سورية

الجيش يدمي «النصرة».. ونظام أردوغان يصعّد في أرياف الحسكة ومحيط عين عيسى … باكورة التنسيق الروسي التركي: انسحاب جيش الاحتلال التركي من قاعدتين بتل أبيض

| حلب- خالد زنكلو - حماة– محمد احمد خبازي - دمشق– الوطن- وكالات

ظهرت أمس أولى بوادر التنسيق بين روسيا ونظام الرئيس رجب طيب اردوغان بانسحاب جيش الاحتلال التركي من قاعدتين في ريف تل أبيض بمحافظة الرقة، وذلك بعد قمة «سوتشي» التي جمعت في ٥ الشهر الجاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أردوغان الذي واصل جيش احتلاله تصعيده العسكري في أرياف محافظة الحسكة شمال شرق سورية.

وفي التفاصيل، فقد أجلى جيش الاحتلال التركي من الريف الغربي لمنطقة تل أبيض بمحافظة الرقة قاعدتيه العسكريتين قرب الحدود التركية في قريتي هرقلي وطنوز، واللتين احتلهما خلال عمليته العسكرية التي سماها «نبع السلام» في تشرين الأول ٢٠١٩.

شهود عيان في تل أبيض، كشفوا لـ«الوطن»، أن العربات العسكرية التي أقلت جنود وعتاد جيش الاحتلال التركي توجهت مع الأسلحة الثقيلة إلى عمق ريف تل أبيض باتجاه الشمال وعلى بعد نحو ٧ كيلو مترات من القاعدتين اللتين كانتا تستخدمان لقصف مناطق هيمنة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية في بلدة عين عيسى وريفها ومقاطع الطريق الدولية «M4» المارة من المنطقة.

وعزا مراقبون لـ«الوطن» انسحاب جيش الاحتلال التركي من القاعدتين، وهي البادرة الأولى من نوعها منذ ٣ سنوات إلى «التفاهمات» التي جرى التوصل إليها بين بوتين واردوغان في سوتشي بعدما صرح الأخير في طريق عودته من اللقاء بأن الأول طلب منه الاشتراك مع الحكومة السورية كحل «أكثر منطقية» للأزمة السورية.

وتوقع المراقبون، أن يحل الجيش العربي السوري محل جيش الاحتلال التركي في القاعدتين اللتين انسحب منهما قرب خطوط التماس الجديدة التي لم تتبدل منذ تشرين الأول ٢٠١٩، وذلك بالتنسيق مع الجانب الروسي، على أن يتبع ذلك إجراءات أخرى في هذا الإطار، كبوادر حسن نية في إطار الحل المتفق عليه في سوتشي.

لكن انسحاب الاحتلال التركي من القاعدتين ترافق وفق مصادر إعلامية معارضة، مع قصف لقواته ومرتزقتها من التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة على مناطق في محيط مخيم عين عيسى وصوامع عين عيسى بريف الرقة الشمالي، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

وعلى الرغم من ذلك الانسحاب، جدد أردوغان أمس وعيده بشن عدوان داخل الشريط الحدودي السوري لفرض «المنطقة الآمنة»، وقال في كلمة له خلال أعمال «مؤتمر السفراء الأتراك» في أنقرة: إن تأسيس «الآمنة» مازال قائماً، مشيراً إلى أنه قريباً «سنوحد حلقات الحزام الأمني ​​بتطهير المناطق الأخيرة التي يتواجد فيها التنظيم الإرهابي «YPG/PKK» في سورية».

كما نُقل عن وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو قوله في المؤتمر إن بلاده «لا يمكن أن تظل مكتوفة الأيدي حيال الهجمات التي ينفذها تنظيمي «YPG/PKK» شمالي سورية».

في شمال شرق البلاد، صرحت مصادر أهلية لـ«الوطن»، بأن جيش الاحتلال التركي أطلق قذائف صاروخية على بلدة أبو راسين ومحيطها في ريف الحسكة الشمالي الغربي، بعد أسبوع من الهدوء الحذر، دون وقوع خسائر بشرية، على حين دمرت طائرة من دون طيار برج الاتصال في المنطقة التي انقطعت عنها شبكة الاتصالات.

كما ذكرت المصادر، أن جيش الاحتلال التركي قصف بمدفعيته الثقيلة قرى جرنكي وخانيكا وكرامة عند الشريط الحدودي مع تركيا غرب ناحية عامودا بمحافظة الحسكة.

بدورها أشارت وكالة «سانا» إلى أن قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها قصفت قرية جطل غرب الدرباسية بريف الحسكة الشمالي ما أدى إلى وقوع أضرار بعدد من المنازل والممتلكات وحالة من الهلع لدى المواطنين الذين اضطروا إلى الاحتماء بالأقبية لشدة الانفجارات، بينما نزح آخرون من أهالي القرية باتجاه القرى المجاورة، على حين تحدثت مصادر إعلامية معارضة عن إصابة شخص بجروح.

من جهتها، ذكرت المصادر الإعلامية المعارضة، أن مسيّرة تركية استهدفت فجر أمس، موقعاً عند مدخل درباسية الغربي، بريف الحسكة الشمالي، لتقوم على إثرها ما تسمى «قوات حرس الحدود» التابعة لـ«قسد» بالرد، وإطلاق قذائف هاون على الأراضي التركية، قابله فتح قوات حرس الحدود التركي لنيران رشاشاتها الثقيلة باتجاه الأراضي السورية.

اعتداءات الاحتلال التركي طالت أيضاً ريف بلدة تل تمر شمال الحسكة، حيث استهدفت بقصف مدفعي قرية قبور القراجنة بعد ساعات من استهداف قريتي تل اللبن والكوزلية وفق ما أبلغ مصدر فيما يسمى «مجلس تل تمر العسكري» وكالة «نورث برس» الكردية التابعة لميليشيات «قسد».

في المقابل، قتل جندي تركي وأصيب خمسة آخرون بقصف مدفعي وصاروخي نفذته «قسد» واستهدف قاعدة عسكرية للاحتلال التركي في بلدة كلجبرين غرب مدينة مارع شمال حلب وذلك حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، تحدثت أيضاً عن اشتباكات عنيفة دارت بين مسلحي «قسد» ومسلحي ما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي على محور حربل جنوب مارع.

أما في منطقة «خفض التصعيد» في إدلب وجوارها، فقد ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن مدفعية الجيش العربي السوري ردت على خرق وقف إطلاق النار من مسلحي ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وتضم مرتزقة للاحتلال التركي، وذلك بالقرب من بلدات بينين والموزرة وسفوهن والفطيرة وفليفل بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، حيث قتل وجرح عدد من الإرهابيين.

وأكد المصدر، أن وحدات الجيش العربي السوري دمرت تحصينات وعتاداً عسكرياً للإرهابيين عدا مقتل وجرح عدد منهم خلال ردها على مصادر النيران في محيط قرى البدرية وجدرايا وانب غربي إدلب وقرب قرية سان بريف المحافظة الشرقي، إضافة إلى بلدات القاهرة والعنكاوي والقاهرة والحميدية وقليدين والزقوم والدقماق واللج في سهل الغاب شمال غرب محافظة حماة.

وأوضح مصدر ميداني آخر لـ«الوطن»، أن المجموعات الإرهابية صعدت من اعتداءاتها أمس، على قرى ونقاط عسكرية بسهل الغاب وأرياف إدلب واعتدت بالصواريخ على قرى جورين والبحصة والمشاريع والحاكورة والعمقية والمنارة، بسهل الغاب الشمالي الغربي، وهو ما أدى لإصابة طفل (13 عاماً)، في قرية جورين، وتضرر العديد من المنازل.

وفي البادية الشرقية، واصلت وحدات الجيش العربي السوري عمليات تمشيطها قطاعات البادية بريفي حمص ودير الزور، وذلك وفق قول مصدر ميداني لـ«الوطن».

إلى درعا جنوباً، حيث قضى شخصان وأصيب أربعة آخرون بإطلاق نار وتفجير في بلدة تل شهاب بالريف الغربي وبلدة علما بريف درعا الشرقي، وفق ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن