د. ناظم: دمشق احتضنت الشعب العراقي في محنته … د. مشوح: غنى الحضارات التي تعاقبت على البلدين .. مرتيني: أهمية الترويج للسياحة الثقافية
| الوطن - تصوير طارق السعدوني
عُقدت جلسة مباحثات سورية عراقية جمعت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوّح، ووزير السياحة المهندس محمد رامي مرتيني مع وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي الدكتور حسن ناظم، بشأن تعزيز التعاون الثنائي بين الجانبين في المجالات الثقافية والسياحية، وذلك في مبنى وزارة الثقافة في دمشق.
غنى الحضارات
وأكدت وزيرة الثقافة غنى الحضارات التي تعاقبت على أراضي كلا البلدين الشقيقين وشعَّ نورها على البشرية جمعاء، وأن اللقاء ركيزة لتأسيس علاقات تعاون مشتركة ومثمرة. وقدمت شرحاً للجانب العراقي عن عمل وزارة الثقافة والمديريات التابعة لها والخطة الإستراتيجية والنشاطات التي تقدمها، والجهود المبذولة لترميم واستعادة الآثار المتضررة بسبب الحرب على سورية، والعمل على تطوير القوانين التي تحمي وتصون التراث المادي واللامادي، والاستفادة من تجارب البلدين ولاسيما أنهما تشاركا النكبات والهجمات الإرهابية الهمجية التي استهدفت البشر والحجر والحضارة والفكر والهوية.
وتحدثت د. مشوّح عن الصعوبات الناتجة عن العقوبات أحادية الجانب، مؤكدة أهمية التعاون في تبادل الخبرات في مجال الآثار ولاسيما استرجاع المنهوب منها وكذلك تبادل الفرق الموسيقية والتراثية ومعارض الكتاب والفن التشكيلي والعروض المسرحية والسينمائية بين البلدين.
السياحة الثقافية
وتحدث الوزير مرتيني عن أن السياحة والثقافة توءمان، مؤكداً أهمية الترويج للسياحة الثقافية لكونها أهم تجارب القطاع السياحي في سورية للتغلب على ظروف الحصار الجائر، منوهاً بضرورة تعزيز التعاون الثنائي في القطاع السياحي ولاسيما أن كلا البلدين لديه من المعالم التاريخية والثقافية والفكر الإنساني والتراث الغني المادي واللامادي الكثير، ودعا لإعادة تنشيط السياحة المشتركة وتبادل الخبرات والتدريب وإعادة ترميم الأوابد الأثرية والأسواق القديمة التي تعرضت للتخريب بأيدي الإرهابيين خلال سنوات الحرب.
صداقات طيبة
وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي عبّر عن سعادته بهذه الزيارة الخاصة لدمشق التي احتضنت الشعب العراقي في محنته وهو الأمر الذي مكّنه من إقامة صداقات طيبة مع الشعب السوري الذي تجمعه وإياه روابط اجتماعية وتاريخية مشتركة، وأبدى إعجابه بخطة عمل وزارة الثقافة في مجال الترميم والرقمنة والأرشفة للحفاظ على الآثار السورية.
وتحدث عن التجربة العراقية بملف استيراد الآثار الذي حظي بأولوية الحكومة العراقية، وأشار إلى التعاون مع المنظمات الدولية والبعثات الآثارية ولاسيما بعدما تعرض له العراق من هجمة إرهابية على مواقع أثرية مهمة، ونوه بالأثر الطيب الذي حققه أسبوع الفيلم السوري في العراق، متمنياً المزيد من التعاون بين البلدين اللذين عرفا بتاريخ ثقافي عريق وتعزيز العمل على وضع خطط مشتركة في المستقبل.
عرض توثيقي
وقدم مدير عام الآثار والمتاحف نظير عوض عرضاً توثيقياً عن أعمال الترميم والتوثيق للأضرار التي لحقت بالآثار خلال الحرب الظالمة على سورية التي أنجزتها المديرية بأياد وخبرات وطنية، والجهود المبذولة لاسترداد القطع الأثرية المسروقة.
واستعرض د. همام سعد معاون مدير عام الآثار والمتاحف مشروع أطلس للمواقع الأثرية السورية الذي يهدف لإنشاء قاعدة بيانات للمواقع الأثرية المنقبة وغير المنقبة وحصر الأضرار للمواقع الأثرية وأسماء البعثات التي نقبت فيها.