بمشاركة نخبة من علماء سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الثاني لعلم الأمراض الجزيئي في دمشق … وزير التعليم العالي لـ«الوطن»: تنعكس أهميته من التشاركية للهيئات البحثية والطبية وباحثين سوريين من دول الاغتراب
| محمود الصالح
انطلقت أمس فعاليات المؤتمر الثاني لعلم الأمراض الجزيئي الذي تقيمه الرابطة السورية لعلم الأمراض برعاية هيئة التميز والإبداع في فندق الشام بدمشق وبمشاركة ودعم من 19 جهة وزارية وعلمية وبحثية، ويتضمن المؤتمر 80 بحثاً علمياً وبوسترا تشارك فيها سبع دول، منها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وألمانيا من خلال كفاءات علمية وطنية من داخل سورية وخارجها.. وإضافة مهمة لخبرات علمية أجنبية صديقة.. بعدد من المحاور الأساسية حول علم الأمراض الجزيئي والتقانة الحيوية الطبية والخلايا الجذعية والتقانة النانوية الطبية وتطبيقات الوراثة الجزيئية في تشخيص وعلاج الأمراض والتطبيقات السريرية في أورام الثدي – التطبيقات السريرية في أورام الرئة والسبيل التنفسي – التطبيقات السريرية في الأورام اللمفاوية.
وشارك في اليوم الأول عدد من الشخصيات العلمية وطلبة الجامعات والدراسات العليا في المراحل المختلفة، وطلبة البرامج الأكاديمية في هيئة التميز والإبداع، وأعضاء الهيئة التدريسية والتعليمية، بمختلف اختصاصاتهم.
وزير التعليم العالي بسام إبراهيم أكد في تصريح لــ«الوطن» أن أهمية هذا المؤتمر تنعكس من خلال التشاركية الفاعلة مابين الجهات المعنية بالاختصاصات الطبية سواء هيئات بحثية أو كليات طبية، ومشاركة باحثين سوريين من بلدان الاغتراب وطلاب الدراسات العليا، مشيراً إلى وجود باحثين ضيوف من روسيا للمشاركة في هذا المؤتمر شكل فرصة طيبة لتبادل الخبرات والمعارف في علم الأمراض وعلم الوراثة وتبادل الإشراف العلمي المشترك ونشر العلوم بين الباحثين في هذه الدول.
وبين وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن هذا المؤتمر يعكس حالة ايجابية مميزة لطلاب الدراسات العليا، متميناً أن يخرج المؤتمر العلمي بمقترحات وتوصيات مهمة تخدم بلدنا، معتبراً أن جميع هذه المؤتمرات تعوض بشكل أو بآخر ما نعانيه من نقص في الكوادر الطبية لأنها تواكب التطور العلمي والتكنولوجي في كل دول العالم، وهي فرصة لتبادل الخبرات بين الباحثين.
وفي افتتاح المؤتمر قال رئيس الرابطة السورية لعلم الأمراض محمّد إيّاد الشطي: محاضرو المؤتمر على سوية عالية من العلم والكفاءة وهم خيرة أبناء الوطن أكانوا على هذه الأرض الطيّبة أو في المغترب مع وجود أصدقاء أجانب نعتز بهم. وما يشّكل محوراً مهماً استثنائياً هو مشاركة طلبتنا في مراحل دراستهم المختلفة ولاسيّما طلبة الدكتوراة.
العالم السوري القادم من الولايات المتحدة الأميركية يحيى الشمالي، أكد في تصريح لــ«الوطن» أهمية المؤتمر لأنه يشكل طريقة لتعويض ما نعانيه من نقص في المعلومات العلمية، من خلال مد الخط الثقافي والتحديثي ونقل المعلومة، وأضاف: إن نقل المعلومة لا يقل أهمية عن ابتكارها، وبالتالي فإن مثل هذه المؤتمرات تشكل فرصة مهمة للأطباء في تطوير خبراتهم، مؤكداً أن البحوث الجارية في مجال السرطان توضح أن العالم بات قريباً من الوصول إلى علاج شاف لمرض السرطان.
وأشار الشمالي في محاضرته الأولى التي تطرقت إلى علم الأنسجة في إطار علم الأمراض الجراحي، والتي وضع في مقدمتها تعريفاً جديداً ولأول مرة عن الأورام بتسميتها «عدم استقرار الجين» وقال: تحت هذا العنوان هناك عناوين كثيرة في الطب ومنها الأورام الخبيثة، ويوجد عناوين تشكل علاقة متبادلة بين مسببات الجين والدور الذي يقوم به في عدم الاستقرار في تشكل الأورام.
وبين الشمالي أن هناك جزراً صغيرة منتشرة على خطي الكروموزوم وهي عبارة عن تسلسل أحادي أو ثنائي أو ثلاثي الامتداد تسهم في استقرار الجين، والاضطرابات التي تحدث في هذه الجزر الصغيرة تكون نتيجة أربعة جينات، واي اضطراب في عملها يؤدي إلى مشاكل، وأي تشوه فيها إما أن يكون مكتسباً أو وراثياً، والعامل الثاني الذي يقود إلى عدم استقرار الجين في نهاية السلسلة، هناك عقدة تسمى «التيلومير» ومع الشيخوخة وتقدم العمر تتناقص خميرة «التيليريز» في هذه العقدة، وتحت كل ذلك هو البنية التي تؤثر في الجينوم، وفي حال تشوه الجين يكون إما الوظيفة أو التركيب أو مخازن الطاقة، ويصبح الورم هو الخلايا غير النموذجية، وبين الشمالي أن هناك أوراماً سليمة وأوراماً سليمة ذات طبيعة عدوانية وأوراماً خبيثة وقبل كل ذلك يكون هناك عسر التصنع، مبيناً إن 93 بالمئة من الأورام فيها تشوهات في الجينات.
وكانت الجلسة الأولى في المؤتمر قد شهدت عدة محاضرات عن اكتشافات الجينات الوراثية ومتغيراتها والتنميط الجزيئي والجزيئات الحيوية ودورها في علاج السرطان، وارتفاع درجة سرطان بطانة الرحم، والمؤشرات الحيوية اللاإرادية في علاج الورم.
هذا وتستمر فعاليات هذا المؤتمر حتى غد الأربعاء.