عربي ودولي

3 شهداء وعشرات الجرحى برصاص الاحتلال إثر اقتحامه نابلس … الفصائل: الرد لن تكون له حدود.. رام الله: الاحتلال يقترب من مواجهة شاملة

| وكالات

جددت رام اللـه مطالبة المجتمع الدولي بالخروج عن صمته المريب ووقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين ووضع حد لانتهاكاته المتواصلة للقوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن الاحتلال يقترب من المواجهة الشاملة مع الشعب الفلسطيني بأسره، في حين نعت الفصائل الفلسطينية و«كتائب شهداء الأقصى» قائدها البارز إبراهيم النابلسي ورفيقيه الذين استشهدوا في نابلس.
وحسب وكالة «وفا» قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إن الاحتلال يقترب من المواجهة الشاملة مع شعبنا الفلسطيني بأسره، من خلال عدوانه الشامل الذي بدأ من مدينة القدس، ومن ثم امتد إلى جنين وغزة، ثم إلى نابلس، والذي ذهب ضحيته (أمس) ثلاثة شهداء والعشرات من الجرحى.
وأضاف أبو ردينة: إن الحكومة الإسرائيلية غير معنية بتحقيق الهدوء والاستقرار، وتعمل على استباحة الدم الفلسطيني واستغلاله، لتحقيق مكاسب في السياسة الداخلية الإسرائيلية.
وأكد أن هذا العدوان إذا استمر ضد أبناء شعبنا سيشعل المنطقة، وسيلحق دماراً لا يمكن لأحد تحمل نتائجه الخطيرة.
وأشار أبو ردينة إلى أن القدس ومقدساتها هي أساس السلام والاستقرار للجميع، واستمرار هذا العدوان الإسرائيلي لن يجعل الشعب الفلسطيني يرضخ، أو يقبل بالتفريط بثوابته الوطنية مهما كان الثمن، وعلى المجتمع الدولي الخروج عن صمته المريب والوقوف بحزم ضد سياسة إسرائيل التي انتهكت كل القوانين الدولية وحقوق الإنسان التي ينادي العالم يومياً بتطبيقها.
بدوره أدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية المجزرة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس، محذراً من التبعات الخطيرة المترتبة عليها.
وحسب «وفا» أوضح أشتية في بيان أمس، أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إرهاب منظم في غزة ونابلس وجنين والخليل ومدينة القدس المحتلة، التي تشهد عملية تطهير عرقي، ومحاولة التهويد والأسرلة، واستباحة المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف، إضافة لعمليات التهجير والاستيلاء على الأراضي في الأغوار ومسافر يطا، كل تلك الممارسات الإرهابية يجب أن تحرك الضمير العالمي لاتخاذ إجراءات توقف نزيف الدماء، الذي ما إن يتوقف في منطقة حتى ينفتح في أخرى، مخلفاً المزيد من الآلام والأوجاع، التي يعاني منها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 74 عاماً.
ودعا مجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة خاصة أول من أمس لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لأن يكسر المعايير المزدوجة في التعامل مع القوانين الدولية، ويبادر إلى اتخاذ إجراءات عملية لمعاقبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه المتكررة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني بإجراءات تتجاوز لغة الشجب والاستنكار، التي لا يقيم لها الاحتلال وزناً، بل تغريه لارتكاب المزيد من الجرائم، وإراقة المزيد من دماء الأبرياء التي يستخدمها قادة الاحتلال في سباق التنافس للفوز بالانتخابات الإسرائيلية المرتقبة، وتطبيقاً لتعليمات بإطلاق الرصاص على أبناء شعبنا من أجل القتل.
من جانبها أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية وإقدامها أمس على اغتيال ثلاثة مواطنين وإصابة نحو سبعين آخرين بجروح، إضافة إلى تدمير عدد من البيوت والممتلكات خلال اقتحامها مدينة نابلس، محملة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء.
على خط مواز نعت «كتائب شهداء الأقصى» الذراع المسلح لحركة التحرر الوطني الفلسطيني «فتح» قائدها البارز إبراهيم النابلسي ورفيقيه إسلام صبوح وحسين طه، الذين استشهدوا بعد اشتباك مسلح مع قوة إسرائيلية خاصة حاصرتهم في أحد المنازل بالحارة الشرقية في البلدة القديمة في نابلس.
وأكّدت، في بيان أن الرد على هذه الجريمة لن تكون له حدود، وسيكون بحجم الجريمة التي ارتكبها العدو المجرم، وليتحمل الاحتلال نتائج هذا العدوان.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، عقب إعلان استشهاد النابلسي ورفيقيه، بأن حصيلة الشهداء في الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ بداية العام الجاري ارتفعت إلى 129 شهيداً.
وكشف مسؤول عسكري إسرائيلي أن تبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والنابلسي استمر ثلاث ساعات، قبل إطلاق صواريخ على المنزل الذي تحصن داخله.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤول كبير في قوات الاحتلال، إنه في أثناء اغتيال إبراهيم النابلسي، أطلقت صواريخ «لاو» على المبنى الذي كان يوجد داخله، وفي النهاية جرى إطلاق صاروخ «ماتادور» أيضاً (صواريخ محمولة على الكتف)، ما تسبب بانهيار المبنى ومقتل النابلسي ومساعده.
ونعت «حركة الأحرار» شهداء نابلس، مؤكّدةً أن دماء الشهداء ستبقي وقوداً لاستمرار مسيرة الجهاد والمقاومة، كذلك، نعت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين الشهداء، مشيرةً إلى أن هذا العدوان جزء من مخطط يستهدف كل المدن والقرى والبلدات والمخيمات الفلسطينيّة.
من جانبها قالت «فتح» في بيان: إن دماء أبنائها الشهداء إبراهيم النابلسي وإسلام صبوح وحسين طه وغيرهم لن تذهب هدراً ولن ينال الاحتلال من عزيمة وإرادة الشعب الفلسطيني الذي سيبقى على العهد ويواصل مقاومته حتى تحرير الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وأضافت الحركة: منذ صمت العالم على احتلال فلسطين وشعبنا لن تتوقف في شرايين أبنائه أحلام الحرية والحياة والخلاص من الاحتلال رغم القهر والظلم والتصعيد والعدوان، مضيفة: نحن ماضون في مقاومتنا الوطنية وفي مواجهة الموت بالحياة والهدم بالبناء، وراسخون على الكفاح الوطني ومستمرون في المواجهة والتحدي رغم كل استهداف يهدف إلى النيل من عزيمتنا متمسكين بمبادئنا وإيماننا الراسخ بحتمية النضال المستمر حتى النصر وانتزاع الحرية والاستقلال. ودعت «فتح» إلى تظاهرات في مدن وبلدات الضفة.
في السياق أعلنت القوى الوطنية والإسلامية الإضراب العام في كل من نابلس ورام اللـه وجنين وطولكرم وبيت لحم والخليل وقلقيلية، أمس، حداداً على أرواح شهداء مدينة نابلس وتزامناً مع مسيرة تشييع جثامين الشهداء.
وأغلقت المحال التجارية أبوابها في مدينة رام اللـه وعدة مدن فلسطينية تنديداً باغتيال الاحتلال للشهيد إبراهيم النابلسي وإسلام صبوح وطه حسين.
فيما نظمت الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت وقفة داخل أسوار الجامعة ودعت خلال الوقفة للانطلاق إلى نقاط التماس على المدخل الشمالي لمدينة البيرة.
وتصدى مقاومون لاعتداءات قوات الاحتلال في نابلس وأطلقت قوات الاحتلال المداهمة الرصاص على الشبان المتصدين وأصابت عدداً منهم.
وقال شهود عيان إن الاشتباكات المسلحة اندلعت بعد اقتحام قوة إسرائيلية المدينة عند الساعة 6.30 صباح أمس، ومحاصرتها المنزل الذي تحصن فيه النابلسي.
واندلعت مواجهات في الشارع الرئيسي للمدينة من الجهة الشرقية، أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي باتجاه الشبان الذين رشقوها بالحجارة.
ويأتي تصعيد الاحتلال في نابلس بعد يومين من دخول اتفاق وقف إطلاق النار الشامل والمتبادل بين حركة «الجهاد الإسلامي» وكيان الاحتلال الإسرائيلي حيّز التنفيذ، وذلك بعد بدء الاحتلال، يوم الجمعة الماضي، عدواناً على قطاع غزّة استمر 3 أيام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن