رياضة

تواصل

| مالك حمود

قلناها ونعود لقولها مجدداً: إن الكورونا وما سببته من أزمة هائلة للعالم بمجمله وما نجم عنها من أضرار مادية وبشرية كان لها بالوقت ذاته فوائد معينة.

أهمية هذه الفوائد تكمن في فتح أبواب جديدة لفائدة لم تكن مألوفة أو معروفة لنا من قبل.

فالكورونا وحالة التباعد واعتزال المجتمع التي فرضتها خلال ذرا خطوطها البيانية دفعت الناس للتفكير والبحث عن حلول بديلة للتواصل المباشر. وتحقق ذلك عبر الإنترنت. ومن خلاله أصبحت تعقد الاجتماعات وورش العمل وما شابه.

وفجأة وجدت رياضتنا نفسها في حالة جديدة وإيجابية لم تتوقف فائدتها على سهولة وسرعة التواصل، بل وفرت المال الذي كان ينفق على التنقلات بين المحافظات.

كل ذلك بما قدمه العلم من تقنيات حديثة سواء عبر تطبيق (زوم) وما يحققه من تخديم عملي وقدرة على جمع عدد واسع من الأشخاص خلال لقاء واحد وبالصوت والصورة.

وتوقعنا لهذه الحالة أن تتكرس وتتعزز وتعمم على مفاصل وجوانب عديدة من عملنا الرياضي لما توفر وتختصر من جهد ووقت ومال، لكن للأسف تلاشى كل ذلك. و(عادت حليمة لعادتها القديمة).

اليوم يقيم الاتحاد السوري لكرة السلة دورة للمدربين من خلال تجمعي دمشق وحلب، وإضعاف عدد المدربين الذين نالوا الحظ بحضور الدورة، إذ كانوا يتمنون لو أتيحت لهم فرصة الحضور.

ماذا يمنع من وضع كل هؤلاء المدربين ضمن عالم الدورة وفائدته المعرفية من خلال التصوير المباشر والبث عبر الإنترنت لكل محاضرات الدورة النظرية والعملية، بدلاً من القيام بتصوير المحاضرات وجلسات التدريب في الدورة ونسخها على CD وتوزيعها على المشاركين بعد انتهاء الدورة للعودة إليها.

وماذا يمنع من إقامة دورات المدربين المحلية بهذه الطريقة، وعندها يمكن تنظيم سلسلة من الدورات التي تحقق لمتابعيها فائدة المشاهدة المباشرة واللاحقة.

العمل بجد على هذا الخط يفتح أمامنا آفاقاً جديدة وعديدة، وإمكانية الاستفادة من كل المدربين السوريين المتميزين خارج سورية، مثلما فعلت نخبة المدربين العرب عندما بادروا لتقديم محاضرات قيمة في التدريب عبر الإنترنت خلال فترة الكورونا وتابعها عدد كبير من أنحاء الوطن العربي.

فالعلم متاح للجميع.. ولكنه ينتظر الطامحين والجادين والديناميكيين في تفكيرهم وعملهم، وعند توافر هؤلاء فلن تكون الفائدة للمدربين فقط، بل لكل الكوادر العاملة في الرياضة بشكل عام وكرة السلة بشكل خاص من تدريب وتحكيم وتنظيم وإدارة ووو.. ومن يرد أن يعمل بجد فأمامه العديد من سبل التواصل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن