أين تقف الجامعات السورية ضمن التصنيف العالمي للجامعات؟ … 3 جامعات سورية تتقدم وأخرى «تنتكس»! … التعليم العالي: تقديم الدعم المادي والتقاني للطلاب وتشجيع النشر الخارجي في المجلات المعتمدة
| فادي بك الشريف
حتى الآن لم تجد التصريحات السابقة للمعنيين في التعليم العالي ضالتها بتحسن تصنيف جامعة دمشق لما دون الـ3 آلاف نقطة ضمن موقـع الـ«webmetrics لعـام 2022» الخاص بترتيب الجامعات على المستويين العالمي والمحلي.
جامعة دمشق حافظت على مركزها الأول بين الجامعات السورية بواقع 3628 نقطة، مقارنة مع 3309 نقاط في الترتيب السابق الصادر خلال الشهر الثاني من هذا العام.
فيما حلت جامعة تشرين في المرتبة الثانية بواقع 4119 نقطة بتحسن بواقع النقاط عن التصنيف السابق الذي حصلت فيه على 4537 نقطة.
هذا وتقدمت جامعة حلب إلى المرتبة الثالثة بواقع 4936 نقطة مقارنة مع الترتيب السابق الذي حلت فيه المركز الرابع، فيما تراجع معهد العلوم التطبيقية والتكنولوجيا بدمشق مرتبة واحدة ليحل المركز الرابع بواقع 4999 نقطة.
فيما تقدمت جامعة البعث إلى المرتبة الخامسة بواقع 5358 نقطة، هذا وجاءت الجامعة العربية الدولية في المركز السادس بواقع 5802 نقطة، بتراجع مرتبة عن الترتيب السابق.
وجاءت جامعة حماة في المرتبة الثانية عشرة بواقع 8480 نقطة بتراجع مرتبة عن التصنيف السابق، فيما تحسن تصنيف جامعة طرطوس إلى المرتبة الرابعة عشرة بواقع 9962 مقارنة مع التصنيف السابق الذي حلت فيه في المرتبة الحادية والعشرين، أما جامعة الفرات فتراجعت إلى المركز العشرين بواقع 17419 نقطة، مقارنة مع ترتيبها الخامس عشر في التصنيف السابق.
وبحسب معلومات وزارة التعليم العالي، فإنه يتم العمل على خطة لتحسين التصنيف الجامعي من خلال دعم الأبحاث العلمية والنشر الخارجي ضمن مجلات معتمدة، مع التأكيد على اعتماد منهج عالمي ما يرفع من تصنيف الجامعة، ناهيك عن دعم الوزارة والجامعات للطلاب مادياً، وتقديم كل الدعم التقني.
هذا وتعمل الوزارة على أكثر من اتجاه يتضمن جودة الجامعات وجودة المناهج التعليمية والجوانب التطبيقية والعملي والنشر العلمي، بما يشمل الجامعات الحكومية والخاصة.
من جانبه أكد الباحث المتخصص والمحاضر في جامعة تشرين الدكتور مهند فائز نصرة لـ«الوطن» أن سمعة الجامعة تعتبر من أهم المعايير التي تسهم في رفع تصنيف الجامعات ضمن التصنيفات الدولية الأساسية (التايم وQs وشنغهاي).
وأضاف: تأخذ السمعة الأكاديمية والعلمية للجامعة 20 بالمئة من قيمة هذا التصنيف إضافة إلى معايير فرعية على رأسها سمعة خريج الجامعة وإنجازاته وحضوره في سوق العمل وفيما إذا حصل أحد خريجي الجامعة على جائزة نوبل.. إلخ.
وقال: تأتي النسب الأخرى الداخلة في التصنيف تباعاً من حيث الأهمية كـ«النشر العلمي في المجلات العلمية الكبرى وعدد الاستشهادات العلمية بالأبحاث التي نشرت باسم الجامعة أو باسم أساتذة وباحثي وطلاب الدراسات العليا».
كما لفت نصرة إلى ضرورة افتتاح اختصاصات للدراسات العليا في الجامعات، طالما توافرت الشروط الضرورية لذلك كالمخابر والأساتذة والخبرات العلمية اللازمة لذلك.
وأضاف: كما نلاحظ من التصنيف الذي صدر أن هناك جامعات سورية حكومية كجامعه تشرين وجامعه دمشق حافظت على موقعها في هذا التصنيف العالمي، في حين أحرزت جامعات أخرى كجامعة حلب تقدماً جيداً لتحل في المرتبة الثالثة، وجامعة البعث لتحل في المركز الخامس في حين تراجعت بعض الجامعات الحكومية والخاصة عن التصنيف السابق.
وقال: لابد من تشجيع الجامعات التي تمتلك المقدرة والنية اللازمة لتأخذ مكانةً عربيةً ودوليةً في المستقبل الأمر عبر تشجيع الأساتذة على النشر وافتتاح الدراسات العليا وتقديم مكافآت مادية مجزية لأصحاب النشر الخارجي.
كما نوه بضرورة لاهتمام بسمعه الجامعات وسمعه الخريجين وحضور الجامعات على (غوغل والموقع الرسمي وصفحات التواصل) الأمر الذي سينعكس بشكل كبير على سمعة المنظومة التعليمية السورية بشكل عام.
ويشار إلى ان تصنيف «ويب ماتريكس» يعمل على ترتيب الجامعات بناءً على مؤشرات تستخرج من المواقع الإلكترونية، ويعتمد على جودة التدريس ونتائج البحوث والمكانة الدولية للجامعة ومدى التواصل مع المجتمع والاستجابة لأهم المعايير ومتطلبات البحث العلمي، بما في ذلك التواصل مع مختلف القطاعات.
في سياق متصل، صدر التصنيف الألماني «إيديو رانك edurank» للجامعات العالمية الذي يعتمد على قاعدة بيانات مايكروسوفت البحثية الرصينة التي تتبع لشركة مايكروسوفت Microsoft المعروفة وتصدرت جامعة دمشق هذا التصنيف على بقية الجامعات السورية.
وأكد عضو الهيئة التدريسية المهتم بشؤون تصنيف الجامعات بدمشق الدكتور مروان الراعي، أن الجامعة احتلت عالمياً المركز 3571 من أصل 14131 جامعة ضمن هذا التصنيف، والمركز الأول من أصل 28 جامعة أو مركز تعليمي سوري، وآسيوياً المركز 1173 من أصل 5830.
وبحسب بيان صادر عن الجامعة، فإن هذا التصنيف يعتمد على ثلاث نواح أساسية في تصنيف الجامعات والمراكز التعليمية العليا، وهي الأكاديمية البحثية ويأخذ بعين الاعتبار عدد الاستشهادات، وعدد الأبحاث المنشورة في القاعدة والفترة الزمنية للنشر (يأخذ التصنيف نسبة 45 بالمئة من هذه الناحية)، إضافة إلى الناحية اللا-أكاديمية التي تعتمد على التفاعل المجتمعي والطلابي بالإضافة لجودة التعليم في المركز التعليمي العالي (يأخذ التصنيف 45 بالمئة من هذه الناحية)، إضافة إلى ناحية خريجي الجامعة ومدى تفاعل العالم الخارجي مع الصفحات الموسوعية المرتبطة بأهم الشخصيات من خريجي جامعة دمشق، سواء أكانوا باحثين، شعراء، أدباء، شخصيات سياسية معروفة. ويأخذ التصنيف نسبة 10 بالمئة في هذه الناحية.
هذا ويعطي التصنيف، مؤشراً حول التكلفة المعيشية للطالب في الجامعة أو المركز التعليمي العالي، وهو ما ستتابعونه في منشور لاحق.
وبحسب الراعي فإن جامعة تشرين جاءت في المركز 5090 عالمياً مستفيدة من الناحية الأكاديمية، وجامعة حلب في المركز 5542 مستفيدة من الناحية اللا-أكاديمية، وجامعة البعث في المركز 7648 عالمياً مستفيدة من الناحية اللا-أكاديمية، والجامعة العربية الدولية الخاصة في المركز 7648 عالمياً وهي أول جامعة خاصة سورية ضمن التصنيف، مستفيدة من الناحية اللا-أكاديمية.
تلتها بقية الجامعات السورية الأخرى لتكون جامعة طرطوس في المرتبة الأخيرة من الجامعات الحكومية، وجامعة الرشيد الخاصة في المرتبة الأخيرة على مستوى سورية.