رياضة

الشغب.. والدوري!

| غسان شمه

ينتهك الشغب، في أحد أبرز وجوهه، قيم ومعاني المنافسة الرياضية، ويكون من المؤسف أن يتحول إلى ظاهرة مؤثرة على الأطراف كلها المعنية، بهذه اللعبة أو تلك، سواء من أندية ولاعبين أو اتحاد وحتى الجمهور الذي يقع فريسة وهم بانتصار لا بديل منه لفريقه..!

نسوق ما تقدم للحديث عما حدث في المباراة النهائية لدورة تشرين الودية، ونؤكد على مصطلح الودية، حيث تحول ميدان الملعب لساحة من الصراعات الفردية والجماعية بين اللاعبين، ومن ثم بدأ سرب «المحبين» من التوافد إلى أرض الملعب سواء بداعي المشاركة في المشكلة أم المساهمة في تطويقها وحلها.

شديد الأسف أن ذلك كله حدث في مباراة ودية، وبين فريقين عريقين، وأدى تدخل بعض الحويصة إلى إثارة الجمهور الذي كان يتابع المباراة على أمل المتعة.. فهل كان لقب الدورة الغالي سبباً فيما حدث؟ أم حساسية المباراة بين فريقين خبرا بعضهما جيداً؟ أم إن بعض اللاعبين ما زال أسيراً لثقافة الفوز التي تتقدم عنده على كل شيء ولو كان أداء فريقه دون الطموح؟ أم إن الأسباب جميعها ساهمت في هذا الفاصل غير المرغوب به في دورة تحضيرية ومهمة بالنسبة لعشاق الكرة السورية؟

اليوم نحن على أبواب الأدوار المتقدمة لمسابقة الكأس، وبعد شهر تقريباً سينطلق الموسم الكروي الجديد، وبالتالي سيكون الجميع أمام مسؤولياتهم بدءاً من اللاعبين أنفسهم في ظل الاحتراف، مروراً بإدارات الأندية واتحاد الكرة وأخيراً روابط المشجعين الذين ينبغي لهم القيام بمهام ليست قليلة على المدرجات وخارجها لنصل إلى مرحلة تصبح فيها هذه المشاهد نادرة في ملاعبنا.

في الموسم الماضي شهدت ملاعبنا اعتداءات غريبة على الحكام، وحالات من الشغب دفعت الأندية ثمنها باهظاً بسبب العقوبات وخاصة أن كثيراً من أنديتنا واقع في ظل عوز مادي فاضح، في بعض وجوهه، وبالتالي الجميع مطالب بالعمل على تعزيز ثقافة وروح المنافسة الرياضية بقيمها الرفيعة، فمن غير المقبول، وتحت أي صيغة أو مسوغ، أن يتعرض حكم للإساءة، فهو إنسان وله كرامته وقيمه والأخطاء يمكن أن يقع بها الجميع، أو الكثير، من حيث المبدأ.

ندرك أن الأمر ليس بالعمل السهل لكن لجان اتحاد الكرة المعنية مطالبة بأقصى ما تملك من قوانين ومعرفة وخبرة للمساهمة في الحد من هذه الظاهرة غير المقبولة بالتعاون مع جميع المعنيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن