سورية

مسؤول أممي سابق: خرق الحدود السورية حتى بتهريب السلاح حاصلٌ بِشرعيةٍ من الأمم المتحدة

| وكالات

أكد المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية السابق في سورية علي الزعتري، أن «المساعدات» الأممية العابرة للحدود إلى شمال سورية من تركيا تنتهك سيادة سورية، وتحت غطائها يتم تهريب مواد كثيرة بما فيها الأسلحة، مشدداً على أن الإنصافَ هو بتمكين السوريين في سورية الدولة من الخروج من دوامات الفقر الذي تخلقه سياسات الحصار الخارجية والتوقف عن تسييس العمل الإنساني والتنموي.
وقال الزعتري في مقال نشره موقع «رأي اليوم» الإلكتروني: «إنصاف» هو اختصار الاسم الذي تطلقه دولٌ راعيةٌ لبرنامجٍ جديدٍ لإرسال المعونات الإنسانية عبر الحدود الدولية من تركيا والعراق لسورية، شمالها الشرقي والغربي والاسم الكامل هو «صندوق المساعدات المؤقت لشمال سورية»، لافتاً إلى أن اللعب بالإيحاء على الأحرف ليس جديداً وكما هو واضح فالمعنى حين تجمع الحروف الأولى لاسم الصندوق بالإنكليزية إن قُرئتْ عربياً هو الإنصاف والعدل في مقارنةٍ تستهجنُ قرار مجلس الأمن الذي بالضغط الروسي مدد مرور المعونات الإنسانية لسورية من تركيا وعبر مركزٍ حدوديٍّ واحد لمدة ستة شهور بدلاً من اثني عشر شهراً كما سعت الدول التي تبنت القرار».
وأوضح الزعتري، أن روسيا تتمسك بإلحاحٍ بإمكانية إيصال المعونات من الداخل السوري، وهو ما ترفضه مجموعة الدول المانحة ولا تقتنع بجدواه الأمم المتحدة، وروسيا تدافع عن الحق السوري في السيادة ووحدة الأراضي السورية.
وأشار إلى أن مؤيدي نقل المعونات عبر الحدود، وهم كبار المانحين ومنظمات غير حكومية والأمم المتحدة، يتمسكون بحاجة السوريين الماسة لهذه المعونات (…) ولو من غير رضى الدولة السورية»، لافتاً إلى أن هؤلاء «لا يُعيرون مسألةَ السيادة شروى نقير».
ولفت إلى أن مساعدات الأمم المتحدة ليست العمود الفقري الذي يستند إليه المواطن السوري النازح والمقيم في مناطق لا تخضع للحكومة، بل إن ما يردُ من خارج نطاق الأمم المتحدة، من منظماتٍ حكومية وغير حكومية وعبر التعاملات التجارية، هو الأساس، «ولا نذيع سراً عن توريد السلاح بأنواعهِ وهو بالطبع خارج بند المعونات لكنه ينتقل عبر الحدود الدولية لتزويد الحركات المتمردة والأكراد باحتياجاتهم العسكرية، ولهذا ابتعدتْ كما قيل الأمم المتحدة عن المشاركةِ في «إنصاف» لكون الصندوق المزمع غير مُتفَقٍ عليه في الأمم المتحدة».
وبعدما أشار الزعتري إلى أن إشهار «إنصاف» قد يتأخر، اعتبر أن «الواقعُ الحدودي لن يختلف كثيراً فالحركة كما قلت مستمرةٌ عبر منافذ حدوديةٍ متعددة بين سورية والعراق وتركيا، على جانبها السوري الحركة الكردية وحركات سورية متمردة من الحسكة لإدلب وحلب هي على وفاق، وكل حسب انتمائه، مع القوات التركية والأميركية، بما يسمح للقوافل بالتحرك جيئةً وذهاباً وبما يمكن حمله من معونات إنسانية وتجارة عامة ونفط وسلاح ومسافرين سواء رضيت دمشق وموسكو وبغداد أم رفضت».
وأعرب الزعتري عن أسفه لأن تسييس الأزمة الإنسانية السورية حدثٌ لم يتوقف منذ بدء الأحداث في سورية وخلال تطورها لحركاتٍ متمردة وتصاعدها لحرب ومن ثم انتزاع لأراضٍ سورية هي اليوم تحت سيطرةٍ أجنبية.
وأوضح أن «سورية لم ترضَ يوماً عن معونات عبر الحدود وكنتُ كما غيري ممن عملوا بدمشق نسمعُ الاعتراض السوري بانتهاك السيادة وتهريب المساعدات لغير مستحقيها، ولم يكن لنا، أو لي للعدل، ولا لسورية القدرة على تعديل أو تغيير الواقع، فسورية لا تسيطر على حدودها مع تركيا والعراق في الشمال».
وأضاف: «ولهذا، أتتْ «إنصاف» أم لم تأتِ، فإن خرق الحدود السورية حاصلٌ بالفعل، بِشرعيةٍ من الأمم المتحدة (…) أو بِشرعيةِ الدول المتغولة على سورية مُتذرعةً بمحاربة الإرهاب أو حماية المدنيين، وفي ثنايا هذا الاختراق المعونات الإنسانية التي تساعد المدنيين والمسلحين وعوائلهم على حَدٍّ سواء وبِعِلْمِ الجميع».
وشدد الزعتري في ختام مقاله على أن الإنصافَ هو بتمكين السوريين في سورية الدولة من الخروج من دوامات الفقر الذي تخلقه سياسات الحصار الخارجية والتوقف كذلك عن تسييس العمل الإنساني والتنموي الذي يُكبِلُ الإنسان ويمنعهُ من تغذية وتنمية مجتمعه وتحقيق المَنَعَةِ المنشودة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن