لتعيد النبض إليها من جديد.. نقابة الفنانين تحتفي بأحد مؤسسيها … أسعد فضة لـ«الوطن»: وجودي في هذا المكان مهم جداً لأنه بيتي الثاني ويعني لي الكثير
| سارة سلامة- تصوير: طارق السعدوني
سنوات مرت تجاوز عددها الـ 16 عاماً، على توليه منصب نقيب الفنانين في سورية على دورتين منذ عام 1998 إلى عام 2006، كان فيها القدير أسعد فضة يدير العمل بطريقة لافتة أغناها بحبه وسلامه الداخلي لتكون من النقابات الرائدة على مستوى الوطن العربي.
مسيرة حافلة بالإنجازات، كان قد اختاره النقيب الحالي محسن غازي ضمن خطته الاحتفاء بالرواد للإفادة من خبرته وتكريمه وبهدف تعزيز التفاف النقابة حول بعضها وتوطيد المحبة والإخاء.
وتم تكريمه في بيته الثاني بحضور مجلس النقابة المركزي وفرعي دمشق وريف دمشق.
وأدار فضة الجلسة الأسبوعية لمجلس نقابة الفنانين بصفته نقيباً فخرياً، تحدث فيها عن مسيرته على الصعيدين النقابي والفني، واطلع على آلية سير النقابة اليوم وحرصها الشديد على النهوض بالواقع الفني في سورية والاهتمام بأحوال الفنان وأسرته بعد وفاته وتقاعده ومرضه.
عمل لافت
وبين فضة في تصريح خاص لـ«الوطن»: «إن النقابة تعني لي الكثير هي بيتي الثاني من دون مبالغة، سعيد جداً بهذا الاحتفاء الذي عاد بي إلى سنوات ماضية ورؤية الزملاء بعد طول غياب أمر جميل؛ ومن اللافت أن النقابة تسير بعملها رغم كل المعوقات التي نمر بها».
وفيما يخص ابتعاده قليلاً عن الدراما قال فضة: «بعد هذا المشوار الفني الطويل تعبت وأرى أنه من حقي أن آخذ قسطاً من الراحة، كما أنني اعتذرت عن عدة أعمال وهي الجزء الثاني من «سوق الحرير» و«ضيوف على الحب» على مبدأ ارحموا شيخكم!!».
وعن الدراما بشكل عام قال فضة: «طالما أن الجمهور العربي لا يزال يطالب بها ولا يمكنه الاستغناء عنها وينتظرها كل موسم رمضاني فهذا خير دليل على أنها بخير حتى ولو تعرضت إلى بعض المنغصات إن كان من ناحية الركود أو قلة الإنتاج».
رائد في الإدارة
وفي تصريح مماثل أشار نقيب الفنانين محسن غازي: «إلى أهمية استقطاب الفنانين الكبار الذين أسسوا النقابة، وجعلوها رائدة على مستوى النقابات العربية. نحن اليوم مستمرون من خلال جهودهم ونبني على جهودهم، حتى لو ارتقت قوانين النقابة ونظامها الداخلي بما يتعلق بقوانين شيخوخة الفنان أو أسرة الفنان المتوفى والمتقاعدين من الفنانين، والسعي لحماية حقوقه، كما أن هناك جانباً كبيراً تحقق على صعيد المهن الموسيقية، في حين كان التقصير بما يخص المهن الدرامية عبر الأزمنة».
وفي حديثه عن الأهداف وراء استقطاب الفنانين الكبار بين غازي: «هذا جوهر الاحترام الذي يجب أن نقدمه لهؤلاء لكونهم ارتقوا بالعمل النقابي إلى مستويات معينة، كل حسب مرحلته يبني فوق ما بناه وصولاً إلى هذه الحالة شبه المستقرة لنقابة الفنانين، حيث إن هناك استقراراً للحالة النقابية على مستوى النقابات العربية، لذلك كان لابد أن نخلق هذا الجو لنعيد النبض الإنساني والأخلاق للعلاقة بين أعضاء النقابة».
وتابع غازي حديثه: «عندما استقبلنا الكبير دريد لحام صرح بأنه لم يدخل النقابة منذ خمسة وعشرين عاماً، كرّمنا أيضاً أمين الخياط، وزيارة الفنانين في منازلهم هذه مؤشرات إلى أننا نرغب في أن نكون أسرة واحدة في النقابة فهي بيت الجميع، ونحن موجودون على رأس العمل الإداري في النقابة لكي نكون خدماً ولسنا بأسياد».
وكشف غازي عن أن: «فضة ترأس النقابة على دورتين قدم خلالهما إنجازات، حيث كان رائداً في الإدارة، ولديه جوانب إنسانية وجوانب من النبل، والمثل والأخلاق، وتميزت فترة توليه بمناخات هادئة واستقرار والبعد عن الفوضى على صعيد التعامل بين الإدارات والأعضاء أو بين الأعضاء فيما بينهم، وإذا صح التعبير نقول إنه كان إطفائياً جيداً للحرائق التي يتعمدها البعض لأنه شخص مسالم يميل إلى الاستقرار».
وتأتي هذه المبادرة بدعوة من النقيب الحالي الفنان محسن غازي بهدف إطلاع الفنانين الرواد والمخضرمين على آليات عمل النقابة الحالية بعدما قطعت أشواطاً باتجاه النهوض بالحراك الفني السوري والاستفادة من خبرة هؤلاء ليكون لكل فنان مساهمة في تطور النقابة.
شَغلَ «أسعد فضة» عدة مناصب، حيث كان مديراً للمسرح القومي الذي لا يزال لليوم المسرح الأهم في «سورية» عام 1967، وفي عام 1968 ترأس «المركز الدولي للمسرح» في «سورية»، وأصبح نقيباً للفنانين السوريين لفترتين مدة كل منهما 4 سنوات.
تقلد «فضة» منصب مدير المسارح والموسيقا التابعة لـ «وزارة الثقافة»، وتبوأ منصب المدير لأهم ثلاثة مهرجانات سنوية في «سورية» هي «مهرجان المحبة» في «اللاذقية»، مهرجان» بصرى الدولي» في «درعا»، مهرجان «دمشق المسرحي»، كما تم تكريمه عام 2006 بإطلاق اسمه على صالة «المسرح القومي» في «اللاذقية».