عربي ودولي

غوتيريش: تشكيل حكومة وطنية فاعلة.. و«الأوروبي» دعا للجوء إلى الحوار … قرب إعلان اتفاق بين «الإطار» و«التيار» للتهدئة وتشكيل الحكومة العراقية

| وكالات

مع مواصلة أنصار التيار الصدري اعتصامهم داخل البرلمان أمس لليوم الثاني على التوالي، بدأ البعض بالحديث عن قرب الإعلان عن اتفاق شامل بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري للتهدئة وتشكيل الحكومة، على حين دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الأطراف العراقية إلى ضبط النفس واللجوء للحوار السياسي، والارتقاء فوق خلافاتهم وتشكيل حكومة وطنية فاعلة.
ونقلت وكالة «المعلومة» عن السياسي المستقل صلاح عبد الرزاق، قوله أمس الأحد: «أنه سيكون هناك تفاهم جديد بين التيار والإطار لتشكيل الحكومة القادمة»، مبيناً أن قنوات الحوار ستبقى مفتوحة بين الإطار والتيار لإيجاد صيغة تهدئة ومنع الدخول في أي صراع يزج الشارع فيه.
وأشار عبد الرزاق إلى أن اتهام القضاء العراقي بالتسييس أمر خطير جداً وأنه لم يكن في صف الإطار وأصدر قرارات تؤيد التحالف الثلاثي.
إلى ذلك أطلق رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، أمس الأحد، مبادرة لحل الأزمة السياسية في العراق، داعياً الأطراف السياسية للقدوم إلى أربيل والبدء بحوار مفتوح جامع، وتفاهم واتفاق قائمين على المصالح العليا للبلد.
ونقلت وكالة «واع» عن بارزاني قوله في بيان صحفي: «نتابع بقلق عميق الأوضاع السياسية والمستجدات التي يشهدها العراق»، داعياً الأطراف السياسية المختلفة إلى التزام منتهى ضبط النفس وخوض حوار مباشر من أجل حلِّ المشكلات.
وأضاف: إن «زيادة تعقيد الأمور في ظل هذه الظروف الحساسة تعرض السلم المجتمعي والأمن والاستقرار في البلد للخطر، إننا في الوقت الذي نحترم فيه إرادة التظاهر السلمي للجماهير، نؤكد أهمية حماية مؤسسات الدولة وأمن وحياة وممتلكات المواطنين وموظفي الدولة».
وشدد على أن شعب العراق يستحق حياة وحاضراً ومستقبلاً أفضل، والواجب والمسؤولية المشتركة لكل القوى والأطراف هما العمل معاً لإخراج العراق من هذا الظرف الحساس والخطر.
وأوضح بارزاني أن إقليم كردستان العراق سيكون، كما هو دائماً، جزءاً من الحل، داعياً الأطراف السياسية المعنية في العراق للقدوم إلى أربيل، عاصمتهم الثانية، والبدء بحوار مفتوح جامع للتوصل إلى تفاهم واتفاق قائمين على المصالح العليا للبلد، مؤكداً أنه لا توجد هناك مشكلة لا يمكن حلها بالحوار.
بدوره أكد ائتلاف النصر، أمس الأحد، أنه أصدر في وقت سابق مبادرة إنقاذية لكن لم يتم الاعتناء بها.
ونقل موقع «السومرية نيوز» عن الائتلاف قوله في بيان: «نحيط الرأي العام بأننا طرحنا في 22 حزيران الماضي ومن خلال تحالف قوى الدولة الوطنية، مبادرة شاملة وإنقاذية للأزمة الراهنة، تقوم في جوهرها على اعتبار المرحلة القادمة انتقالية تنتهي بانتخابات جديدة، وتشكيل معادلة حكم صالحة ووسطية تحظى بموافقة القوى المشاركة وغير المشاركة بالحكم، لضمان تجاوز الأزمة الراهنة، ولكن للأسف لم يتم الاعتناء بها».
وجدد الدعوة إلى كل الكتل السياسية لتشكيل لجنة مخوّلة من جميع الأطراف للاتفاق على «خريطة طريق» لإنهاء الأزمة الحالية، خدمة للمصالح الوطنية العليا.
وعلى خط مواز دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الأحد، جميع الأطراف العراقية لاتخاذ خطوات فاعلة للتهدئة وتجنب العنف، مشدداً على أهمية الارتقاء فوق الخلافات وتشكيل حكومة وطنية فاعلة.
ونقلت «واع» عن غوتيريش، قوله في بيان: «أتابع بقلق الاحتجاجات المستمرة في العراق، التي أصيب خلالها العديد من الأشخاص»، وأشار إلى أن حرية التعبير والتجمع السلمي من الحقوق الأساسية التي يجب احترامها في جميع الأوقات.
وناشد غوتيريش جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة، بـ«اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الموقف، وتجنب المزيد من العنف، وضمان حماية المتظاهرين السلميين ومؤسسات الدولة».
وحث الأمين العام جميع الأطراف والجهات الفاعلة إلى الارتقاء فوق خلافاتهم وتشكيل حكومة وطنية فعالة من خلال الحوار السلمي والشامل، تكون قادرة على تلبية مطالب الإصلاح القائمة منذ فترة طويلة، من دون مزيد من التأخير.
بدوره دعا الاتحاد الأوروبي، الأطراف العراقية إلى ضبط النفس واللجوء للحوار السياسي، وذكر الاتحاد في بيان: «نشعر بقلق إزاء الاحتجاجات المستمرة والتصعيد المحتمل في بغداد».
ودعا جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس لمنع المزيد من العنف، مشدداً على ضرورة أن تحل القوى السياسية القضايا من خلال حوار سياسي بناء في الإطار الدستوري.
وتابع: إن «الحق في الاحتجاج السلمي ضروري للديمقراطية»، لافتاً إلى أهمية احترام القوانين ومؤسسات الدولة.
في أثناء ذلك أصدرت وزارة الصحة، أمس الأحد، بياناً بشأن جرحى التظاهرات الذين أصيبوا أول من أمس، خلال محاولتهم للدخول إلى المنطقة الخضراء، عقب إطلاق القنابل المسيلة للدموع.
ونقل «السومرية نيوز» عن المتحدث باسم الوزارة في بيان أن «الجرحى المتبقين حالياً في مؤسسات وزارة الصحة في بغداد ستة أشخاص فقط».
وأضاف: «حالياً يتلقون الرعاية الطبية اللازمة مع تأكيد استمرار مؤسسات الوزارة بتقديم خدماتها المعتادة للمواطنين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن