صدق من قال بأن الفوز يغطي على أشياء كثيرة وعيوب متعددة، فالفوز الذي حققه منتخبنا على نظيره العراقي في بطولة غرب آسيا لمنتخبات الشباب (تحت 18 عاما) كان كفيلا وكافيا للتأهل إلى بطولة آسيا، وهو المطلوب.
المطلوب تحقق بالقفز درجة إلى الأعلى والتأهل إلى البطولة الآسيوية بعد غياب لسنوات، والخروج من حالة الإحباط التي خلفتها المشاركة الأخيرة لمنتخب الناشئين في بطولة غرب آسيا، والخسارات الأربع التي تعرض لها وبفوارق صريحة ومن دون فوز، ولكن ما تحقق ليس الهدف، بل مجرد خطوة نحو الهدف، أو الأهداف العديدة التي تنتظر سلتنا وخصوصاً بعد رسوبها في امتحاناتها الدولية الأخيرة.
فالصورة التي خرجت بها سلتنا من تصفيات كأس العالم وبطولة آسيا لم تكن مزعجة وحسب، بل كانت كافية لكشف الواقع الحقيقي لسلتنا، ومدى بعدها عن الجو الدولي المتطور.
ما حدث مع منتخب الرجال يجب أن تبدأ معالجته في الفئات العمرية الأدنى، فقد آن الأوان لاتخاذ خطوات جريئة تحمل الاعتماد على عنصر الشباب في القادمات، فالمنتخب الأول بلغ سقف العمر والطموح، وبات بحاجة لتجديده وتغذيته بروافد شابة.
القصة ليست بهذه السهولة، ولن تتحقق بين ليلة وضحاها، ولا بعام أو عامين، وإنما بعمل إستراتيجي مخطط ومنظم وجريء ودقيق، ومنتخب الشباب هو أحد الحلول الذي يجب العمل عليه بالتوافق مع المنتخب الأولمبي الذي تم تشكيله مؤخراً والمشاركة فيه ببطولة أرمينيا الدولية.
والعمل يجب أن يبدأ بالتركيز على هذه المنتخبات الرديفة، ودعمها بخطط إعداد طويلة ومعسكرات داخلية وخارجية، ومباريات دولية قوية ومفيدة.
وما حصل مع منتخب الشباب يجدر ألا يتكرر، فالمشاركة في بطولة غرب آسيا يجب أن يسبقها التحضير اللائق ببطولة نستضيفها على أرضنا، ونسعى للتأهل منها إلى البطولة الآسيوية، فيما بدا المدرب يحاول تجريب اللاعبين والتعرف إلى مستواهم الحقيقي خلال المباريات الرسمية.
الحمد لله أننا حققنا الفوز المطلوب والتأهل، ولكن آن الأوان لتغيير آلية العمل وتحويل التركيز من المنتخب الأول إلى بقية المنتخبات الرافدة.