عربي ودولي

الاحتلال واصل عدوانه على غزة.. و«سرايا القدس» قصفت «تل أبيب» ومستوطنات بعشرات الصواريخ.. والسيسي تحدث عن جهود «لمنع خروج الأوضاع عن السيطرة» … رام الله: العدوان نتيجة لسياسة إفلات إسرائيل من العقاب … «الجهاد الإسلامي»: لا حديث عن تهدئة ومستعدون لاستمرار المعركة

| وكالات

طالبت الخارجية الفلسطينية أمس السبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم المستمر على قطاع غزة، فيما تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أول من أمس عدواناً على قطاع غزة أدى حتى الآن إلى ارتقاء 15 شهيداً بينهم طفلة، إضافة إلى عشرات الجرحى، في حين تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها للعدوان عبر رشقات صاروخية متواصلة باتجاه الأراضي المحتلة.
وحسب وكالة «وفا» قالت الخارجية الفلسطينية في بيان لها أمس السبت إن الصمت عن جرائم الاحتلال يشكل غطاء وحماية له من المحاسبة والمساءلة ويشجعه على الإفلات من العقاب، مشيرة إلى أن هذا العدوان البشع يكشف حقيقة التوجه العدواني العنصري ضد الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأدى العدوان الإسرائيلي المتصاعد على أهالي القطاع المحاصر لغاية الآن لاستشهاد 15 فلسطينياً بينهم طفلة وإصابة 125 إضافة إلى أضرار جسيمة في البنى التحتية وممتلكات الفلسطينيين واحتراق عدد من المنازل.
واعتبرت الخارجية أن إصرار المجتمع الدولي على تجاهل جرائم الاحتلال وانتهاكاته التي ترتكب يومياً بحق الشعب الفلسطيني والتي تصل إلى مستوى جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية يدفعه للتمادي فيها مطالبة إياه بضرورة تنفيذ قراراته ذات الصلة لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتمكينه من حقه في تقرير مصيره وتجسيد دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
من جانبه أدان مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
وأكد منصور وفقاً لوكالة «وفا» أن تكرار العدوان الإسرائيلي ما هو إلا نتيجة لسياسة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال وأن على المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن القيام بواجباته لضمان حماية الشعب الفلسطيني ووقف العدوان وتحقيق المساءلة على كل تلك الجرائم بحق الفلسطينيين.
وأوضح منصور أن هذا العدوان المفتوح ضد الشعب الفلسطيني هو امتداد لسياسة الترهيب والاستعمار التي ينتهجها الاحتلال والتي تهدف إلى قمع وكسر إرادة الفلسطينيين وسرقة أراضيهم مشيراً إلى أن العدوان على قطاع غزة أسفر عن استشهاد 15 فلسطينياً بينهم طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات إضافة إلى إصابة العشرات بجروح وذلك يستدعي تدخلاً فورياً لإيقاف هذه الجرائم.
في غضون ذلك أعلنت «سرايا القدس»، أمس السبت، قصف مطار «بن غوريون»، إضافة إلى مناطق أخرى في تل أبيب، أسدود، بئر السبع، عسقلان، نتيفوت، وسديروت، بـ60 صاروخاً رداً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.
وقالت «سرايا القدس» في تصريحٍ عسكري: نعلن بحول اللـه وقدرته عن عملية وحدة الساحات التي بدأناها عند تاسعة البهاء بتوقيت المقاومة مساء الجمعة، ونؤكد استمرار القتال رداً على العدوان، ونطمئن أبناء شعبنا وجمهور المقاومة بأن معنويات مقاتلينا في أفضل حالاتها ويد مجاهدينا ستظل العليا في الميدان بإذن الله.
في السياق، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي إصابة جنديين بشظايا قذيفة صاروخية سقطت في منطقة «أشكول»، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلي باندلاع حريقٍ في مصنع في «أشكول» نتيجة سقوط صاروخ.
كذلك، أعلنت قوات الاحتلال أن طائرة مسيّرة معادية اخترقت المجال الجوي فوق مستوطنة ناحل عوز.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، صباح أمس، بأن صفارات الإنذار دوّت في مستوطنات نير عوز، ولاخيش، وزيكيم، وكارميا، ونتيف وهعسراه، وسديروت، وعين هاشلوشا، ونير عام، وإيبيم وشرق تل أبيب.
وحسب موقع «الميادين» قالت مصادر في المقاومة الفلسطينية إن حركة الجهاد الإسلامي غير مستعجلة في إنهاء المعركة، وتعمل على تحويلها إلى حرب استنزاف تُبقي الجبهة الداخلية الصهيونية في حالة شلل كامل وإرباك كبير، مضيفةً إن الحركة حتى الآن، لم تستخدم إمكانياتها النوعية وصواريخها الطويلة المدى.
وأكد مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين داود شهاب، أمس السبت، أن «‏لا حديث حالياً عن تهدئة» في قطاع غزة، وقال: أولويتنا الأساسية الآن هي مقاومة الاحتلال والتصدي للعدوان والرد على هذا الإرهاب، وهذه الاعتداءات التي تمارس على شعبنا، مؤكداً استعداد الحركة لـ«استمرار المعركة»، ومضيفاً إنها ستخلق حالة استنزاف حقيقية داخل صفوف العدو.
وأشار شهاب إلى أن إسرائيل أخفقت، ولن تحقّق الأمن للمستوطنين، ولن تكون قادرة على إنهاء مأزق المستوطنين الذين انتقلوا من حظر التجوال الذي استمر 4 أيام بسبب حال الاستنفار التي أعلنتها سرايا القدس إلى الملاجئ، بسبب صواريخ المقاومة.
وأكد أن الحركة ستواصل العمل في الضفة الغربية «على الرغم من الاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال مساء أول من أمس على كوادر الحركة ومجاهديها».
وبدأت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أول من أمس الجمعة، عملية الرد على عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مع إطلاق صليات من الصواريخ في تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأعلنت «سرايا القدس» دكّ «تل أبيب» ومدن المركز وغلاف قطاع غزة بأكثر من 100 صاروخ، معلنة ارتقاء تيسير الجعبري شهيداً، وهو قائد عسكري في شمالي قطاع غزة، ونعت فصائل المقاومة الفلسطينية شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وعلى رأسهم القائد الجعبري، مؤكّدةً أن الاحتلال يتحمّل كل التبعات والنتائج المترتبة على هذا العدوان.
وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، اعتقال 19 عنصراً من حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية.
إلى ذلك أعلنت سلطة الطاقة في قطاع غزة، أمس السبت، توقّف عمل محطة توليد الكهرباء بصورة كاملة لعدم التمكن من تزويدها بالوقود اللازم، جرّاء مواصلة إغلاق إسرائيل معبر كرم أبو سالم.
وقالت سلطة الطاقة في بيان إنه بسبب الظروف الراهنة، وعدم إمداد المحطة بالوقود جرى إيقاف عمل المحطة ظهر أمس، موضحةً أن ما يتوافر من الطاقة في غزّة يصل إلى 120 ميغاواط يتم شراؤها من سلطات الاحتلال، في الوقت الذي يحتاج فيه القطاع إلى ما يزيد على 500 ميغاوات.
ولفتت إلى أن عدد ساعات وصل الكهرباء سيقلّص إلى 4 ساعات في مقابل 12 ساعة فصل.
وتحدّث المدير العام لمحطة توليد الكهرباء في غزة، رفيق مليحة، في وقت سابق، عن مغبّة استمرار عدم إدخال الوقود إلى محطة توليد الكهرباء عبر معبر كرم أبو سالم، مبيناً أن عدم إدخال السّولار اللازم لتشغيل محطة التوليد في اليومين المقبلين، سيؤدي إلى «وقف المحطة».
كذلك، حذّرت وزارة الصحة في غزة من كارثة إنسانية في القطاع إذا لم يفتح المعبر بصورة عاجلة.
وكانت إسرائيل قد أغلقت، الثلاثاء الماضي، المعبر التجاري جنوبي القطاع، ضمن سلسلة إجراءات اتخذتها عقب تحذير حركة «الجهاد الإسلامي» من رد على اعتقال القيادي بسّام السعدي في الضفة الغربية.
ومن القاهرة أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن جهود مصرية لوقف التصعيد في قطاع غزة، وحسب وكالة «أنباء الشرق الأوسط» أكد السيسي، حرص مصر على مواصلة دورها الإيجابي بشأن ما يحدث في قطاع غزة من خلال اتصالاتها مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرا إلى أن مصر تعمل مع شركائها من أجل استعادة السلام والاستقرار بقطاع غزة.
وقال السيسي، خلال لقائه مع طلبة الكلية الحربية وأعضاء هيئة التدريس ضمن جولته التفقدية بالكلية الحربية أمس السبت: «إننا أجرينا اتصالات على مدار الساعة لمنع خروج الأوضاع عن السيطرة في قطاع غزة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن