإن ابن زايد أكد لعبد اللهيان، أن رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي يأتي في إطار أهمية توسيع العلاقات بين البلدين الجارين.
وأضاف ابن زايد: «بالنسبة إلينا، فإن السلام والاستقرار والعزة والخير لإيران، كبلد جار وشقيق، أمور مهمة جداً».
من جانبه، قال عبد اللهيان لابن زايد إن «الكيان الصهيوني سعى لتحويل الاجتماع الأخير في جدّة إلى أزمة في المنطقة، لكن عبر براعة دول المنطقة المشارِكة في الاجتماع، تمّ تأكيد قضايا التعاون الإقليمي والتقدّم والأمن».
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني، عبر «تويتر»، أمس: «بحثت مع وزراء خارجية الكويت والإمارات وقطر والعراق في العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة والعالم، وناقشنا توسيع التعاون، الذي هو أساس سياسة الجوار».
الخارجية الإيرانية قالت: إن اللهيان أجرى أيضاً اتصالاً بنظيره الكويتي، أحمد ناصر الصباح، قال فيه: إنه «إلى جانب دول الجوار الأخرى، تتبع الكويت وجهة نظر إيجابية بشأن تعزيز العلاقات الإقليمية، وإيران تمدّ يدها من أجل الصداقة إلى الدول الجارة».
وأعرب عبد اللهيان عن «رضاه حيال الكياسة التي أظهرتها بلدان المنطقة بشأن عدم إعطاء قمة جدة طابعاً معادياً لإيران، وإفشال المساعي التي بذلها البعض».
بدوره، أكد الصباح أن القيادة السياسية في الكويت كانت ولا تزال في صدد تعزيز علاقاتها بإيران»، وأنها ترى «ضرورة توسيع العلاقات الثنائية بين الكويت وطهران، وموضحاً أن تعيين سفير جديد للكويت لدى إيران يصبّ في هذا الاتجاه».
كما جرى اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الإيراني ونظيره العماني، تناول تطورات الاتفاق النووي، وقال عبد اللهيان: إن «المرحلة النهائية للاتفاق ترتبط بعنصري الواقعية والمرونة من جهة الولايات المتحدة، والجمهورية الإسلامية جادة في الوصول إلى اتفاق» نووي.
مصدر إيراني أكد لـ«الوطن» أن إيران تتخذ إستراتيجية مد جسور الثقة والسلام مع جوارها وخاصة في محيط منطقة الخليج، وجاءت الاتصالات في هذا المنحى، وللتأكيد على العلاقات البناءة وحسن الجوار.
المصدر لفت إلى أن هناك رسائل طمأنة من إيران لهذه الدول بأن طهران تمد يد الثقة والسلام والأخوة لكل الدول المتجاورة في المنطقة، مشدداً على أنه ليس لإيران أي موقف معاد تجاه دول الخليج، وما حصل كان تحريكاً واستفزازاً من أميركا وإسرائيل ليكون هناك موقف معاد تجاه طهران، معتبراً أن الإعلان الذي خرج عن بغداد بأن المفاوضات الإيرانية السعودية ستكون علنية يعتبر رسالة مبشرة بأن النتائج يمكن الرهان عليها للوصول لوضع آمن بالمنطقة.
المصدر أشار إلى أن الاتصال الذي جرى بين وزير الخارجية الإيراني ونظيره العماني موضوعه مرتبط بنقل رسائل خاصة بالملف النووي الإيراني ومباحثات فيينا والاتفاق الممكن أن يحصل من خلال هذه المباحثات وقال: «إيران تؤكد أنها جاهزة لهكذا اتفاق على أن يكون جاداً وأن يكون مستداماً وألا تأتي إدارة تنقض الاتفاق برمته ويخرج رئيس لأميركا ويمزق الاتفاق وكأنه لم يحدث، وطهران تطالب بمرونة وواقعية أميركية للوصول لاتفاق معها بما يحفظ حقها بامتلاك الطاقة النووية لأهداف سلمية ورفع كل الشكوك والهواجس الغربية تجاه هذا البرنامج، وأضاف: «نحن أمام حالة مبشرة بالمنطقة وستنعكس على ملفاتها».