بيلوسي أكدت أن دعم بلادها لتايون وللديمقراطية حول العالم لا يزال صلباً لا يلين! … بكين: لن نسمح بالمساس باستقرارنا وتوحيد البلاد توجه حتمي
| الوطن - وكالات
تواصلت وتيرة التصريحات والتحركات الميدانية الصينية المنددة والمحذرة من تبعات التدخل الأميركي في شؤونها الداخلية على خلفية زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركية نانسي بيلوسي لتايوان الصينية، وذكّرت بكين الولايات المتحدة بأن عليها ألا تحلم بعرقلة القضية العظيمة لإعادة توحيد الصين وتحقيق إعادة التوحيد الكامل للبلاد يمثل توجهاً تاريخياً عاماً وحتمياً.
مستشار الدولة – وزير الخارجية الصيني وانغ يي اعتبر في تعليق له على انتهاك الولايات المتحدة لسيادة الصين، أن زيارة بيلوسي تخالف بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة وتعتدي بشكل خبيث على سيادة الصين، وتعد استفزازاً سياسياً صارخاً ضد الصين، مشيراً إلى أن ذلك يدل مرة أخرى على أن بعض الساسة الأميركيين أصبحوا «مثيري شغب» للعلاقات الصينية – الأميركية، وأميركا أصبحت «المدمِّرة الكبرى» للسلام في مضيق تايوان والاستقرار في المنطقة.
واعتبر وزير الخارجية وفق بيان حصلت «الوطن» على نسخة منه، أن إعادة التوحيد الكامل للبلاد يمثل توجهاً تاريخياً عاماً وحتمياً، والصين لن تترك أي مجال على الإطلاق لقوى «استقلال تايوان» الانفصالية أو التدخل الخارجي، مؤكداً أن ما تقوم به الولايات المتحدة من دعم وتساهل مع هذه القوى سيذهب سدى، ولن يترك سوى مزيد من السجلات القبيحة عن التدخلات الأميركية البشعة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى في التاريخ، وأضاف: «لن نسمح على الإطلاق لأي دولة بالمساس باستقرار الصين وتنميتها، ويجب على الولايات المتحدة ألا تتوهم التلاعب بلعبة التجاذبات الجيوسياسية، إذ إن السعي إلى السلام والاستقرار والتنمية والكسب المشترك يمثل التطلعات العامة لدول المنطقة».
بدورها قالت الناطقة باسم الخارجية الصينية هوا تشوينونغ، خلال إفادة صحفية أمس: إن الصين ستتخذ جميع الإجراءات المضادة اللازمة لحماية السيادة الوطنية وسلامة أراضيها بحزم، من دون ذكر التفاصيل، وقالت: إن مناورات الجيش الصيني الأخيرة لم تؤثر في حرية الملاحة في مضيق تايوان، ووصفت المناورات بأنها إجراءات مشروعة تهدف إلى ردع تايوان.
في غضون ذلك فرضت الصين جملة من الإجراءات الاقتصادية التقييدية ضد تايوان على خلفية زيارة بيلوسي للجزيرة، وأعلنت وزارة التجارة الصينية وقف توريد الرمال الطبيعية إلى تايوان، كما أوقفت وارداتها من الحمضيات ونوعين من المنتجات السمكية من تايوان اعتباراً من أمس.
على خطٍّ موازٍ شددت حكومتا منطقتي ماكاو وهونغ كونغ الإداريتين الخاصتين على أن زيارة بيلوسي إلى تايوان تعتبر تدخلاً وقحاً بشؤون الصين الداخلية وتهدد الأمن والاستقرار.
من جهته أكد الرئيس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة جون لي أن زيارة بيلوسي تمثل تحدياً صارخاً لمبدأ صين واحدة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، كما أنها تشجع محاولات تنفيذ ما يسمى استقلال تايوان بما يهدد سلامة ومصالح سكان تايوان.
بيلوسي بدورها وفي تصريح لها أثناء مغادرتها تايوان أمس، أكدت أن الولايات المتحدة ثابتة في التزامها تجاه تايوان ولن تتخلى عنها، زاعمة أن الصين لا يمكنها منع قادة العالم من السفر إلى تايوان.
وأشارت في بيان بعد اختتام زيارتها لتايوان، إلى أنها ناقشت مع رئيسة تايوان تعميق علاقات البلدين الاقتصادية والأمنية والدفاع عن القيم الديمقراطية المشتركة، وقالت: إن «تضامن الولايات المتحدة مع تايوان أمر بالغ الأهمية الآن أكثر من أي وقت مضى، وعزم واشنطن الحفاظ على الديمقراطية في تايوان وحول العالم، لا يزال صلباً لا يلين»!