اقتصاد

بعد حديث وزير التموين عن تحويل الدعم إلى «نقدي» … عربش لـ«الوطن»: ليس لدينا الإمكانية ولا قاعدة بيانات لإيصال الدعم النقدي لمستحقيه

| رامز محفوظ

لم يكن غريباً على السوريين ما صرح به وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم لإحدى الوسائل الإعلامية بأنه يجري العمل على تغيير طريقة الدعم، ليصبح نقدياً أو قيمة مادية توضع في البطاقات لشراء المواد بكميات أكبر، وأن العمل مستمر على هذا الأمر بأسرع ما يمكن، فحديثه عن تغيير طريقة الدعم ليصبح نقدياً لم يطرحه الوزير للمرة الأولى اليوم إنما تحدث فيه قبل تسلمه منصب وزير التجارة الداخلية وتطرق له مراراً وتكراراً، لكن السؤال الذي يطرح نفسه أنه في حال تم تحويل الدعم إلى نقدي هل سيصل بالفعل إلى مستحقيه؟ وما مبلغ الدعم المطلوب لتخفيف العبء عن المواطن الذي يعاني غلاء الأسعار؟ وهل سيغطي نسبة جيدة من متطلباته المعيشية في ظل تدني مستوى الرواتب والأجور التي لا تكفي لسد حاجة العائلة سوى أيام قليلة من الشهر؟

الأستاذ الجامعي في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور شفيق عربش شكك في صحة كلام وزير التجارة الداخلية وإمكانية تحويل الدعم إلى نقدي، مشيراً إلى أن رئيس مجلس الوزراء خلال اجتماع نقابات العمال حسم موضوع تحويل الدعم إلى نقدي وأكد أنه ليس هناك تحول للدعم النقدي، لافتاً إلى أن وزير التجارة الداخلية منذ خمسة أشهر يتحدث عن هذا الموضوع.

وأضاف في تصريح لـ«الوطن» إنه من حيث المبدأ فإن الدعم النقدي الموجه إلى مستحقيه الحقيقيين أفضل من أسلوب الدعم الحالي الذي لم ينتج عنه سوى الفساد وعدم وصول الدعم بالشكل المناسب لمستحقيه وذهب الدعم إلى الأغنياء والميسورين أكثر من الفقراء.

وأوضح عريش أنه لا يوجد اليوم في سورية الإمكانية ولا قاعدة البيانات المناسبة من أجل إيصال الدعم النقدي لمستحقيه، مبيناً أن الفقر في سورية أصبح درجات وحاجة العائلات متفاوتة، لذا نحن بحاجة لدراسة إحصائية دقيقة نستند فيها بداية إلى أخذ عينة من خلال قاعدة بيانات شركة تكامل ندرس من خلالها مستويات الفقر في سورية ثم نحدد ما دمنا أصبحنا نمتلك قاعدة بيانات أسرية شبه متكاملة للأسر المستحقة وما درجة فقرها.

وأشار إلى أن إعطاء دعم نقدي كمصروف شهري يغطي حاجة الأسرة بالكامل من دون أن يعمل رب العائلة أمر غير مقبول ولا يسمى دعماً إنما تشجيع على البطالة إلا لبعض الحالات النادرة جداً مثل امرأة عاجزة وحيدة أو أرملة لديها أطفال صغار وليس لديها معيل، لافتاً إلى أن المبلغ النقدي الذي يجب أن يعطى للأسر من المفروض ألا يكون موحداً ويختلف حسب وضع وحاجة كل أسرة على حدة، لذا ليس من المنطق أن يكون الدعم النقدي في حال تم إقراره وتطبيقه موحداً وليس هناك إمكانية لتحديد مبلغ محدد للدعم.

وأكد عربش في ختام حديثه أنه لا يوجد إمكانية حالياً وفق تصوري لنجاح مشروع التحول إلى الدعم النقدي ومن المعروف أن هناك عجزاً لإنجاز هكذا مشروع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن