ألمانيا أعلنت التزامها بمبدأ «الصين الواحدة».. وواشنطن: لا نبحث عن نزاع مع أي طرف … بكين: على الولايات المتحدة التخلي عن وهم السيطرة على البلاد بمساعدة تايبيه
| وكالات
أكدت الصين، أمس الإثنين، أن أميركا ارتكبت عدة أخطاء حين سمحت لرئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي بزيارة تايوان، داعية واشنطن لاحترام مصالح بكين والتخلي عن وهم السيطرة على البلاد بمساعدة تايوان، على حين أعلنت ألمانيا التزامها بمبدأ «الصين الواحدة»، بينما أوضحت أميركا أنها لا تبحث عن نزاع مع أي طرف.
وبحسب وكالة «نوفوستي» فإن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، حدد الخطأ الأول الذي ارتكبته واشنطن بالسماح لبيلوسي زيارة تايوان، بأنه التدخل الأميركي الجسيم في الشؤون الداخلية للصين، قائلاً: «متجاهلة تحذيرات وتنبيهات بكين المتكررة، واصلت واشنطن تنظم زيارة بيلوسي لتايوان. وكان ذلك انتهاكاً صارخاً لسيادة الصين وسلامة أراضيها».
ورأى وانغ يي أن الخطأ الثاني، يتمثل في دعم استقلال تايوان، موضحاً أنه لا يجب على أي دولة في العالم أن تدعم «القوى الانفصالية»، في حين أن الولايات المتحدة قامت بفعل مماثل ضد الصين.
وخلص رئيس الدبلوماسية الصينية إلى أن الخطأ الثالث هو رغبة الولايات المتحدة في تقويض السلام في المنطقة من خلال زيادة وجودها العسكري هناك.
ووصف وانغ يي التدابير التي اتخذتها الصين بعد زيارة بيلوسي لتايوان لحماية سيادة ووحدة أراضيها بأنها معقولة وقانونية وعلنية ومتناسبة.
إلى ذلك قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ، في تغريدة لها على موقع «تويتر»: «لا يمكننا السماح للولايات المتحدة الأميركية بأن تعتبر نفسها شرطي العالم، وأن تعامل دولاً أخرى مثلما عاملت جورج فلويد، الذي قاموا بتخويفه وخنقه حينما شاؤوا».
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، وو تشيان: إن «الولايات المتحدة أثارت بشكل كامل وخلقت بمفردها الوضع المتوتر الحالي في مضيق تايوان، وبالتالي يتعين على الجانب الأميركي أن يتحمل المسؤولية الكاملة عن العواقب الوخيمة».
ولفت وو تشيان إلى أن بكين أبدت في وقت سابق موقفها الجاد من العلاقات مع واشنطن، والعلاقات بين القوات المسلحة للبلدين، وكذلك بشأن قضية تايوان، وقدمت احتجاجات بشأن زيارة بيلوسي، لكن الجانب الأميركي قال شيئاً، وفعل شيئاً آخر، وتسبب من خلال مساندة ودعم زيارة بيلوسي، في التوتر بمضيق تايوان.
من جهتها نقلت قناة «المنار» عن وو تشيان، أن الصين حثت الولايات المتحدة على احترام مصالح بكين والتخلي عن وهم السيطرة على البلاد بمساعدة تايوان.
وقال: إن «جمهورية الصين الشعبية تحث الولايات المتحدة على أن تأخذ في الحسبان أهم المصالح والمخاوف الجادة لبكين، وأن تتخلى عن الوهم بأنهم يستطيعون استخدام تايوان للسيطرة على الصين، وأدعوهم إلى عدم اتباع المسار الخاطئ أكثر وأكثر».
وتصاعدت حدة التوترات بين بكين من جهة والولايات المتحدة وتايوان من جهة أخرى على خلفية زيارة بيلوسي، لتايوان الأسبوع الماضي رغم تحذيرات الصين التي اعتبرت هذه الزيارة تدخلاً في الشؤون الداخلية للصين.
وعلى خط مواز قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية أندريا ساسي: إن برلين ملتزمة بمبدأ «الصين الواحدة»، تعقيباً على زيارة ثمانية نواب من البرلمان الألماني «البوندستاغ» لتايوان.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن ساسي قولها أمس: «أريد أن أوضح هنا مرة أخرى أننا لا نقيم علاقات دبلوماسية مع تايوان، كبار موظفي الخدمة المدنية وممثلي المؤسسات الدستورية. هناك سبعة منهم، الرئيس الاتحادي، ورئيس البوندستاغ، والمستشار الاتحادي، ورئيس المجلس الاتحادي «البوندسرات»، ووزير الخارجية، ووزير الدفاع، ورئيس المحكمة الدستورية الاتحادية».
وشددت على أن برلين لا تزال تلتزم بسياسة «صين واحدة»، ما يعني عدم وجود علاقات دبلوماسية مع تايوان واتصالات رفيعة المستوى مع ممثلي السلطات المحلية في الجزيرة.
في وقت سابق، ذكرت وكالة «د ب أ» أن ثمانية نواب من البوندستاغ الألماني سيزورون تايوان في نهاية تشرين الأول، وأكدت أن الزيارة غير مرتبطة بزيارة بيلوسي إلى تايوان وتم التخطيط لها في وقت سابق.
من جهته أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، أن أميركا لا تبحث عن نزاع مع أي طرف، وذلك تعليقاً على رد فعل الصين على زيارة بيلوسي.
ونقلت «سبوتنيك» عن بلينكن قوله خلال مؤتمر صحفي عقده في جنوب إفريقيا: «نحن لا نبحث عن نزاع في أي مكان»، وزعم بلينكن أن زيارة بيلوسي الأخيرة إلى تايوان حملت طابعاً سلمياً، مدعياً أن «رد فعل الصين تجاه تايوان والخطوات العسكرية التي اتخذتها رداً على الزيارة السلمية لبيلوسي غير مجدية».
من جهة ثانية، ذكرت وكالة «أ ف ب» أن الصين واصلت، أمس، تنفيذ مناوراتها العسكرية، أمس الإثنين، بالقرب من تايوان.
وأطلق الجيش الصيني تمارين عسكرية بالذخيرة الحية يوم الخميس الماضي، غداة زيارة بيلوسي إلى تايوان.
وجاء في بيان صادر عن قيادة الجيش الصيني الشرقية «جيش التحرير الشعبي يواصل تنفيذ مناورات عسكرية في المجالين البحري والجوي في محيط تايوان، مع التركيز على العمليات المشتركة لصدّ الغوّاصات والهجمات في البحر».