عربي ودولي

الولايات المتحدة تتجاهل التحذيرات الصينية وبيلوسي تحط في تايوان … بكين: لعب بالنار وواشنطن ستدفع الثمن موسكو: مستفزة وهدفها جر الصين إلى صراع

| وكالات

جهل في الحساب، أم خطأ في الجغرافيا، أم «نكد سياسي»، أم خطوة مدروسة ومقصودة، كل ذلك لا يشفع للإدارة الأميركية عند الصين، بعد الخطيئة التي ارتكبتها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي بزيارتها إلى تايوان، أمس الثلاثاء، وخاصة أن عجلات طائرة بيلوسي لامست في مطار تايبيه خط مبدأ «الصين الواحدة»، لتعلن بكين إطلاق مناورات عسكرية بدءاً من يوم غدٍ حتى الأحد المقبل، في ست مناطق بحرية تحيط بجزيرة تايوان.
في أعقاب وصول بيلوسي، أمس، على رأس وفد إلى تايوان، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو تشيان، إن الوزارة في حالة تأهب قصوى، ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن وو تشيان أن الوزارة ستطلق سلسلة من العمليات العسكرية كإجراءات مضادة وتدافع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة أراضيها.
وكتبت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية على «تويتر»: «سيجري جيش التحرير الشعبي الصيني مناورات عسكرية وأنشطة تدريبية مهمة، بما في ذلك تدريبات بالذخيرة الحية، في ست مناطق محيطة بجزيرة تايوان من الخميس حتى الأحد».
بدورها دانت وزارة الخارجية ​الصينية زيارة بيلوسي​ واعتبرتها انتهاكاً خطيراً لمبدأ «صين واحدة»، مشيرة إلى أن زيارة بيلوسي إلى تايوان تنتهك بنود البيان الصيني الأميركي، وقالت الوزارة: إن الزيارة بعثت «بإشارات خاطئة» إلى القوات الانفصالية التي تسعى إلى «استقلال تايوان».
وأوضحت الوزارة أنها قدّمت احتجاجات واحتجاجات شديدة للجانب الأميركي، واصفةً هذه الخطوات بأنها لعب بالنار وهي بالغة الخطورة ومن يلعبون بالنار سيهلكون بها.
وفي وقت سابق أمس قالت الخارجية الصينية: إن واشنطن ستدفع الثمن في حال زارت بيلوسي تايوان، وأردفت أنه «بات واضحاً أن الولايات المتحدة هي من تغذي التوتر في المنطقة وعليها تحمل المسؤولية».
بدوره أكد المبعوث الصيني إلى الأمم المتحدة، تشانغ جون أمس، أن زيارة بيلوسي، إلى تايوان ستقوّض الأمن والاستقرار فضلاً عن العلاقات الأميركية الصينية.
وخلال مكالمة هاتفية يوم الخميس الماضي، حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ الرئيس الأميركي جو بايدن من أن واشنطن يجب أن تلتزم بمبدأ صين واحدة و«أولئك الذين يلعبون بالنار سوف يموتون بها».
بايدن بدوره أبلغ شي بأن السياسة الأميركية بشأن تايوان لم تتغير، وأن واشنطن تعارض بشدة الجهود الأحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن أو تقويض السلام والاستقرار حول مضيق تايوان.
بدورها، قالت بيلوسي في تصريح لها من مطار تايبيه​، وفق ما ذكر موقع «النشرة» اللبناني: إن «زيارتي إلى تايوان لا تتعارض بأي شكل مع السياسة الأميركية طويلة الأمد تجاه الصين»​.
ولفتت إلى أن «النقاشات مع قادة تايوان ستركز على تأكيد الدعم لشريك واشنطن وتعزيز المصالح المشتركة، وستتركز كذلك على تعزيز أمن وحرية منطقة المحيطين».
واعتبرت بيلوسي أن تضامن الولايات المتحدة مع الشعب التايواني أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى، وقالت «زيارتي إلى تايبيه تؤكد التزام واشنطن الراسخ بدعم ديمقراطية تايوان»، ولفتت إلى أن على واشنطن أن تتذكر جيداً تعهدها بـ«دعم الدفاع عن تايوان فديمقراطيتها تواجه تهديدات كبيرة، والولايات المتحدة ستواصل معارضة المحاولات أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن في تايوان».
من جهته، قال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل: «ندعم زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان».
ونقلت قناة «الميادين» عن ماكونيل: إن «هذه الزيارة تتسق مع التزام الولايات المتحدة بسياسة الصين الواحدة»، مضيفاً: «ملتزمون الآن أكثر من أي وقتٍ مضى بجميع عناصر قانون العلاقات مع تايوان».
بدوره أكد البيت الأبيض أن تهديدات بكين لن تخيف واشنطن، مشدداً على أن زيارة بيلوسي، إلى تايوان لا تنتهك سيادة الصين.
وفي ردود الفعل على زيارة بيلوسي إلى تايوان أكد رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي لشؤون الشباب أرتيوم ميتيليف، أن واشنطن بزيارة بيلوسي تستفز الصين للدخول في صراع معها.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن ميتيليف قوله في «تيليغرام»: «الإدارة الأميركية غير العقلانية تضغط على كعب أخيل أول اقتصاد في العالم، وتستفز الصين للدخول في صراع معها بإلقاء الحطب على نار حرب عالمية ثالثة»، مضيفاً: إن «الصينيين لن ينسوا ذلك».
بدوره قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، معلقاً على ازدياد التوتر حول تايوان: إن الولايات المتحدة تختار طريق المواجهة مع الصين، ونقلت «روسيا اليوم» عن بيسكوف أن الصين تتحسس كثيراً تجاه هذه المشكلة و«موقفها هذا مفهوم للغاية، وهو مبرر بشكل مطلق».
وتابع بيسكوف: «وبدلاً من احترام هذه الحساسية، للأسف، تختار الولايات المتحدة طريقاً مثل هذه المواجهة. هذا لا يبشر بالخير بتاتاً. لا يسع المرء إلا أن يعبر عن أسفه هنا».
بدورها دانت إيران، أمس الثلاثاء، زيارة بيلوسي إلى تايوان، معتبرة أن هذه الزيارة «انتهاك لوحدة الصين الشعبية»، ونقلت وكالة «إرنا» عن الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في بيان: «يعد احترام السيادة الوطنية للدول أحد المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، حيث تحذر المادة 2 من الميثاق الأعضاء من أي سلوك يضر بالسلامة الإقليمية والاستقلال السياسي للدول الأخرى».
وتابع كنعاني: «نعتبر السلوك المسبب للتوتر الأخير لمسؤولي النظام الأميركي في التدخل في الشؤون الداخلية لجمهورية الصين الشعبية وانتهاك وحدة أراضي هذا البلد نموذجاً للتدخلات الأميركية في مناطق ودول مختلفة من العالم، وهو ما أدى فقط إلى زيادة عدم الاستقرار وتأجيج النزاعات، وبالتالي فهو مدان من قبلنا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن