سورية

تصاعد «خطاب الكراهية» ضد اللاجئين السوريين في تركيا

| وكالات

مع تصاعد «خطاب الكراهية» ضد اللاجئين السوريين في تركيا، أظهر مقطع فيديو مصور نشر أمس إقدام تركي على الإساءة لمجموعة من الأشخاص في مدينة اسطنبول عبر التفوه بكلمات تحرض على العنصرية ضد السوريين وعلى طردهم.
وأثار مقطع الفيديو الذي نشره موقع «t24» الإلكتروني التركي، حسب مواقع الكترونية معارضة، ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي ويظهر دخول شاب تركي وسط مجموعة من السوريين في ميدان تقسيم بمدينة إسطنبول، حيث بدأ بالصراخ مهدداً إياهم بالقول: «هذه تركيا تفرقوا هيا!».
وتهجم الشاب على اللاجئين السوريين وقال: «انهضوا هذه تركيا.. هذه تركيا.. هيا تفرقوا أليس لديكم أخوات، زوجات، أمهات، أين الأتراك؟».
وتعمد الشاب الصياح بصوت عالٍ على الرغم من أن المنطقة سياحية وتعدّ وجهة مفضلة للسياح بمختلف جنسياتهم إلا أن عنصريته كانت واضحة ضد السوريين بشكل غير مبرر، حيث كان يردد عبارات «لا نريد لاجئين في بلدنا».
في الأثناء انتقدت صحيفة «يني عقد» التركية ازدواجية المعايير في التعامل مع اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا واستغلال أي تصرف يقومون به لشحن خطاب الكراهية ضدهم من العنصريين الأتراك بحجة الخوف على مصلحة البلاد، في حين أن نفس العنصريين لا يبدون أي ردة فعل تجاه تصرفات فظيعة يقوم بها أجانب آخرون في تركيا.
وسلّطت الصحيفة الضوء على مقطع فيديو انتشر خلال اليومين الماضيين يوثق قيام سائحتين بقضاء حاجتهما على قارعة الطريق أمام أنظار المارة بمنطقة ألانيا في أنطاليا، دون إبداء أي احترام للآداب العامة والقوانين التركية.
وتساءلت الصحيفة تحت عنوان «لو أن تلك النساء كنّ سوريات لقامت القيامة» عن السبب في عدم إبداء أي ردة فعل تجاه التصرف غير الأخلاقي الذي أتين به، وخاصة أن مشهد السائحتين اللتين كانتا تقضيان حاجتهما وهما في حالة سُكر يثير الغثيان.
وتصاعدت خلال الفترة الماضية العنصرية والخطاب المُعادي لوجود اللاجئين السوريين في تركيا، وذلك مع استغلالهم من النظام التركي ومعارضيه واستخدامهم من الطرفين ورقة انتخابية في الانتخابات التي ستجري العام القادم، إضافة إلى إطلاق أتراك في الآونة الأخيرة حملات لعل أبرزها تلك التي شرع بها مغردون أتراك في الثامن عشر من الشهر الماضي لمنع اللاجئين المجنسين من التصويت في الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2023.
وفي التاريخ ذاته، أطلق رئيس «حزب النصر» التركي أوميت أوزداغ في تغريدة له على «تويتر» تصريحات تحرض على كراهية السوريين ولاسيما الأطفال منهم.
ووصف أوزداغ المعروف بعنصريته وحقده على الأجانب، الأطفال السوريين الذين يقيمون مع أسرهم في تركيا بأنهم «غير أسوياء»، وذكر أن «الأطفال السوريين يكبرون في تركيا من دون تعليم ولا يذهبون إلى المدارس ويشكلون عصابات بالشوارع»، في تناقض صارخ مع تصريحات سابقة له اتهم فيها الأطفال السوريين بأنهم «لم يتركوا مقعداً واحداً للأطفال الأتراك في المدارس».
وتحول ملف اللاجئين السوريين في تركيا إلى ورقة سياسية يتجاذبها النظام والمعارضة، حيث واصلت الأحزاب التركية المعارضة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية عملية الاستثمار بهذا الملف، بالتزامن مع مواصلة رئيس النظام رجب طيب أردوغان الاستثمار فيه، بعد أن حوله إلى ورقة ضغط وابتزاز في وجه الدول الأوروبية للحصول على مساعدات مالية، وذلك عقب قيامه بدفع أولئك اللاجئين إلى مغادرة منازلهم وقراهم من المناطق التي احتلتها قواته الغازية لبعض المناطق السورية، جراء الأعمال العدوانية التي قامت بها قواته ومرتزقته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن