مهما اعتنينا بها لا يمكن أن تطرح لنا التفاح! … ليسَ دراما بوليسية ولا يحمل جرعة كبيرة من الألغاز
| سارة سلامة
تدور كاميرا المخرج السوري سمير حسين مطلع الشهر القادم لتصوير عشارية بعنوان «وصايا الصبار» كتابة فادي حسين، في تعاون هو الأول بينهما، من خلال عشارية تحمل طابع الدراما البوليسية الممتلئة بالإثارة والتشويق.
وهو يدخل في إطار بوليسي اجتماعي، مؤلف من عشر حلقات، ويضم على قائمة أبطاله كلاً من: عبد المنعم عمايري، أمل عرفة، صفاء سلطان، فايز قزق، رنا العضم، علي كريم، بشار إسماعيل، سناء سواح، عامر علي، عاصم حواط، علاء قاسم، يوسف المقبل، مهران نعمو، روبين عيسى، حسام الشاه، تسنيم باشا، فرح خضر، نسيم أبودان، وميخائيل صليبا.
وتدور قصة العمل حول عائلتين سوريتين من طبقتين مختلفتين، ويتسبب حدث ما يطرأ مجدداً لربطهما معاً بعد فراق أعوام طويلة؛ ويولد هذا الحدث حياة أفراد العائلتين إلى الفوضى، وتتشابك الخطوط وتتفرع الأحداث، لتنطلق من ذلك وتغير المكتوب وتؤدي إلى نهايات ليست متوقعة على مصير الأفراد من العائلتين.
لماذا وصايا الصبّار؟
وفي حديث خاص لـ«الوطن» كشف الكاتب فادي حسين بأنه: «تنطلق شرارة الأحداث كلها عندما تشتبك عائلتان سوريتان من طبقتين مختلفتين تتحدر إحداهما من طبقة مسحوقة وأخرى متنفذة ومؤثرة، ويجمع كلا العائلتين ماض مشترك ومُربك فتتحول حياتهما إلى سواد قاتم».
وقال حسين في جوابه عن سؤال لماذا وصايا الصبّار؟
إن: «نبات الصبار مهما اعتنيت به لا يمكن أن يطرح لكِ التفاح تماماً مثل شخصيات حكايتنا لهذا عليك الحذر في التعامل مع النبتة وإلا حتماً فسوف تُجرح يدك، فغالب شخصيّات العمل محكومة بسواد مظلم وجنائزي».
وعن خصوصية العمل مع المخرج سمير حسين بيّن الكاتب السوري أن «العمل معه مغرٍ لأي كاتب فما بالك بكاتب في بداية مشواره مثلي، فالرجل صاحب مشروع كبير وقدم أعمالاً ترتقي لتطلعات الجمهور مثل (حائرات وقاع المدينة وبانتظار الياسمين، ماوراء الشمس وغيرها)».
وبيّن حسين أن حتوتة العمل تدور في إطار من: «التشويق والإثارة، لكنه بعيد عن نمط الجريمة الغامضة والبحث عن الجُناة، فكل شخصية لها حاضرها وماضيها الذي ترتبط به مع غيرها من الشخصيات، وبما أنها لا تستطيع التخلي عن ماضيها، فمن الطبيعي أن تغرق في المصائب».
حكاية واضحة
العمل يروي دراما بوليسية هل نستطيع أن نحقق شروطها من إثارة وتشويق؟
في الحقيقة هو ليسَ دراما بوليسية صرفة ولا يحمل جرعة كبيرة من الألغاز يجب على المشاهد تفكيكها مثلما يحدث عادةً، فالحكاية عندي واضحة منذ البداية وتركز على الصّراع بين الخير والشر ولكن بطريقة متشعبة يتم ربطها بتسلسل الأحداث، فالخط الدّرامي هنا مترابط ومتصاعد للأمام بتقدم حثيث ومحسوب بدقة تجعل المشاهد يرتبط بالعمل حتى آخر حلقة».
وقال حسين عن العشاريات وهل ما إذا كانت تلبي طموحه ككاتب: «أنا ميال لكتابة الأعمال القصيرة على الرغم من تحضيري لعمل ثلاثيني، فما تقوله ككاتب في ثلاثين حلقة يمكن قوله في عشر حلقات وما تقوله في عشر حلقات يمكن اختزاله سينمائياً في ساعة ونصف الساعة، مضيفاً إننا ربما خلال سنوات قليلة قادمة سوف نشهد اضمحلال الأثر الفعلي للتلفزيون أمام المنصّات على الرغم من النوستاليجا والمكانة التي يحتلها في قلوبنا لكونه ارتبط بجمعة العائلة حوله وهذا ما يتوافق مع ما صرح به مؤخراً مالك منصة نتفليكس عن غياب التلفزيون لمصلحة المنّصات الرقمية التي باتت تحظى بمتابعة وافرة في السنوات الأخيرة».
وعلق حسين على نجوم العمل وهل ممكن أن تستعيد الدراما السورية قوتها من خلالهم: «أتمنى عودة النجوم إلى الدراما السورية لكن ذلك غير كافٍ لإعادة الدراما إلى سابق عهدها.. طالما هناك قيود رقابية خانقة تؤطر مخيلة الكاتب.. النجم لا تشفع له نجوميته أمام الجمهور مهما كانت من دون نص محكم ومتماسك ومختلف وهذا المختلف يحتاج إلى هامش من الحريات».
وفي النهاية «لابد لي من قول كلمة شكر للأستاذ المنتج حسين فخر الدين، ورنا العضم، على دعمهما المطلق والفيّاض وتوفير بيئة ومناخ مناسبين يضمن تقديم عمل فني بمستوى عالٍ، سعيد جداً بالتعاون مع شركة IMPERIES STUDIO وأعتقد أن التجربة المريحة معهم سوف تنتج عن تعاون ثانٍ».