بعض الحرفيين تركوا المهنة … الألبان والأجبان تغلي في اللاذقية.. ودراسة لرفع الأسعار
| اللاذقية - عبير سمير محمود
تغلي أسعار الحليب والألبان والأجبان بشكل عام في أسواق اللاذقية، ما جعل اللبنة والجبنة تغيبان عن موائد الفطور لدى معظم العائلات من أصحاب الدخل المحدود، مع تجاوز سعر كيلو الجبنة المسنرة 20 ألف ليرة واللبنة بحدود 10 آلاف ليرة.
وذكر مواطنون أن المواد الغذائية باتت تفتقدها يوماً بعد آخر سفرتنا، وقالت أم زاهر لـ«الوطن»: أنا كموظفة راتبي لا يتعدى 90 ألف ليرة، كيف سأتمكن من شراء كيلو اللبنة «على دفعات طبعاً» أوقية كل أسبوع على سبيل المثال ما يعني دفع نحو 20 بالمئة من مرتبي فقط لصنع «سندويشات اللبنة» الصباحية لأطفالي، ناهيك عن شراء باقي مستلزمات وجبتي الغداء والعشاء.
وتساءل عدنان – عامل مياوم- عن سبب الارتفاع غير المقبول لأسعار الألبان خلال الأيام القليلة الماضية، إذ ارتفع سعر فطيرة القريشة التي كان يتناول2 منها يومياً إلى 1500 ليرة للواحدة بعد كانت بـ800 ليرة، مبيناً أنه استبدل سندويشة الفلافل مؤخراً بفطيرة القريشة لغلاء سعر الأولى والتي وصلت إلى 2500 ليرة، متسائلاً بعد أن ارتفع سعر كل شيء ماذا سنأكل نحن العمال بعد اليوم وهل ندفع يوميتنا بوجبة واحدة لا تسد الرمق ونحن نعمل بـ«العتالة» ونعود لأطفالنا من دون مصروف أيضاً؟!
تبرير «حرفي»
رئيس جمعية المواد الغذائية في اللاذقية رامز دبلو بيّن لـ«الوطن»، أن صعوبات العمل حالياً والغلاء الكبير لكل مستلزمات الإنتاج فيما يخص الألبان والأجبان، تؤدي بمجملها لارتفاع أسعار المنتجات في السوق، مضيفاً إن الظروف الراهنة أجبرت نحو 25 حرفياً على ترك هذه المهنة ومنهم من اضطر للهجرة ما أدى لخسارة خبرات كبيرة في تصنيع مشتقات الحليب.
وذكر دبلو أن أهم ما يعاني منه الحرفي يتمثل بعدم القدرة على شراء أسطوانة غاز صناعي لإنتاج الألبان والأجبان إلا من السوق السوداء بالسعر «الحر» بأسعار تتراوح بين 120 – 130 ألف ليرة للأسطوانة وذلك بسبب عدم منح الحرفيين رخصة لشراء الغاز الصناعي بالسعر المدعوم سواء بموجب بطاقة ذكية بسعر 42 ألف ليرة أو بسعر التكلفة الرسمي 53 ألف ليرة، وقد طالبنا مراراً وتكراراً بمنحنا رخصة لشرائها بسعر التكلفة عبر شركة محروقات «سادكوب» ولم نتلقَ أي إجابة أو استجابة من الجهات المعنية، مؤكداً أن الحرفي مستعد لشراء الأسطوانة بسعر التكلفة ليوفر تكاليف 50 ألف ليرة من أسطوانة الغاز التي يشتريها من السوق السوداء بالضعف ونصف الضعف.
ولفت رئيس جمعية المواد الغذائية إلى الصعوبات المضافة بفعل التقنين الكهربائي القاسي، وشراء المحروقات لتوليد التيار عبر المولدات، ما يزيد الأعباء المادية على الحرفيين ومنتجي الألبان والأجبان باعتبارها مهنة تعتمد على الكهرباء لمنع تلف المنتجات في ظل موجات الحر الصيفية وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير.
وأشار إلى الارتفاع الكبير لقيمة الضريبة، إذ تضاعفت الضرائب على كل حرفي، ومنهم على سبيل المثال من كانت الضريبة المفروضة عليه بحوالى 200 ألف ليرة أصبحت مؤخراً 400 ألف ليرة، وهكذا بحسب قيمة وعمل كل حرفي، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأكياس النايلون إلى 12 – 13 ألف ليرة للكيلو بعد أن كان بسعر 9 آلاف ليرة، والعلب البلاستيكية 140 ليرة لكل علبة، علماً أنها كانت 90 ليرة في الفترة الماضية.
دبلو ذكر أن زيادة تكاليف الإنتاج تتسبب بغلاء المواد على حساب المستهلك، موضحاً أن تكلفة عملية غلي الحليب 200 ليرة للغاز وفق السعر الحر من السوق السوداء، وتكلفة تصنيع اللبن 2500 ليرة حالياً وفق غلاء كل المستلزمات التي ذكرناها، ما يعني أنه يجب أن يباع بحوالى 3 آلاف ليرة، على حين أن التسعيرة التموينية الرسمية 2200 ليرة لكل 800 غرام، وتكلفة كيلو اللبنة مع أجور وأكياس وعلبة نحو 10 آلاف ليرة ويجب أن يباع بـ12 ألف ليرة لمستهلك، وكيلو الجبنة المسنرة يكلف بين 18 – 19 ألف ليرة ويباع بحوالى 21 ألف ليرة، علماً أن للجبنة أسعاراً مختلفة حسب النوع.
ونوّه دبلو إلى أنه خلال الفترة المقبلة ستقوم الجمعية بتقديم دراسة لبيان التكلفة الجديدة لتتم دراسة للأسعار وفق التكاليف الحالية، منوهاً بأن الحرفي مستعد للبيع بالسعر التمويني الحالي في حال تم توفير الغاز الصناعي بسعر التكلفة من دون الحاجة لشرائها من السوق السوداء، مطالباً منح الحرفيين أسطوانات غاز صناعية بسعر التكلفة بموجب الشهادة الحرفية، ليتمكن الحرفي من مواصلة عمله وسط هذه الظروف.