أكدت مواصلتها السداد لأوكرانيا لقاء ترانزيت الغاز … موسكو: دونيتسك ولوغانسك لن تعودا لأوكرانيا.. وعصر التعاون مع الغرب انتهى
| وكالات
أكدت موسكو أمس الأربعاء أن أوكرانيا ليس لديها أي فرصة لاستعادة دونباس ككانتون على الطريقة السويسرية، لافتة إلى أنها تواصل السداد لأوكرانيا لقاء ترانزيت الغاز، وأكدت من جانب آخر أن عصر التعاون مع الغرب انتهى.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أكد دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، أن أوكرانيا ليس لديها أي فرصة لاستعادة دونباس ككانتون على الطريقة السويسرية.
وجاءت تصريحات الكرملين هذه رداً على الاقتراح الذي أعرب عنه المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر، لحل المشاكل الإقليمية في شرق أوكرانيا وفقاً لـ«نموذج الكانتون السويسري».
ووفقاً لبيسكوف، لم يعد هذا ممكناً، إذ تم الاعتراف باستقلال جمهوريات دونباس من قبل روسيا، وأضاف: إن جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين، دولتان مستقلتان.
وكان المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر قد كشف في وقت سابق عن استعداد الكرملين لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا، وأدلى بهذا التصريح بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف: إنه على الرغم من أن الغرض الأصلي من الرحلة إلى موسكو كان مناقشة أمن الطاقة في ألمانيا، إلا أنه كان من المستحيل تجاهل موضوع الأزمة الأوكرانية.
وقال بيسكوف: إن الرئيس فلاديمير بوتين التقى مع شرودر في موسكو وناقش معه المسائل المتعلقة بأمن الطاقة.
وأضاف بيسكوف: طبعاً المستشار الأسبق، كما وجميع الذين يفكرون ويفهمون في أوروبا، قلق للغاية بشأن الوضع الحقيقي للأمور ويخشى من أزمة الطاقة المندلعة في أوروبا، مشيراً إلى أن شرودر أعرب عن قلقه من عدم وجود آفاق مشرقة على الإطلاق في قطاع الطاقة وطلب من بوتين شرح رؤية الجانب الروسي للوضع، وخاصة بعد انخفاض كميات الغاز الذي يضخ عبر السيل الشمالي من 167 مليون متر مكعب يومياً إلى نحو 30 مليوناً.
وحسب بيسكوف، قام الرئيس بوتين بتقديم شرح شامل ومفصل للمستشار السابق، ونوه بأن السبب في ذلك كان الوضع المتعلق بالتوربينات، وأنه تم إصلاح أحدها في كندا ومن ثم نقله إلى ألمانيا.
وأكد بيسكوف على أن شرودر بالذات سأل عما إذا كان من الممكن، من الناحية الافتراضية، تشغيل خط «السيل الشمالي-2» في حالة الأزمة، ولم يكن الرئيس بوتين المبادر إلى فتح هذا الموضوع ولم يقترح تشغيله، بل فقط قال: إن ذلك ممكن من الناحية التكنولوجية، لقد تم تنفيذ عمل كبير جداً وهذا المشروع عبارة عن آلية معقدة وهو جاهز للاستخدام.
وأكد بيسكوف، بأن موسكو تفي بالتزاماتها بشأن سداد أموال ترانزيت الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا عبر أوكرانيا، مشيراً إلى أن كييف تواصل قبول الأموال من موسكو لقاء الترانزيت على الرغم من اعتبارها أن روسيا «دولة معتدية».
وعن كمية الغاز التي يمكن ضخها عبر «السيل الشمالي-2» في حال إطلاقه، أفاد بيسكوف بأن روسيا ستكون قادرة على إمداد أوروبا بنحو 27 مليار متر مكعب عبر المسار في حال إطلاقه.
وقال: خصصت شركة «غازبروم 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويا للتسليم عبر «السيل الشمالي-2» وقد تم إنفاق أموال ضخمة، وبالطبع في هذه الحالة يجب أن تفكر شركة «غازبروم» في ما هو مطلوب، ومرة أخرى أود أن أدعوكم لتذكر تصريحات بوتين التي أدلى بها في طهران بأن شركة «غازبروم» ملزمة لفعل شيء ما لتعويض المال التي أنفقته، وبالتالي فإن نصف الـ55 ملياراً أي 27 ملياراً سيتم استخدامها في مشاريع بروسيا.
وأضاف: حتى لو تخيلنا في النهاية أننا سنقوم الآن بتشغيل «السيل الشمالي-2» فسنكون قادرين على ضخ 27 مليار متر مكعب بحلول نهاية العام لا أكثر، لقد تم توجيه نصف الحجم المخصص للاستهلاك المحلي.
في غضون ذلك أعلن مدير دائرة التخطيط الخارجي بوزارة الخارجية الروسية ألكسي دروبينين، أن عصر التعاون مع الغرب انتهى، وحان الوقـت للفهـم أنـه لـن تكون هناك عودة إلى الوضع ما قبل 24 شباط الماضي.
وأكد أنه، وبصرف النظر عن مدة ونتائج العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، يمكن القول إن حقبة الثلاثين عاماً من التعاون البناء بشكل عام، وإن تخللته بعض المشكلات، مع الغرب قد انتهت إلى غير رجعة، مشيراً إلى أن الوضع الراهن يوفر فرصة فريدة للتحرر النهائي مما تبقى من الأوهام، وانسحاب روسيا من إطار نموذج «الاستيلاء الودي»، الذي كان يعاد إنتاجه من وقت لآخر من قبل الزملاء الغربيين بعد عام 1992، وأصبح من الواضح أنه لا عودة إلى وضع ما قبل 24 شباط في العلاقات مع دول أميركا الشمالية وأوروبا، منوهاً بأن عداء الغرب لروسيا ليس بالأمر الجديد.