عربي ودولي

بعد تحذيرات نصر الله بقطع اليد التي ستمتد إلى لبنان.. سيناريو الاغتيالات مات في مهده أم إن المعركة ستنتقل إلى لبنان؟ … قيادي في «فتح» لـ«الوطن»: بصمات إسرائيل حاضرة والهدف العبث بأمن المخيمات ولبنان

| بيروت - سماهر الخطيب

تشهد الساحة اللبنانية ترقباً سياسياً وعسكرياً حذراً وسط ما تمّ تسريبه حول معلومات عن سلسلة اغتيالات يتحضر العدو الإسرائيلي لتنفيذها في لبنان استكمالاً لسلسلة الاغتيالات التي قام بها في قطاع غزة والضفة الغربية والتي بدأت ملامحها تطفو مع اغتيال ضابط كبير في حركة «فتح» داخل مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان، لتحيي هذه العملية المخاوف من عودة موجة الاغتيالات مجدداً، ومحاولة العبث بالوضع الأمني اللبناني وإشعال الساحة اللبنانية انطلاقاً من المخيمات الفلسطينية، التي تعاني وضعاً أمنياً هشّاً.

وبعد أن شهد المخيم استنفاراً طوال اليومين السابقين، أكد قيادي في «فتح» لـ«الوطن» أن «عدداً كبيراً من ضباط «فتح» يعملون على تخفيف الاحتقان في المخيم وتبريد الأجواء»، مؤكداً على وحدة الموقف الرافض لهذه الجريمة لدى الفصائل الفلسطينية كافة، مشيراً إلى أن بصمات هذا الاغتيال ليست ببعيدة عن أيدي العدو الإسرائيلي الذي يريد العبث بأمن المخيمات وبأمن لبنان كله، وأن اختيار العدو لهذا التوقيت الحساس لتنفيذ جريمته يحمل رسالة خطيرة ومحاولة مكشوفة لجر الفصائل الفلسطينية إلى فتنة واقتتال داخلي لإشعال الفتنة الفلسطينية الفلسطينية، وتأجيج الصراع الفلسطيني بما ينعكس على الوضع الأمني اللبناني».

وفي وقت يتسم بالتنسيق الكامل بين الفصائل الفلسطينية في المخيم مع مخابرات الجيش اللبناني لتقديم المعلومات المطلوبة لكشف الجناة وتقديمهم للمحاكمة بأسرع وقت ممكن، وانطلاقاً من التعاون المشترك الفلسطيني اللبناني، استنفرت مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب بكل طاقاتها لاحتواء الوضع ونزع فتيل التوتر الأمني، وفق مصدر أمني لـ«الوطن»، الذي أكد أيضاً أن «الأجهزة الأمنية بدأت تحقيقاتها بالتعاون مع الفصائل الفلسطينية»، لافتاً إلى أن «الجيش والقوى الأمنية اللبنانية تبذل جهوداً كبيرة، تركز الآن على ضبط الوضع واحتواء تداعيات الحادثة، وعدم السماح بذهاب الأمور إلى تصفيات داخلية وجر الوضع إلى تفجير أمني لا أحد يريده».

فيما أشار مراقبون لـ«الوطن» إلى خطورة توقيت الجريمة التي تزامنت مع جرائم الاغتيال التي تنفذها إسرائيل في غزة ونابلس، ما يطرح تساؤلات وفق المراقبين حول «دوافع التوتير في المخيمات»، في ظل ورود معلومات أمنية تتحدث عن «اغتيالات فلسطينية وأمنية لتوتير الأجواء على الساحة اللبنانية عشية موعد الانتخابات الرئاسية».

الأمين العام لحزب اللـه حسن نصر اللـه تلقّف تلك المعلومات بتشديده، مساء أول من أمس الثلاثاء، على أن «المقاومة أقوى من أي زمن مضى»، محذراً الاحتلال من «ارتكاب أي خطأ في لبنان»، قائلاً: «سمعنا في الأيام الماضية أنهم يخططون لاغتيال قادة في الجهاد الإسلامي أو حماس أو في الفصائل الفلسطينية خارج فلسطين المحتلة ومنها لبنان، في يوم عاشوراء نقول لهذا العدو إن أي اعتداء على أي إنسان في لبنان لن يبقى من دون عقاب ولن يبقى من دون ردّ»، وتابع: إن «على العدو أن يعرف من يقف في الجبهة المقابلة وأنّ في لبنان مقاومة قهرت الجيش الذي قيل إنه لا يُقهر»، ليعلن نصر اللـه «معادلة جديدة أفشلت جزءاً كبيراً من سياسة الاغتيالات»، وفق أحد المحللين إنما «لا يمكن الركون إلى أن العدو لن يحاول تغيير قواعد الاشتباك، وبالتالي، فإن تغيير المعادلات معركة مستمرة».

كما حذر نصر اللـه من أن «اليد التي ستمتدّ إلى أي ثروة من ثروات لبنان ستُقطع كما قطعت عندما امتدت إلى أرضه»، مضيفاً: «نحن في الأيام المقبلة ننتظر أجوبة العدو حول مطالب لبنان بشأن ترسيم الحدود»، وأوضح أن من الواجب «الاستعداد لكل الاحتمالات»، مردفاً: «نحن في هذا الملف جادون إلى أقصى درجات الجدية».

وتوجّه نصر اللـه إلى الاحتلال الإسرائيلي بالقول إن «لبنان وشعبه لن يقبلوا بعد الآن بنهب ثرواته»، وأضاف: «نحن تلقينا الرسائل المطلوبة في حرب غزة ورأينا صمود غزة، ونحن في لبنان حسابنا معكم حساب آخر».

ويبدو أن تحذيرات حزب اللـه جديّة وأن المقاومة بأعلى درجات جهوزيتها وفق مقربين من الحزب، إذ تشير كلّ العمليّات التي قام بها العدو الصهيوني في الأيام السابقة إلى أنه ينفّذ خطة متكاملة في المنطقة، وأنّ قوى المقاومة على أتم الاستعداد للمواجهة، ووفق خبراء عسكريين لـ«الوطن» فإن «هناك مؤشّرات إلى إمكانية نقل هذه المعركة إلى لبنان في ظلّ تهديدات حزب اللـه والمقاومة الإسلامية المرتبطة بملفّ الترسيم البحري»، وهو ما يعني أن الجيش الإسرائيلي أو الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قد تنقل المعركة الاستباقية إلى لبنان قبل أن يندفع حزب اللـه إلى تنفيذ عمليّاته ضدّ المواقع النفطية والغازية الإسرائيلية، وهذا ما فعله الجيش الإسرائيلي في الضفّة الغربية وغزة في الأيام الماضية مستبقاً ردّ حركة الجهاد الإسلامي على اعتقال قادتها في الضفّة. وتترافق كلّ هذه التطوّرات الأمنية والعسكرية في وقت يشهد فيه الجنوب اللبناني استنفاراً على أعلى الدرجات فيما يبدو أننا على مشارف مرحلة جديدة على مستوى وحدة الساحات أكدها المجاهدون برسالتهم إلى نصر اللـه ويدهم على الزناد لحفظ الثروات وصون الكرامات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن