الكاظمي أكد أن الجميع يتحمل المسؤولية إزاء ما يحدث.. وصالح طالب بعقد حوار وطني … «الصدريون» يعتصمون في البرلمان.. و«التنسيقي» يؤجل تظاهرات الدفاع عن الدولة
| وكالات
على وقع الأزمة السياسية التي يعيشها العراق منذ الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول الماضي، أعلن التيار الصدري، أمس السبت، بدء اعتصام مفتوح داخل البرلمان العراقي، في أعقاب اقتحامه، من آلاف المتظاهرين المطالبين بإسقاط الطبقة السياسية، على حين وجه رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، القوات الأمنية بحماية المتظاهرين، داعياً إياهم إلى التزام السلمية في حراكهم، وعدم التصعيد، على حين طالب الرئيس العراقي برهم صالح بعقد حوار وطني.
ونشر مدير مكتب الصدر في بغداد، إبراهيم الجابري، أمس السبت، حسب موقع «السومرية نيوز» منشوراً عبر صفحته على فيسبوك، قال فيه إن «الشعب يختار الاعتصام المفتوح داخل البرلمان»، وقبل ذلك، قال الجابري في منشور سابق: «الشعب داخل البرلمان شكراً للقوات الأمنية».
ونقل الموقع إن إعلام التيار الصدري، أعلن أمس أنه قرر إقامة مجلس حسيني داخل مبنى البرلمان، بمناسبة حلول شهر محرم الحرام.
من جانبه حمل القيادي في التيار الصدري حازم الأعرجي، أمس السبت، الإطار التنسيقي مسؤولية سيلان الدم العراقي، ونقل «السومرية نيوز» عن الأعرجي قوله في بيان مقتضب، «الإطار من يتحمل دماء العراقيين التي سالت اليوم».
إلى ذلك وجه الكاظمي، حسبما ذكرت «واع» القوات الأمنية بحماية المتظاهرين، داعياً المتظاهرين إلى التزام السلمية في حراكهم، وعدم التصعيد، والالتزام بتوجيهات القوات الأمنية التي هدفها حمايتهم، وحماية المؤسسات الرسمية.
وأوضح الكاظمي في كلمة له حول المستجدات الأخيرة، بحسب «واع» أن الجميع يتحمل المسؤولية الأحزاب والطبقةُ السياسية والقوى الاجتماعيةُ وسائرُ المؤثرين، قائلاً: «علينا أن نقولَها، نعم، الجميع، وعلى الجميعِ أن يتصرفَ وفقَ قواعد الحكمة والبصيرة من أجل العراق، حتى لا نخسرَ مجدداً».
وتابع «لا بدّ أن تجلسَ الكتلُ السياسيةُ وتتحاورَ وتتفاهمَ من أجل العراق والعراقيين، ويجبُ الابتعادُ عن لغةِ التخوينِ والإقصاء، ويجبُ التحلي بروحٍ وطنيةٍ عالية وجامعة».
ودعا الجميعَ إلى التحلي بالهدوء والصبر والعقلانية والتعاون لتوقيف من يسرعُ هذه الفتنة، «والكلُ يجب أن يعلمَ جيداً أن نارَ الفتنة ستحرقُ الجميع».
وقال الكاظمي في وقت سابق حسب بيان لمكتبه الإعلامي إن «استمرار التصعيد السياسي يزيد من التوتر في الشارع بما لا يخدم المصالح العامة»، مشدداً على أن القوات الأمنية يقع عليها واجب حماية المؤسسات الرسمية وضرورة اتخاذ كل الإجراءات القانونية لحفظ النظام».
من جهته دعا الرئيس صالح أمس، إلى عقد حوار وطني بين الفرقاء السياسيين وتغليب لغة العقل وتقديم المصلحة الوطنية، وفي بيان نشرته رئاسة الجمهورية العراقية على صفحتها الرسمية في تويتر، قال صالح: إن «الظرف الدقيق الذي يمر ببلدنا اليوم يستدعي من الجميع التزام التهدئة وتغليب لغة العقل والحوار وتقديم المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار»، مشيراً إلى أنه و«لتدارك الأزمة والحؤول دون أي تصعيد، نؤكد الحاجة المُلحّة لعقد حوار وطني صادق وحريص على مصلحة الوطن والمواطنين».
وأشار إلى أن «الحوار المطلوب بين الفرقاء السياسيين يجب أن يبحث في جذور الأزمة التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية، وإيجاد الحلول المطلوبة لتجاوزها والوصول بالبلد إلى بر الأمان والاستقرار، فالأوضاع في البلد تستدعي عملاً جادا نحو تصحيح المسارات ورفع الحيف والظلم ومحاربة الفساد وترسيخ الدولة المقتدرة الحامية والخادمة لكل العراقيين».
بدوره دعا رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أمس السبت، المتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية التظاهر، ونقلت «واع» عن بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب قوله إن «الحلبوسي وجه حماية البرلمان بعدم التعرض للمتظاهرين أو المساس بهم، وعدم حمل السلاح داخل البرلمان، فضلاً عن توجيه الأمانة العامة لمجلس النواب بالحضور في المجلس والتواصل مع المتظاهرين».
كما قرر الحلبوسي تعليق عقد جلسات مجلس النواب حتى إشعار آخر.
من جهته أكد وزير زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، صالح محمد العراقي، أمس السبت، أن الكتل السياسية تتحمل أي اعتداء على المتظاهرين السلميين.
وقال وزير الصدر في تدوينة نقتلها «واع»: «نحمل الكتل السياسية أي اعتداء على المتظاهرين السلميين، فالقوات الأمنية مع الإصلاح والإصلاح معها»، وتابع: «سرقتم أموال العراق فكفاكم تعد على الدماء الطاهرة».
في غضون ذلك أعلنت وزارة الصحة، عن استقبال 60 إصابة مختلفة من المتظاهرين توزعوا على ثلاثة مستشفيات، مؤكدة استمرار استنفار مؤسساتها وملاكاتها لإسعاف وعلاج الجرحى، عقب إطلاق القوات الأمنية العراقية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، لتفريقهم عند مدخل المنطقة الخضراء.
ونقلت وكالة «واع» قول الوزارة في بيان، إن «مؤسسات الوزارة في بغداد استقبلت حتى الساعة الثالثة من بعد ظهر أمس 125 جريحاً؛ منهم مئة مدني و25 عسكرياً».
من جانبه أعلن «الإطار التنسيقي»، تأجيل التظاهرات التي دعا إليها في وقت سابق أمس، حتى إشعار آخر، لإعطاء وقت للحوار والحلول السياسية من أجل ضمان وحدة الصف.
وأكدت اللجنة التحضيرية لتظاهرات «الدفاع عن الشرعية الدستورية» في العراق تأجيل التظاهرات المقرَّرة في البلاد، مشيرةً إلى أنّ «قرار التأجيل جاء بناء على بيانات قادة الإطار التنسيقي وتدخُّل شيوخ العشائر ورجال الدين»، من أجل «إعطاء وقت للحوار والحلول الإيجابية السياسية لضمان وحدة الصف وتجنب الفتنة» في العراق.
وكان الإطار التنسيقي دعا قبل ذلك، إلى التظاهر السلمي دفاعاً عن الدولة وشرعيتها ومؤسساتها، ونقل «السومرية نيوز» عن الإطار قوله في بيان: «إننا إذ نوصي بضبط النفس وأقصى درجات الصبر والاستعداد فإننا ندعو جماهير الشعب العراقي المؤمنة بالقانون والدستور والشرعية الدستورية إلى التظاهر السلمي دفاعاً عن الدولة وشرعيتها ومؤسساتها وفي مقدمتها السلطة القضائية والتشريعية والوقوف بوجه هذا التجاوز الخطير والخروج عن القانون والأعراف والشريعة».
من جهتها دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق «يونامي»، أمس، إلى وقف التصعيد، وقال بيان لبعثة الأمم المتحدة إن «التصعيد المستمر مقلق للغاية، وإن أصوات العقل والحكمة ضرورية لمنع المزيد من العنف وتشجيع جميع الجهات الفاعلة على وقف التصعيد لمصلحة جميع العراقيين».
وفي السياق دعا رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي للدخول في حوار مفتوح مباشر.
ونقلت «واع» عن الحكيم في بيان، أن «الوضع العراقي الحرج الذي تمر به الساحة الداخلية اليوم يتطلب من الجميع تغليب لغة العقل والمنطق والحوار والتنازل للعراق وشعبه، من هنا نوجه بقلب صادق ونية حسنة الدعوة المفتوحة للإخوة في التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي للدخول في حوار مفتوح مباشر وبناء تحت سقف الوطن والمصلحة الوطنية وحفظ الدم العراق، يأخذ معاناة الشعب وهواجسه ومصالحه بنظر الاعتبار».
بدوره دعا رئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي، إلى التهدئة والجلوس لطاولة حوار وطني عاجل، وقال علاوي في تغريدة له: «نعيش الآن في مرحلة خطرة تجاوزت كل الاحتمالات السيئة ولا تحمل مزيداً من التصعيد وتستوجب التحلي بالحكمة والاتزان ودرء الفتنة».
كما دعا رئيس ائتلاف النصر، حيدر العبادي، القادة السياسيين لاعتماد لغة الحوار وتغليب المصلحة الوطنية.
وعلى خط موازٍ دعا رئيس تحالف الفتح هادي العامري، قوى الإطار التنسيقي والتيار الصدري إلى اعتماد نهج التهدئة وضبط النفس، وقال: إن «كل ما جرى لغاية الآن يدور في حدود الممارسة الديمقراطية إلا أن شعبنا الصابر ينظر بخوف وحذر إلى ما يمكن أن تجره الأوضاع الحالية من فتنة، وما يمكن أن يسببه الانفلات من إراقة للدماء لا سمح الله، وبذلك تتحقق أمنيات أعداء العراق الذين يتربصون به الدوائر».
وتأتي الاحتجاجات من مناصري التيار الصدري للتنديد بترشيح الوزير والمحافظ السابق محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة، مع أن كتلة التيار في مجلس النواب العراقي استقالت في 12 حزيران الماضي، في خطوة عدّها الصدر «تضحية من أجل الوطن والشعب لتخليصه من المصير المجهول».