سورية

واصل تهديداته بشن عدوانه على شمال سورية.. وواشنطن جددت مطالبتها بوقف فوري للتصعيد … النظام التركي: لن نطلب الإذن من أحد ولسنا مضطرين لإخبار أحد!

| وكالات

واصل النظام التركي، أمس، تهديداته بشن عدوان جديد على شمال سورية، وأنه من الممكن تنفيذه «في أي وقت»، وأنه «لن يطلب الإذن من أحد لأجل ذلك»، على حين جددت واشنطن مطالبتها بوقف فوري للتصعيد في شمال سورية، وشددت على أهمية أن تحافظ جميع الأطراف على مناطق وقف إطلاق النار، وتحترمها لتعزيز الاستقرار في سورية، والعمل من أجل حل سياسي.
ونقل موقع «النشرة» اللبناني عن المتحدث باسم رئاسة النظام التركي، إبراهيم قالن، قوله في تصريح لقناة «تي آر تي» التركية: «لن نطلب الإذن من أحد لتنفيذ العملية العسكرية في شمال سورية، ولسنا مضطرين لإخبار أحد عن موعدها (…) يمكن أن تُنفذ هذه العملية في أي وقت وفقاً لتقييمنا للمخاطر الأمنية علينا».
ويوم الأحد الماضي وبعد يوم واحد من قمة رؤساء الدول الضامنة لمسار أستانا التي عقدت في طهران وجمعت إلى جانب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب أردوغان قال الأخير: إنّ «ملف العملية العسكرية الجديدة شمال سورية، سيظلّ مدرجاً على أجندتنا، إلى حين تبديد مخاوفنا المتعلقة بأمننا القومي» على حد تعبيره.
ومتجاهلاً تسهيل نظامه وعبر أراضي بلاده لتدفق آلاف الإرهابيين الأجانب إليها ودعهم بالمال والسلاح وتشكيله العديد من تنظيماتهم، اعتبر أردوغان أول من أمس، أن سورية أصبحت «بؤرة للتنظيمات الإرهابية»، على حين أكدت صحيفة «الفاينانشال تايمز» البريطانية أن المناطق التي يسيطر عليها النظام التركي ومرتزقته تبدو كأنها ولايات تركية حيث الأعلام والتعليم والعُملة وحتى الإدارة ومجالسها المحلية كلها تحت النفوذ التركي.
وخلال استقباله لأردوغان قبيل «قمة طهران»، قال قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي: «إن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية مهم جداً بالنسبة لنا، وأي هجوم عسكري على شمال سورية سيلحق الضرر بتركيا وسورية وكل المنطقة وسيكون لمصلحة الإرهابيين».
بدوره، قال الرئيس الروسي الثلاثاء الماضي: إنه تم عقد مفاوضات في طهران مفيدة ومثمرة بشأن سورية، وأضاف: إن «تركيا وإيران وروسيا تشارك الرأي القائل إن الأزمة السورية لا يمكن حلها إلا بالوسائل الدبلوماسية والسياسية على أساس الحوار السوري الداخلي المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».
وكان وزير خارجية النظام التركي مولود تشاويش أوغلو، قد أدلى الخميس الماضي بتصريحات قالن ذاتها حين قال «إن تركيا لا تطلب الإذن مطلقاً من أي أحد قبل شن عملية عسكرية في سورية».
في غضون ذلك، أكدت أميركا أن أي عملية تركية شمال سورية لن تكون في مصلحة العملية السياسية وفقاً للقرار 2254، ونقلت مواقع الكترونية معارضة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، قوله في مؤتمره الصحفي اليومي: إن واشنطن «طالبت بوقف فوري للتصعيد شمال سورية»، مشدداً على أهمية أن تحافظ جميع الأطراف على مناطق وقف إطلاق النار، وتحترمها لتعزيز الاستقرار في سورية، والعمل من أجل حل سياسي.
ورداً على سؤال حول إذا ما كانت هناك إمكانية لدعم واشنطن إنشاء منطقة حظر طيران شمال شرق سورية، بعد مقتل مسلحين من ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الحليفة لواشنطن، بمن فيهم قياديون، على يد قوات الاحتلال التركي، قال برايس: «نواصل إجراء هذه المناقشات مع الشركاء والحلفاء الرئيسيين، بمن فيهم الحلفاء الأتراك».
وأضاف: «أوضحنا لهم على انفراد ما أوضحناه علناً، أن المخاوف العميقة لدينا هي بشأن احتمال تجدد النشاط العسكري في سورية، ولاسيما تأثيره في السكان المدنيين».
وأشار برايس إلى أن واشنطن أوضحت للنظام التركي قلقها المحدد من أن أي هجوم جديد أو هجوم واسع من هذا النوع، قد يؤدي إلى انتكاسة المكاسب الكبيرة التي حققها ما يسمى «التحالف الدولي» ضد تنظيم داعش الإرهابي في السنوات الأخيرة، ويمكن أن يكون له تداعيات إنسانية على السكان المدنيين في المنطقة, وشدد على أن أي عملية تركية شمال سورية لن تكون في مصلحة العملية السياسية في سورية، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن