المقداد: علاقاتنا تمر بأفضل حالاتها وما قدمته الصين لسورية يعبر عن نبل قيادتها وشعبها … الرئيس الأسد يمنح السفير الصيني وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة … بياو لـ«الوطن»: وضعنا الأسس المتينة لتطوير علاقاتنا والقادم هو الأجمل والأفضل
| سيلفا رزوق
منح الرئيس بشار الأسد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى سورية، فنغ بياو، وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة، تقديراً لكل ما بذله في سبيل تطوير العلاقات بين البلدين، في حين وصف بياو التكريم بأنه أكبر شرف له في حياته الدبلوماسية مقدماً الشكر للرئيس الأسد على منحه هذا الوسام.
وقلد وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، السفير بياو، وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة بمناسبة انتهاء مهامه في سورية، وذلك خلال حفل أقامته وزارة الخارجية والمغتربين في فندق «داما روز» بدمشق بحضور وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام.
وأعلن المقداد في كلمة له خلال الحفل، أن الرئيس الأسد قرر منح السفير الصيني وسام الاستحقاق، تقديراً لكل ما بذله في سبيل تطوير العلاقات السورية- الصينية.
ولفت إلى أنه لا يوجد شيء اسمه المستحيل في العلاقات السورية- الصينية، وأن سورية كانت دائماً تؤكد على أهمية العلاقات بين الجانبين، وأن الصين لها دور مهم على صعيد العلاقات الدولية، مؤكداً أن العلاقات التي كانت وما زالت بين البلدين، ستستمر طوال السنوات القادمة، علماً أن سورية كانت من أوائل الدول التي اعترفت بالصين الشعبية.
وأوضح المقداد، أن علاقات البلدين تجذرت محبة وسلوكاً وعطاءً، وهي علاقات تاريخية، واليوم تمر بأفضل حالاتها، مشيراً إلى أن المساعدات التي تلقتها سورية من الصين، عبّرت بشكل أساسي عن نبل الصين بقيادتها وشعبها.
وأكد أن وزارة الخارجية والمغتربين والدولة السورية بجميع مؤسساتها، ملتزمة بتنفيذ التوجيهات التي توصل إليها الرئيسان الأسد وشي جين بينغ، وأن طموحات البلدين المشتركة لا حدود لها في بناء علاقات إستراتيجية بينهما.
ولفت المقداد إلى أن عالم اليوم ليس آمناً وتجتاحه المخاطر، لذلك كان من المفيد لقوى الخير أن تتكافل ليبقى هذا العالم عالم أمن وسلم، والصين واحدة من الدول التي ساهمت ومازالت في صيانة الأمن والسلم الدوليين، مبيناً أن دور الصين في الأمم المتحدة كان دائماً يسير بهذا الفهم وهذا المنطق وكان ميثاق الأمم المتحدة هو العنوان الأساسي الذي تعتمد عليه الصين في التعبير عن موقفها، وهي وقفت إلى جانب الشعوب التي تسعى لنيل الحرية والاستقلال والسيادة والتي تسعى للحفاظ على كرامتها.
وأضاف: «أستطيع القول إن الصين كانت وستبقى دولة أمان واستقرار تدعو للحفاظ على حرية الدولة والإنسان وحرية الشعوب في تقرير مصيرها».
واعتبر المقداد، أننا اليوم يمكننا التأكيد أن الصين تنتقل إلى مرحلة أخرى في مجال دعمها لكل الدول النامية، وأينما ذهبنا سواء في سورية أم في أميركا اللاتينية أو في إفريقيا أو في آسيا، نرى اليد الخيّرة للصين في تنمية شعوب هذه الدول وهي لا تفرض أي شروط على مساعدتها لهذه الدول، كما تفعل دول أخرى من خلال ابتزاز الشعوب بحاجاتها ولقمة عيشها واستهدافها بإجراءات قسرية ظالمة.
المقداد أكد أهمية العمل الذي قام به السفير بياو خلال فترة وجوده في سورية والدور الكبير الذي قام به على صعيد تطوير العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، واصفاً إياه بالأخ والصديق والرفيق، وبأنه مواطن سوري – صيني، يمثل تجذر العلاقات بين البلدين الصديقين.
بياو وفي كلمة له عقب تقليده وسام الاستحقاق، قدم الشكر للرئيس الأسد لتكريمه بهذا الوسام، معتبراً أنه أكبر شرف له خلال حياته الدبلوماسية، وقال: «سورية تمثل بالنسبة لي وطني الثاني، وحبي لهذا البلد عميق جداً».
وأضاف: «ما يسعدني ويشرفني أن الرئيس الأسد قال لي بعد تقديمي أوراق اعتمادي سفيراً لبلادي في سورية، أن السفير يجب أن يتكلم ويعمل من أجل البلدين وليس لبلد واحد، وأنا أعمل بهذه التعليمات منذ ذلك اليوم».
وأشار بياو إلى أن ما قدمه كان بعضاً من المساهمات للدفع بالعلاقات بين البلدين، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين حققت قفزة كبيرة خلال السنوات الماضية، حيث جرت أول مكالمة هاتفية بين الرئيسين الأسد وشي جين بينغ، كما زار وزير الخارجية الصيني وانغ يي دمشق للمرة الأولى منذ 12 عاماً، وانعقدت اللجنة الاقتصادية المشتركة بعد انقطاع لـ12 عاماً أيضاً ووقعت الصين وسورية وثيقة للتعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، كذلك قدمت الصين الكثير من المساعدات في شتى المجالات الصحية والغذائية والتقنية والاتصالات وغيرها.
وقال: «ما يشعرني بالفخر والاعتزاز، أن سورية والصين أصبحا صديقين في كل المجالات ويساند بعضهما بعضاً في حماية مصالح كلا البلدين ويشاركا بعضهما بعضاً في السراء والضراء».
وأضاف: «سورية صاحبة حضارة عريقة وقدمت مساهمات جبارة في تقدم الحضارة البشرية، وأنا متأكد وأثق بأنه وتحت القيادة الحكيمة للرئيس بشار الأسد وبهمة الشعب السوري ستنهض سورية وتحقق الازدهار من جديد».
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، أكد المقداد أن سورية تتطلع دائماً لتطوير علاقاتها وتنميتها مع الصين، وقال: «أنا أؤكد أن هذه العلاقات وجدت لتبقى، والصين وسورية يتشاركان الكثير من القيم، والصين وقفت إلى جانب سورية في مجلس الأمن وهي نادراً ما استخدمت الفيتو لكنها استخدمته من أجل سورية».
المقداد الذي أشار إلى أن الصين قدمت دعماً مادياً مهماً لسورية، لفت إلى أن علاقات الصداقة لم تكن من طرف واحد بل كانت صداقة من طرفين، وسورية دعمت دائماً مطالب الصين بوحدة أراضيها كما دعمت مبدأ الصين الواحدة، وتعتبر تايوان جزءاً لا يتجزأ من الصين الشعبية، وهي تنطلق في مواقفها من وقوفها إلى جانب الشعب الصيني، وقال: «الصين تسهم الآن في إعادة إعمار سورية وستسهم في المستقبل».
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن» عبر بياو عن سعادته الكبيرة برؤيته العلاقات الصينية- السورية وقد وصلت لهذا التقدم الكبير، وقال: «أعتقد أننا وضعنا الأسس المتينة لتطوير هذه العلاقات في كل المجالات، ووقعنا الكثير من اتفاقيات التعاون وسوف ننفذ هذه الاتفاقيات في المستقبل القريب، وأضاف: «القادم في علاقاتنا هو الأجمل والأفضل».
حضر الحفل إلى جانب الوزيرين عزام والمقداد، نائب وزير الخارجية بشار الجعفري، ومعاون الوزير أيمن سوسان، وعدد من رؤساء وأعضاء البعثات الدبلوماسية العاملة في دمشق، وعدد من مديري الإدارات بوزارة الخارجية والمغتربين.