إن الأدب وأنواره المعرفية المُثلى، هو ذاك النهج الجمالي، الذي يجب أن نستقي من عذب روافده العظيمة.. روافد الأدب ومقوماته الفُضلى، روافد الإبداع الأدبي الذي يجب أن يلتحن قولاً وفعلاً، ويجب أن تظهر عظيم مكوناته وأجناسه المختلقة من شعرٍ وقصة ورواية، وحتى دراسات نقدية، كل هذه الأجناس يجب أن ترتقي بالأدب ومفهومه العام، وبالتالي تدعم مقوماته الجادة، أي تدعم مقومات التبلور الأدبي المزدهر، الذي ينشد الرقي في كل ما ينجز. إذ يبدو وكأنه يحملُ الكثير من الثراء اللغوي والأدبي، ويصوغ جماليات خاصة ترتكز على ماهية حكاية الجمال، التي تمتد من ألف البداية وحتى ياء المنتهى الأدبية.
وبعض مُسميات فنون الأدب الجمالي الذي نثره رواد الأدب العظماء، وقالوا كلمتهم العُليا، وما أجملها من كلمة (كلمة الأدب)، ما أجمل التحدث بها واعتماد حال أقلامها (حال البحث عن مقومات وجودها).. ما أجمل التحدث عن روائع الأدب وعن جماليات صورته البراقة، عن حال وصفه المبدئي والبنائي، وكيف يُبنى وبالتالي تُبنى الأشياء على المقتضى الجاد والمستجد، وعلى أحكام التنوير المعرفي الأمثل، أي تُبنى من خلال حاصل الشيء التنويري الأدبي، ومقومات البحث الأدبي الجاد.
مقومات العزف المتفرد لأسباب النهضة الثقافية، بكل مقوماتها ومدلولاتها القويمة، وما ينسج بطانته المُثلى والعُظمى في الوقت ذاته.. كل هذا يجعلنا نسألُ عن مقومات الأدب بشكلها الصحيح وعن أنواره المعرفية، عن مداه الأفقي المسترحب ثقافةً وعلماً.
إنه التفرغ الثقافي المثيل، الذي ينشد عظمة ثقافية، ولا بد أن تتبلور بأشكالٍ تُضيفُ إلى المنحى الثقافي بطابعها الإنساني أولاً. وبالتالي تُضيفُ إليه فلسفات وجدانية، يجدر الوقوف عندها والتمثل لهذه المقومات التي تدعم الأدب بشكل عام، وبالتالي تُضيف إليه من حيث المحتوى والفحوى الجمالي، الرافد والمرفود إلى حيث مقومات الأدب.
مقوماته الهادفة التي تستخبر عن نبوءة الأدب، نبوءة المعرفة الحالمة، نبوءة الشيء الجوهري الذي ينشده العقل أولاً.. ينشده جماليات ودساتير خاصة تخص الأدب.. وتستقي من روحانية الأدب شجنه الرفيع وتتربع على عرشه البهي، تتربع من حيث تبزغ أقماره ومعارفه الأكثر جمالاً، ومن حيث تسطع أنوار نجومه الزاهرة وأنوار الريادة الخاصة به وبعض المقومات التي تسمو، إذ تنتمي إليه وتقتبس من حضوره الترميزي والريادي الأدبي.. تقتبس من مقومات الشيء الأدبي الواعد، الشيء الذي يقوم على مرتكزات لا يمكن إلا الانتباه إليها، والتودد إلى أفياء ظلها المنير المستنير.. ما أجمل الأدب وجُل مقوماته التي تُحادثُ الأشياء جمالاً.. تُحادثها رفعةً على عرش الكلمة (عرش التأدب المعرفي) وما أجمله! عرش الشيء الذي يجب الاستنارة في بعض حروفه وبعض مقوماته، أي مقومات الافتتان الأدبي الحالم.. ورقي مقومات الطرح الأدبي بمده المعرفي.
ما أجمل مقومات الجمال الذي تنثره الأقلام، تنثره شعراً.. وقناديل غير خافتة الرؤى الأدبية (قناديل الحلم الأدبي الواعد، الحلم الأدبي الذي يستحق أن يسمو ببعض مقوماته، ببعض مناهجه التي تستحق المتابعة فعلاً.. تستحق أن تُضاء بعض علائمه، بعض الاقتباس من حاله الأدبي، الاقتباس بوجهه المعرفي الوضاء، وجهه الذي تلتمع فيه الرؤى الأدبية.. وبالتالي تلتمع به بوارق التقويم الأدبي).
التقويم المعرفي وحلمه إذ برق في الأفق الذي يتبع له المد الأدبي، ويتسع بحره بتلاطم أمواجه ذات الصلة المعرفية الموثقة.. ما أجمل الأدب ومقوماته!
مقومات الرؤى الجمالية التي تمده وتستمد منه، تستمد بعض شجونه القويمة، حيث توثق الحركات الأدبية، وتوثق بعض الاتجاهات التابعة لها، وكأنها ديمومة الأدب التي تناظر جميع الأشياء بلغاتٍ هادفة، يسمو بها حال الأدب المعرفي، يسمو بكل ما ترفده من أنهرٍ، ترياق عذبها الرقراق، الذي لا ينتهي وكأنه صلة موثقة الأدب.. موثقة الشيء التوثيقي، الذي ينتمي إلى عوالم المعرفة، عوالم الشيء الذي لا تحد صيرورة اتجاهاته، صيرورة الانتماء له، وبالتالي تُصاغ منه مقومات الأدب.. تُصاغ بشكلها وجمالها الذي لا ينتهي.