هل الأدوار الشريرة تظلم الممثل وتجعل المتابع غير قادر على الفصل بين دور الممثل وشخصيته الحقيقة؟ … كرم شعراني لـ«الوطن»: يجب على المتابع استيعاب أن شخصية الممثل الشريرة لا تتقاطع مع حقيقته
| هلا شكنتنا
أن يقدم الممثل جميع الأدوار الدرامية التي تعرض عليه طول رحلته الفنية بشكل متقن ولافت هو بالتأكيد أمر ليس سهلاً، لأن كل شخصية يقدمها الممثل هي شخصية مختلفة ولها ظروفها ومفرداتها الخاصة التي تجعلها متفردة عن غيرها، كما أن هنالك الكثير من الأدوار الدرامية التي تحتاج إلى جهد كبير خلال التحضير لها وذلك بسبب تركيبتها الدرامية الخاصة.
الأدوار الشريرة تتطلب مهارات عالية
وبالتأكيد فإن الأدوار الشريرة تعتبر من أصعب الأدوار التي من الممكن تقدمتها، لكونها تتطلب مهارات عالية وخبرات وموهبة كبيرة، لأنها تجعل الممثل يبتعد عن شخصيته الحقيقية، ويتحه نحو خلق مشاعر جديدة واختلاق مواقف تساعده على تأدية هذه الأدوار، ويتجلى ذلك من خلال بحث الممثلين عن الأدوات التي تساعدهم على بناء الشخصية التمثيلية وفهم دوافع الشر التي في داخلها.
سبب انجذاب الجمهور للأدوار الشريرة
وفي النظر إلى مسيرة أغلب الممثلين نرى أن أدوارهم تنوعت بين الشخصيات الطيبة والحنون والقاسية والشريرة والمعتدلة في تصرفاتها والكثير غيرها، لكن دائماً ما نلاحظ أن الأدوار الشريرة هي التي تبقى عالقة في ذاكرة المتابع وتجعله يربطها ارتباطاً وثيقاً باسم الممثل المؤدي لها.
الشخصيات الشريرة مصدر للتشويق
وفي الرجوع إلى السنوات السابقة نجد أن الكثير من الممثلين والشباب بشكل خاص الذين نجحوا في إثبات أنفسهم على الساحة الفنية كانت من خلال تقديمهم لأدوار الشر، لكونها تجعلهم مصدراً للتشويق والإثارة في العمل، إضافة إلى أنها تعطي للممثل مركزاً أساسياً ومحورياً ضمن القصة الدرامية التي تعرض على مدى ثلاثين حلقة متتالية، وعندما ننظر اليوم إلى الأعمال الدرامية نجد أيضاً أن هنالك ممثلين شباب يفضلون تقديم الشخصيات الشريرة لأنها تساعدهم على إظهار موهبتهم وشغفهم نحو هذه المهنة، ومن أبرز الممثلين الشباب الذين قدموا شخصيات شريرة خلال السنوات الماضية هما «همام رضا» وذلك من خلال تأديته لشخصية «شريف» في مسلسل «الكندوش»، والممثل «كرم الشعراني» من خلال شخصية «أبو مريم» في مسلسل «كسر عضم»، والعديد غيرهم.
شخصية الممثل ودوره الدرامي
لكن المشكلة الحقيقة التي تكمن في تقديم الأدوار الشــريرة باتت تتجاوز الصعــوبـــة في تأديتــــها، حيـــث أصبح الممثل يعاني في بعض الأحيان ردة فعل المتابع الذي لم يعد قادراً على التفرقة بين الشخصية الدرامية التي يقدمها الممثل وبين شخصيته الحقيقة التي تكون مغايرة تماماً للشخصية المعروضة على الشاشة.
هل تنمط الممثل بنظر الجمهور؟
ومن خلال حديثنا عن الأدوار الشريرة وسبب انجذاب الممثلين لها في أغلب الأحيان، تراود لنا عدة تساؤلات كانت كالتالي: «هل الأدوار الشريرة تعتبر متعبة جداً بالنسبة للممثل أم يستمتع بتقديمها! وهل من الممكن أن يتم تنميط الممثل في هذه الأدوار وخاصة في نظر الجمهور حيث لا يستطيع الممثل أن يفرق بين الشخصية الدرامية وبين الشخصية للممثل؟».
الإجماع على أن الأدوار الشريرة صعبة
وللتأكد من جهة مهنية تواصلت «الوطن» مع الممثل «كرم شعراني» الذي أكد بحديثه قائلاً: «بالتأكيد الأدوار الشريرة متعبة لأنها لا تحمل تقاطعات بينها وبين شخصية الممثل الحقيقة، وأقصد بكلمة التقاطعات بمعناها الشامل سواء كانت فكرية أم نفسية أو جسدية، وهنا تكمن صعوبة هذه الأدوار لأنها تجبر الممثل على تأدية شخصية لا تشبهه، أما بالنسبة لمسألة التنميط فهذا الأمر لا يتماشى مع فكرة الأدوار الشريرة التي تكون غالباً متنوعة بشكلها ومضمونها، وأضرب مثلاً حينما قمت بتقديم أكثر من شخصية شريرة من خلال عدة أعمال ولم أنمط من خلالهما، وأريد التنويه إلى أن الجمهور يجب عليه استيعاب العمل وأن الممثل الذي يقدم الدور الشرير هو فقط يؤدي هذه الشخصية الدرامية، إنما شخصيتنا الحقيقة لا تكون كذلك».
كما تواصلت «الوطن» أيضاً مع الممثل الشاب «همام رضا» الذي أخبرنا عن رأيه بهذا الأمر قائلاً: «بشكل عام جميع الأدوار متعبة لأن الممثل يقوم بالبحث عن معالم الشخصية التي سوف يقدمها سواء كانت شريرة أم لا، لكن الشخصيات غير الكاملة نصياً هي التي تكون متعبة أكثر لأن الممثل حينها يعمل في مهنتين منها الكتابة والتمثيل، أما بالنسبة للجمهور فهو يستطيع التفرقة من خلال تنوع الشخصيات الذي سوف يقدمها الممثل ويستطيع تقمصها، وبالتالي لن يتم تنميط الممثل بهذه الأدوار بنظر الجمهور، لكن عندما تقوم شركات الإنتاج بتنميط الممثل ضمن قالب تمثيلي معين سوف ينعكس هذا الأمر سلباً على الممثل وسوف ينمط بنظر الجمهور من خلال هذا الدور وخاصة الشرير».