بمشاركة 12 دولة عربية.. المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يعقد دورته في دمشق … القادري: علينا مقاربة التحديات التي تواجه العمال العرب .. الوزير سيف الدين: الحكومة لم تدخر جهداً لتوطيد حقوق العمال وتحقيق المزيد من المكتسبات لهم
| محمود الصالح - تصوير: طارق السعدوني
بمشاركة ١٢ دولة عربية افتتحت أمس في مجمع صحارى في دمشق أعمال المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، وذلك بحضور أكثر من خمسين ممثلاً لنقابات العمال العرب.
وأدان المجلس في البيان الختامي لدورته العادية الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب السوري وخاصة قصف مطار دمشق الدولي والعديد من المنشآت السورية ومواصلته احتلال الجولان السوري.
وطالب البيان الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالعمل على إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني وإيقاف بناء المستوطنات وإزالة جدار الفصل العنصري ووقف جميع الأعمال لتغيير ديموغرافية وجغرافية مدينة القدس المحتلة.
ودعا إلى فضح ممارسات قوات الاحتلال الصهيونية العنصرية وانتهاكها لحقوق الإنسان ومحاولة فرض القانون الصهيوني على المواطنين العرب السوريين في الجولان السوري المحتل والاعتداءات التركية على أراضي الجمهورية العربية السورية.
وخلال افتتاح المؤتمر تحدث الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب جمال القادري بكلمة قال فيها: إن المجلس يجتمع ليناقش الواقع النقابي العربي والتحديات والمعوقات التي تعترض عمله من خلال الحوار البنّاء في اجتراح الحلول وتقديم المقترحات التي من شأنها النهوض بواقع التنظيم النقابي والعمالي في خضم هذه المتغيرات الهائلة التي تعصف بالمنطقة والعالم.
وبيّن أن ما مرت به سورية خلال العشرية الأخيرة.. وما واجهته من إرهاب وحصار وتدخلات وحالة الصمود الأسطوري التي حققته.. والانتصار الذي تحقق بحكمة قائدها الرئيس بشار الأسد… وبسالة جيشها العربي السوري… وصمود شعبها الأبي المؤمن بوطنه وقضيته… والسعي الحثيث اليوم وعلى كل المستويات لإعادة الإعمار.. ومسح آثار هذه الحرب…. يثبت أن لا مستحيل إذا توافرت الإرادة والتصميم.. ويشكل درساً في انتصار إرادة الشعوب مهما بلغت التحديات المقابلة ومهما بلغ حجم الاستهداف والقوى المتدخلة فيه.
ودعا في الوقت نفسه إلى مقاربة التحديات التي تواجه العمال العرب في كل أقطارهم ونشدد على أهمية تعزيز حضور المنظمات النقابية العربية في أوساط جماهيرها ومحاكاة قضاياهم وتحقيق تطلعاتهم.
وزير الشؤون الاجتماعية والعمل محمد سيف الدين قال: على الرغم من كل تلك التحديات والصعوبات والعقوبات لم تدخر الحكومة السورية جهداً لتوطيد حقوق العمال وتحقيق المزيد من المكتسبات لهذه الطبقة التي تعتبر جزءاً من صمود ونصر سورية ومن ضمن الجهود التي يتم بذلها تطوير البيئة التشريعية الناظمة لسوق العمل بالتشاور مع ممثلي العمال وأصحاب العمل ضمن إطار مجلس الحوار الاجتماعي ثلاثي الأطراف.
وبيّن سيف الدين أن تطوير التشريعات ولاسيما التشريعات العمالية هو أولوية بالنسبة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ويتم ضمن هذا الإطار العمل على جميع محاور التشريعات بالشقين العمل والشأن الاجتماعي بشكل حثيث وبالتنسيق مع جميع الجهات ذات الصلة ووفق الأطر اللازمة لتطوير البيئة التشريعية الخاصة بمجال عمل الوزارة.
وأشار إلى أن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يعتبر من أهم المنظمات العمالية العربية والذي يشكل الإطار الذي يعبر عن وحدة مصير وكفاح الطبقة العاملة العربية ويمثل ما يزيد على 100 مليون عامل عربي على امتداد الوطن العربي.
يوسف: نؤكد تضامننا مع عمال وشعب سورية في مواجهة الإرهاب والحصار
وجاء في كلمة رئيس المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ألقاها يعقوب يوسف محمد حسين أن اجتماع المجلس المركزي اليوم يأتي في ظل تحديات كبيرة يواجهها العمال العرب، وتمر بها منطقتنا العربية بشكل عام، وهو ما يستدعي أهمية تعزيز العمل النقابي العربي وتوحيد الجهود والرؤى لمواجهة تلك التحديات والاستمرار بالدفاع عن حقوق ومكتسبات العمال العرب…. وتعزيز دور اتحادنا في مختلف المجالات التي تهم عمالنا… على الصعيدين الوطني والطبقي.
وقال: ونحن نجتمع اليوم على أرض سورية الحبيبة مرة جديدة نوجه التحية إلى سورية قيادة وحكومة وشعباً… ونؤكد نحن العمال العرب تضامننا المطلق مع عمال وشعب سورية في مواجهة الإرهاب والتدخلات الإمبريالية وسياسات الحصار والتجويع التي تفرضها دول بعينها لتحقيق أجندات سياسية. ونحيي الشعب العربي السوري بكل فئاته وعمال سورية في المقدمة على صمودهم في وجه الاستهداف الذي طالهم والإرهاب الذي عصف بسورية وإصرارهم على إعادة الإعمار.
رشدية: ندعو لرفع الظلم والحصار الجائر المفروض على سورية
أما كلمة مدير منظمة العمل العربية كانت بلسان رانيا رشدية قالت فيها: إن منظمات العمال هي المحرك الرئيس للنشاط النقابي، ونتمنى أن نحقق في هذا المجلس مافيه مصلحة الطبقة العاملة، وأضافت رشدية: إن وجود هذه الكوكبة من ممثلي العمال العرب في سورية قلعة الصمود والتصدي هو دعم لنضال عمال سورية على مدى عشر سنوات، ونحن الآن نعتقد بوجود بارقة أمل لعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، ورفع الظلم والحصار الجائر المفروض على سورية، وأكدت دعم منظمات العمل العربي لنضال الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني بكل الأشكال.
الأمين العام لاتحاد عمال مصر عيد عبد الفتاح السيد مرسال قال لـ«الوطن»: إن ممثلي عمال مصر لم ينقطعوا عن زيارة سورية خلال الأزمة، وفي كل عام نشهد تطورا لمصلحة هذه البلاد الطيبة، وأكد دعم عمال مصر لسورية شعباً وقيادة في جميع المجالات وخاصة في حربها ضد الإرهاب، وأضاف: إن اتحاد عمال مصر بما يملك من علاقات دولية يقوم الآن بجهود فعالة في محاولة فك الحصار عن سورية.
رئيس اتحاد نقابات عمال الأردن عزام صمادي قال: نحن سعداء في هذا اللقاء على أرض سورية قلب العروبة النابض وبلد البطولة والفداء، بعد هذه المؤامرة الكونية التي تتعرض لها، ونأمل أن يقوم النقابيون العرب بدور إيجابي كبير من خلال توحيد كلمتهم بما يحقق مصلحة جميع العمال العرب، ومواجهة هذه الهجمة الكونية التي تتعرض لها الأمة العربية، وأضاف صمادي: إن عمال الأردن وشعبها يسعون بكل ما يكنونه من محبة واحترام لسورية وشعبها لفك الحصار عن هذا البلد العظيم لأنه يشكل رئة الأردن التي يتنفس من خلالها، وأي حصار على سورية هو حصار على الأردن، ونحن معنيون بالعمل على فكه وإدانة كل أنواع الحصار السياسي والاقتصادي على سورية.
الأمين العام المساعد لعمال البحرين أسامة سلمان حسن محمد أكد أن هذه المشاركة على أرض سورية الغالية في ظل المتغيرات العالمية والعربية تؤكد ضرورة توحيد الصف العربي وتحقيق وحدة العمال العرب، ونعمل الآن على وضع خريطة طريق للسير عليها لإعادة اللحمة إلى العمل العربي المشترك، ونحن نعمل في إطار الاتحاد الدولي للعمال العرب على لم الشمل إلى الاتحادات العربية التي تركت العمل المشترك وإعادة الجميع تحت مظلة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب.
الأمين العام المساعد لعمال موريتانيا يعقوب عاشور قال: انعقاد المجلس في سورية يشكل رسالة للعالم أن هذا البلد رغم كل محاولات تدميره وتفتيته وشيطنته، فهو مازال قوياً ويتطور في كل يوم نحو الأفضل، وهو ماضٍ في طريقه لتحقيق الانتصار الكامل، ورسالتنا إلى العالم أننا كعمال عرب لم ولن نترك سورية وحدها لأن المعركة فيها هي معركة الجميع والتحدي لها هو تحد للجميع وسننتصر في هذه المعركة.
الأمين العام لاتحاد عمال السودان سر الختم الأمين عبد القادر محمد قال: مشاركتنا في هذا المجلس على أرض سورية الحبيبة تجسيد للدور التاريخي للحركة العمالية في السودان في العمل العربي المشترك، حيث أن اتحاد عمال السودان هو الممثل الشرعي لجميع عمال السودان، ويأتي في إطار التضامن والترابط بين جميع أطراف الحركة العمالية العربية مناصرة ودعماً للإخوة في سورية الصمود لأنها كانت وستبقى رمزاً للصمود العربي، وهي تتعرض الآن لهذا الاستهداف الكبير، ونعلن تضامننا في السودان مع سورية في محاربتها للإرهاب.