شؤون محلية

التطعيم ضد كورونا نسبة لا تليق بنا…!

| ميشيل خياط

عقد د. أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط وغرب آسيا، مؤتمراً صحفياً عبر الإنترنيت، يوم 27 تموز الجاري، بحضور عدد من المختصين في الأمراض الوبائية، لفت الانتباه فيه إلى ازدياد الإصابات بمرض كورونا في 100 بلد مؤخرا، ولاسيما في إقليم شرق المتوسط، (وهذا سبب المؤتمر).

وأكثر ما حفزني للكتابة عن هذا الموضوع، الجدول الرقمي الذي ترافق مع تلك الواقعة، بتوقيع المنظمة التي تستقي أرقامها من الدول التي تتحدث عنها.

وجاء في ذاك الجدول أن نسبة الحاصلين على اللقاح ضد مرض كورونا في سورية هي 10 بالمئة فقط، علما أن النسبة العامة لدول الإقليم (22 دولة) هي 45 بالمئة.

وثمة دول حققت نسباً عالية جداً (الإمارات العربية المتحدة 98 بالمئة)، وليس هناك أقل من نسب سورية والسودان والصومال المتماثلة، سوى اليمن1 بالمئة فقط وأسبابه معروفة.

لعب التراخي في إجراءات الوقاية من المرض دوراً في ظهوره بقوة مجددا. (لفتت مجلة لونوفيل اوبسرفاتور في عددها الأخير أنه منذ بداية تموز الجاري ارتفعت إصابات كورونا في فرنسا إلى 150000_200000 إصابة يوميا والتقت عالمين في الوبائيات أكدا ضرورة حصول من هم فوق الـ 65 سنة على الجرعة الرابعة.)

إن كورونا مرض خطير جدا، قتل حتى الآن 6,4 ملايين إنسان في العالم، وفي رأيي أنه موت لا مبرر له أبداً، على الرغم من كارثيته، وما خلفه من أوجاع وآلام وأحزان وخسائر.

وفقدت سورية 3150 مواطناً من أبنائها به، وكان يمكن إنقاذهم لو حصلوا على اللقاح، كان يمكن أن يمر مثل أي زكام أو كريب.

يؤكد د. المنظري، أن لقاحات كورونا مدروسة بدقة وهي نتاج أبحاث عريقة جداً، توصلت سابقا للقاحات ضد الانفلونزا بأنواعها المتعددة.

صحيح هي لا تحمي الجميع لأسباب تتعلق ببنيتهم وضعف الأجهزة المناعية لديهم ، لكن الثابت بالدراسات الميدانية لمنظمة الصحة العالمية، أن من يحصل على لقاح كورونا، فإنه حتى لو أصيب بهذا المرض، فإن إصابته ستكون: أولاً: غير مميتة. ثانيا: لن تدفع به إلى المشفى وجرعات الأوكسجين.

وقيل في المؤتمر الصحفي: إن من أصيب بكورونا يجب أن يحصل على اللقاح.

لقد أنقذ اللقاح ملايين الناس من الموت وهو متاح في سورية بيسر وسهولة ومجاناً، ومتوفر في المراكز الصحية، ونسبة العشرة بالمئة لاتليق بنا كسوريين لأسباب كثيرة، من أهمها: أننا أصحاب تجربة سابقة ناجحة أذهلت العالم في ثمانينيات القرن الماضي، عندما نجحنا بالتعاون مع (اليونيسيف _منظمة الأمم المتحدة للطفولة)، باعتماد خطة إعلامية ناجعة أشرف عليها الأستاذ ياسين شكر، مدير التخطيط في وزارة الإعلام آنذاك، إذ قفزت نسب التلقيح العامة في سورية من 30 بالمئة إلى 93 بالمئة بما في ذلك شلل الأطفال، وصولا إلى اجتثاث فيروس شلل الأطفال نهائيا من التربة السورية في العام 1995. وانخفاض وفيات الأطفال والرضع من 300بالألف قبل استخدام اللقاحات في سورية إلى 18 بالألف.

ثانيا:وجود بنية تحتية صحية في سورية تساعد على تحصين من يشاء. ، بنية قوامها المراكز الصحية والمشافي والعاملين الصحيين المدربين.

وإذ يجبر الناس على حماية أنفسهم من الموت، فهذا قمة الإنسانية، وتندرج في هذا السياق إجراءات الدكتورة هتون طواشي مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية، التي طلبت من المعلمين والإداريين (وعددهم أربعمئة ألف)، حمل بطاقة اللقاح معهم للتفتيش عليها، وهي المعروفة بجديتها ومتابعتها.

إجراء يحمي بناة المستقبل وأعمدته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن