نظلم أنفسنا عندما نتحدث عن كرة قدم محلية تستحق المتابعة، وتكون النتيجة كمن ينتقل فجأة من القطب المتجمّد الشمالي إلى خط الاستواء، عندما ننتقل بمتابعتنا من مباراة محلية إلى الدوريات الأوروبية، كما حصل معنا يوم الجمعة الفائت، حيث عاقبتُ نفسي لأكثر من ساعتين متنقلاً بين مباراتي الوحدة وتشرين من جهة، والوثبة والفتوة من جهة ثانية في إياب ربع نهائي كأس سورية بكرة القدم، قبل أن أنتقل إلى افتتاح الدوريات الكبرى في أوروبا.
إن كان ما شاهدته في مباراة كريستال بالاس وآرسنال، أو مباراة آينتراخت فرانكفورت مع بايرن ميونيخ هو كرة القدم، فمن يجرؤ على تسمية ما نشاهده في بطولاتنا المحلية بالتسمية نفسها، مع الإشارة إلى أن الفرق الأربعة المحلية التي ذكرناها استقطبت أهمّ لاعبي الكرة المحليين؟
المقارنة قاسية علينا جداً، والإبقاء على هذه الفوارق أقسى، وانتظار أي تطور إيجابي بات يقضّ مضاجعنا، ونعلل النفس بالتبرير والتأمّل لكن دون جدوى دائماً، والفوارق ليست فنية وحسب، بل إدارية وتنظيمية وفي جميع الجوانب الأخرى، فعلى سبيل المثال، ومن باب (السخرية) يتمسّك اتحاد كرة القدم بإقامة مباراة الوحدة وتشرين في ملعب الجلاء لأنها من الموسم الماضي وهكذا كانت مقررة (أحبّ أن يحترم قرارات سلفه) لكنه نسي أن نصف لاعبي الفريقين تبدلوا فأين هذا من ذاك؟
في سياق لا يبتعد كثيراً عما تقدم، وفي (التخبيص المتعمّد) في اتحاد كرة القدم، لا أفهم، كيف تأتي القرعة بين أربعة زملاء تمنوا الذهاب إلى كأس العالم على حسابهم ولمصلحة من أرادهما اتحاد الكرة قبل إجراء القرعة، كيف نجح بالاختبار منسق إعلامي أصر اتحاد الكرة على اسمه من دون اختبار، وعندما أصرت اللجنة الإعلامية على خيارها كانت خدعة الاختبار ونجح فيه من اختاره اتحاد الكرة أو من فُرض عليه!
هناك الكثير من مثل هذه التفاصيل، وسيأتي يوم نبكي فيه على أيام اللجنة المؤقتة.