سورية

تتسبب بضرر كبير على بيئة الجولان وتهدد بانقراض الكثير من الحيوانات والنباتات الفريدة … الاحتلال الإسرائيلي يفتعل الحرائق على طول خط وقف إطلاق النار

| القنيطرة - خالد خالد

لم تتوقف ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي عند افتعال الحرائق على طول خط وقف إطلاق النار والضرر الذي تلحقه بسكان القرى المحررة الواقعة على هذا الخط، بل شملت أيضاً إطلاق الخنازير البرية إلى تلك المناطق لتعيث تخريباً في المزارع والمحاصيل الزراعية ما يتسبب بضرر كبير بتلك المحاصيل وحالة رعب بين المواطنين وخاصة الأطفال والنساء والمسنين.

وأكد مدير البيئة بالقنيطرة علي إبراهيم، أنه في إطار ممارساتها التعسفية والوحشية المتواصلة بحق الجولان السوري بشطريه المحتل والمحرر أرضاً وسكاناً تفتعل سلطات الاحتلال باستمرار الحرائق الكبيرة في الجزء المحتل وعلى طريق خط وقف إطلاق النار، مشدداً على أن ذلك يعد انتهاكات من سلطات الاحتلال مخالفة للقرارات والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.

وأوضح أن قيام سلطات الاحتلال بافتعال الحرائق على طول خط وقف إطلاق النار يهدف إلى تخريب وتدمير التنوع الحيوي والبيئي في أجزاء من محافظة القنيطرة، ويأتي ضمن سياسة الاحتلال الاستفزازية الرامية إلى تدمير ونهب ثروات الجولان من خلال افتعال الحرائق وسرقة المياه وتجريف التربة واقتلاع الأشجار المثمرة والضغط على السكان في القرى المأهولة وإلحاق الضرر بالأشجار الحراجية والعشبية، مبيناً أن الحرائق التي تفتعلها سلطات الاحتلال تقضي على الكثير من المساحات الخضراء في بيئة الجولان وعلى كل أنواع الحياة البرية وتهدد بانقراض الكثير من الحيوانات والنباتات الفريدة، فضلاً عن تلويث الهواء.

واليوم لم تتوقف شكوى سكان البلدات والقرى الواقعة عند خط وقف إطلاق النار من الحرائق التي تفتعلها سلطات الاحتلال، وإنما تعرض محاصيلهم الزراعية وأشجارهم المثمرة لهجمات متكررة من الخنازير البرية القادمة من مستوطناتها ومحمياتها، حيث أكد سكان قرى الحميدية والحرية وغيرهما الضرر الكبير الذي لحق بهم من جراء الخنازير البرية التي يربيها المستعمرون الإسرائيليون في مستعمراتهم ويعملون على تجويعها ثم يطلقونها إلى الجزء المحرر من القنيطرة، لتعيث خراباً في المزارع والمحاصيل الزراعية، عدا الرعب الذي تحدثه بين المواطنين وخاصة الأطفال والنساء والمسنين.

وكشف رئيس جمعية الحميدية الفلاحية عطا حمود، أن الفلاحين في تلك القرى لم يزرعوا الحبوب وخاصة القمح منذ 3 سنوات وذلك بسبب الخنازير البرية التي تطلقها سلطات الاحتلال يومياً الساعة الخامسة مساء بعد أن تفتح لها البوابات باتجاه الأراضي المحررة لتعود عند الفجر وتفتح لها البوابات ثانية للعودة إلى المستعمرات، منوهاً إلى أن تلك الخنازير قضت على الزراعات الصيفية للفلاحين وسببت لهم الخسائر.

بدوره، لفت مدير زراعة القنيطرة أحمد ديب، إلى الأضرار التي ألحقتها الخنازير البرية بالزراعات الصيفية والأشجار المثمرة، حيث تقوم تلك الخنازير بفرك ظهرها بالشجر المثمر ما يؤدي إلى سقوط الثمار وقشر اللحاف عن ساق الشجر، مشيراً إلى أن الحل الوحيد هو إطلاق النار عليها ولكن هناك صعوبة بمكافحتها بطريقة كهذه نظراً لحساسية الوضع، وأن استخدام الطعوم والسموم سيضر بالتنوع البيئي في المنطقة وكذلك بقطيع الأغنام والأبقار وكلاب الرعي.

وأكد ديب مخاطبة وزارة الزراعة ومحافظة القنيطرة للتواصل مع الجهات المعنية لإيجاد حل لمعاناة أبناء القرى الواقعة على خط وقف إطلاق النار، وناشد المنظمات الدولية والهيئات المختلفة الضغط على سلطات الاحتلال من أجل وقف ممارساتها الاستفزازية بحق أبناء الجولان والقنيطرة وعدم فتح البوابات أمام قطعان الخنازير التي تلحق الأذى والضرر بالمحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة، عدا حالات الرعب والخوف الذي تسببه للأطفال والنساء وكبار السن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن