رياضة

الجزيرة ودوامة اللعب على الأرض والديار … الإدارة قدمت البدائل والتلويح بتعليق المشاركة وارد وبإصرار

| الحسكة - دحام السلطان

المذكرة الورقية رقم ثلاثة!! الموجّهة من الملعب البلدي في الحسكة نحو أهل الحل والربط عبر قنوات المراسلة إلى مبنى البرامكة، حيث المكتب التنفيذي وصناعة القرار الرياضي في العاصمة، والمعطوفة بدورها على المذكرتين الأولى والثانية اللتين أكدت فيهما الجزيرة عبر مجلس إدارتها على تأكيد لعب فريق الرجال على أرضه وفي دياره وبين جماهيره وفق المبررات الموجبة والواقعية للفريق وللنادي بشكل عام، انطلاقاً من حقه المشروع الذي سيكون بمنطق الإنصاف وليس لأنصاف الحلول للحالة الجزراوية في الحسكة التي أصبحت اليوم رأياً عاماً لدى محبي النادي الجزراويين الحقيقيين، وأصحاب المصلحة الحقيقية في رياضة النادي، الذين غلّبوا مصلحة النادي ورياضة الحسكة العامة على مصالحهم الخاصة.

مستقبل الجزيرة مهدد

عدم وصول الرد المقنع وغير المبرر لجزيرة الحسكة إلى الآن على مطالبتها بحقها الطبيعي من القائمين على الرياضة فوق، لن يكون في مصلحة مستقبل الفريق المهدد بالبقاء بين الأقوياء نظرياً قياساً إلى خوضه مثل هذه المنافسات غير مرة بين الكبار في المواسم القليلة الماضية، وهو الذي «حفيت عيونه» وعيون القائمين عليه وعيون أنصاره، قبل صعوده إلى مصاف أندية الدوري الممتاز، والاستهتار باعتباراته والإمعان في تخديره، كلها سيكون لها مضار سلبية وتأثيرات علنية ومباشرة على معطيات تحضيره النظري واستعداده بشكل جيد لدوري الكبار، بعد أن أخذت إدارته الضوء الأخضر من الجهات الوصائية والمعنية في الحسكة، من أجل السماح للفريق باللعب في دياره وإغلاق الستار على الوضع الذي كان ضوءه أحمر فيما مضى من خلال مواسم لي الذراع واستنزاف القدرات التي لعبها الجزيرة في مواسم الأقوياء الفائتة، وبالتالي فإن عدم الرد والاكتراث بمشروع قرار جزيرة الحسكة وتقليبه إلى الآن، على الرغم من وجود الدعم اللوجيستي المفترض بوجود جميع أقطاب المعنيين في الحسكة من الرسميين والرياضيين هناك في العاصمة الذين من المفترض بهم أن يكونوا على تماس مباشر وعلني مع مكاتب الرسميين والرياضيين المركزيين في البرامكة، لشرح دقائق التفاصيل والمفردات ومبررات وأحقيات الجزيرة في الوصول إلى حقها وبلسان عربي فصيح، بعيداً عن التأويل والتفسير للواقع الذي لم يعد بحاجة إلى واقع بعد القناعات التي تضمنتها سطور مذكرات إدارة الجزيرة الثلاث، وإزالة السدود والعراقيل التي ستحجب عنه أبسط حقوقه المسلوبة، في ضوء واقع متشظ ومتصدّع من الداخل ويعيش ظروفاً تراكمية أرخت بظلالها على المحافظة بأكملها.

الجزيرة يطرح البدائل

القناعات اليوم أغلقت مفاتيح الأفكار والطموحات لدى إدارة الملعب البلدي، التي طرحت البدائل أيضاً في حال إغلاق الأبواب وإقفالها «بالضبة والمفتاح» في وجه الجزيرة، التي لا تزال إلى الآن بعد أن أصبحت طموحاتها دوامة في الهواء لا أكثر إلى الآن، فالبند الثاني من مراسلات «الجزيرة- الصالة الرياضية- البرامكة» بنسخها الثلاث، وهي المطالبة بالحقوق والاعتبارات، أجبرت الجزيرة على طلب توفير البدائل لفريقها الذي سيخسر مئات الملايين المضاعفة من الليرات من دون جدوى لا في النتائج ولا في النقاط، لأنه سيكون منافساً غريباً في الأرض والدار وفي الحل والترحال، وبالتالي فإنه بات لزاماً على المعنيين الرياضيين بالحسكة، دفع هذا البند الوارد في المقترح قدماً إلى الأمام وبصيغة الإلزام والعمل على طلب تعويض النادي بمبلغ ٥٠ مليوناً من الليرات عن كل لقاء يخوضه خارج أرضه، من خزائن الأندية التي ستستضيفه، ويتضمن ذلك التعويض تغطية ريوع مبارياته، والصرف على نفقات تنقلاته وإقامته ونثرياته ومكافآته… وسواها على مدار ثلاثة أيام على الأقل، يومان منها سفر من الحسكة وإلى..، حيث سينافس الفرق الشريكة معه في الدوري في عقر دارها للحصول على النقاط من أفواه سباعها، وهذا أضعف الإيمان، وهو بالمقابل سيوفر عليها عناء المجيء إلى الحسكة.

ومع ذلك ولأن الشيء بالشيء يُذكر على اعتبار أن النادي واسمه أصبح مسطرة معوّجة على صفحات «الفيسبوك» وللأسف بعضها يحمل اسم الجزيرة وتسوّق لأولئك وأمثالهم، كالذي لعب على ألف حبل ولم يجن من ذلك إلا الخيبة، ولذلك فإن مطرقة المصلحة العامة لن توفر أحداً وستعلن الحرب وبضراوة لكل من تسوّل له نفسه العبث بالنادي واسمه ولكل من يسوّق لها من دون هوادة، لأننا أمام ناد اسمه نادي الجزيرة الذي هو في عيون أهله الحقيقيين أكبر من كل الأسماء.

مجبر أخاك لا بطل

الجزيرة عبر مؤسسته الرسمية أعلنها ومن دون خجل، وقالتها إدارته عبر رئيسها العبد نبهان، إنه في حال رفض اللعب على اللعب وعدم الإذعان لقبول نداءاته في التعويض، فإنه سيعلق المشاركة بالدوري وسيقولها على الملأ بأنه مجبر على ذلك لا بطل، وسيعلن ذلك أمام من أعطاه موافقة اللعب على الأرض، وسيطلب منهم أخذ الموافقة الرسمية من المعنيين في العاصمة على تعليق المشاركة في الدوري، لأن مساعيه قد خابت في إسعاد أنصاره وهم يرون جزيرتهم تمتع وتلعب وتنافس بأصوات وصيحات وهتافات مدرجاتها من على ملاعب تشرين بعد طول غياب، لأن الحسابات بكل الأشكال ستكون خاسرة ولن يجني النادي من كل تلك الدعكة سوى خسارة مئات الملايين من الليرات، و«كأنك يا أبو زيد ما غزيت»؟

وتنتهي بذلك لحظات الفرح التي غناها وعزفها مشجعو النادي وأنصاره احتفاء بصعود فريقهم إلى عالم الأضواء في شهور الربيع الماضي، وتلك هي الحكاية الجزراوية التي لم تكن سوى حلم وردي مستحيل التحقيق في ظل واقع رياضي كهذا يرفض قول الحقيقة التي ولدت ميتة وللأسف في الضمائر والنفوس!!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن