الأولى

محاولات تحقيق استقلال الجزيرة ستودي بها إلى هاوية الكارثة … بكين: استخدام القوة وارد إذا فشلت سياسة استرجاع تايوان سلمياً

| وكالات

أكدت الصين، أمس الأربعاء، عدم تخليها عن سيناريو استخدام القوة في حال إخفاق مسار إعادة التوحيد السلمي مع تايوان، وأنها تحتفظ بالحق في الرد على استفزازات مؤيدي استقلال الجزيرة والقوى الخارجية.
ونقلت وكالة «أ ف ب» عن «الكتاب الأبيض» الذي نشرته السلطات الصينية قولها: «إنّ محاولات تحقيق استقلال تايوان لن تؤدي إلا إلى دفع الجزيرة إلى هاوية الكارثة وإلحاق أضرار جسيمة بالمواطنين التايوانيين. ولحماية المصالح المشتركة للأمة الصينية، بما في ذلك المواطنون التايوانيون، يجب علينا أن نعارض بحزم تقسيم تايوان واستقلالها، وتعزيز إعادة التوحيد السلمي».
وجرى إعداد ونشر الوثيقة التي تحمل عنوان «قضية تايوان وإعادة توحيد الصين في العصر الجديد» بشكلٍ مشترك من مكتب شؤون تايوان التابع لمجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية والمكتب الصحفي لمجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية، حيث تنشر «الأوراق البيضاء» بانتظام لتوضيح سياسة بكين في مختلف القضايا.
وأكد واضعو الوثيقة أن شؤون الصينيين يجب أن يقررها الصينيون أنفسهم، وأنّ قضية تايوان تسمى شأناً داخلياً لجمهورية الصين الشعبية، وأنّ حلّ القضية لا يحتمل أي تدخل خارجي.
وقال الكتاب: «لا ينبغي لأحد أن يستخف بالعزيمة القوية والإرادة الراسخة وقدرة الشعب الصيني الكبيرة على حماية سيادة الدولة وسلامة أراضيها. ونحن مستعدون لمواصلة السعي بصدق وبذل الجهود من أجل إعادة التوحيد السلمي، لكننا لا نعد بالتخلي عن استخدام القوة والاحتفاظ بإمكانية قبول جميع الإجراءات الضرورية».
وتؤكد سلطات جمهورية الصين الشعبية أن هناك عدداً قليلاً جداً من مؤيدي استقلال تايوان وأنشطتهم الانفصالية، وتقول الوثيقة إن الإجراءات التي وعد الحزب باستخدامها ضدهم والتدخل الخارجي المحتمل، «ليست بأي حال من الأحوال موجهة ضد المواطنين التايوانيين»، و«سيتم اتخاذ الوسائل غير السلمية كملاذ أخير في حالة عدم وجود خيار آخر».
وجاء في الكتاب: «نحن على استعداد لخلق مساحة واسعة للتعاون من أجل تحقيق إعادة توحيد على نحو سلمي».
وفي السياق أعرب السفير الصيني لدى أستراليا، شياو تشيان، أمس الأربعاء، عن أمله في أن يأخذ الجانب الأسترالي العلاقات الصينية الأسترالية على محمل الجد، والتعامل مع مسألة تايوان بحذر.
ونقلت «أ ف ب» عن شياو تشيان أنه فوجئ بتوقيع أستراليا بياناً مع الولايات المتحدة واليابان يدين إطلاق صواريخ صينية في المياه اليابانية ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان الأسبوع الماضي.
وقال: «نأمل أن يأخذ الجانب الأسترالي العلاقات الصينية الأسترالية على محمل الجد! تعاملوا مع مبدأ صين واحدة على محمل الجد، وتعاملوا مع مسألة تايوان بحذر»، في حين أنه لم يذكر موعد انتهاء التدريبات الصينية العسكرية بالذخيرة الحية بالقرب من تايوان، لافتاً إلى أن الإعلان سيصدر في الوقت المناسب.
وتابع: «لا يمكننا مطلقاً استبعاد خيار استخدام وسائل أخرى، لذا نحن مستعدون عند الضرورة، وعند الضرورة فقط، لاستخدام جميع الوسائل اللازمة، أما ما يعنيه كل الوسائل الضرورية؟ فيمكنكم استخدام خيالكم».
وتصاعد الوضع إزاء تايوان بعد زيارة بيلوسي الأخيرة للجزيرة، وهي الأولى لرئيس مجلس النواب بالكونغرس منذ العام 1997.
وردّت بكين على هذه الخطوة بتعليق سلسلة من المباحثات والشراكات الثنائية، لاسيما في مجال التغير المناخي والدفاع.
وأكّد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، مؤخراً، أن «تايوان ليست جزءاً من الولايات المتحدة بل أراض صينية»، لافتاً إلى أن الصين «ستحطّم أوهام» سلطات الجزيرة بشأن تحقيق الاستقلال بدعم من واشنطن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن