كشف العراق رسمياً أمس عن تسلمه 50 مسلحاً من تنظيم داعش الإرهابي أغلبهم متزعمون خطرون في التنظيم من الجانب السوري، وأكد أن العائلات العائدة من «مخيم الهول» بريف الحسكة الجنوبي الشرقي الذي تديره ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» يتم تدقيقها أمنياً قبل نقلها إلى أراضيه.
عملية الاستلام كشف عنها المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية اللواء تحسين الخفاجي الذي قال في تصريح نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع): إن «هذه العملية تمت بعد تعاون كبير من قوات سورية الديمقراطية»، لافتاً إلى أن «هؤلاء الإرهابيين مطلوبون للقوات الأمنية».
وأوضح الخفاجي، أن «عملية تسلم الإرهابيين كان مخططاً لها منذ وقت بعيد وهي نتيجة الاتصالات والعمل المشترك»، مبيناً أن «البعض من هؤلاء الإرهابيين هم مجرمون خطرون ومتزعمون في داعش ومسؤولون عن الكثير من العمليات الإرهابية».
وفي وقت سابق من يوم أمس، أعلنت خلية الإعلام الأمني التابعة لقيادة العمليات المشتركة في بيان، استلام الـــــ50 إرهابياً من الجانب السوري.
وذكرت الخلية، أنه من خلال التنسيق والتعاون المشترك، تسلمت قيادة العمليات المشتركة 50 إرهابياً من مسلحي تنظيم داعش من الذين يحملون الجنسية العراقية بعد أن تم القبض عليهم داخل الأراضي السورية، لافتاً إلى أن عملية استلام هؤلاء الإرهابيين تمت عبر منفذ ربيعة الحدودي.
ويقابل معبر ربيعة العراقي معبر اليعربية على الجانب السوري الذي يخضع لسيطرة ميليشيات «قسد».
وأوضح البيان، أن «وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية العراقية استلمت الإرهابيين لغرض إكمال الإجراءات اللازمة بحقهم»، مشيراً إلى أن قيادة العمليات المشتركة مستمرة في متابعة التنظيمات الإرهابية المنهزمة في داخل البلاد وخارجها لحين القصاص العادل منهم.
وأول من أمس، أشارت مصادر إعلامية معارضة، إلى أن الحكومة العراقية تسلمت نحو 50 إرهابياً من متزعمي داعش ومسلحيه، كانوا معتقلين لدى ميليشيات «قسد»، وتم نقلهم إلى العراق.
وسبق أن أعلنت السلطات العراقية مطلع حزيران الماضي، تسلمها 50 مسلحاً داعشياً من ميليشيات «قسد». وقال مصدر عسكري رفيع حينها: إن «هناك 3500 معتقل عراقي في سجون قوات سورية الديمقراطية».
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية عباس جهانكيز في تصريح له: إن «العائلات في «مخيم الهول» يتم تدقيقها أمنياً قبل نقلها (إلى مخيم الجدعة العراقي) وفي حالة وجود أي مؤشر أمني ضد أي عائلة يتم اعتقالها»، مبيناً أن الأخبار التي يتم تداولها عن نقل العوائل التي تشكل خطراً على أمن الدولة مبالغ فيها».
وأوضح أن أكثر العائلات التي يتم نقلها هم نساء وشيوخ كبار بعد أن يتم تدقيقهم أمنياً وهم تحت مراقبة ومتابعة الأجهزة الأمنية في المخيم وحتى بعد خروجهم يتم التنسيق مع مناطق عودتهم ومتابعتهم من الجهات الأمنية في تلك المناطق، لافتاً إلى أنه «في حال وجود مشكلة أو عائق أمني أو اجتماعي تتم معالجته قبل إعادتهم إلى مناطقهم».
والأربعاء الماضي، قال جهانكيز: إنه «من المقرر نقل 500 عائلة من «مخيم الهول» هذا العام على شكل دفعات، إلى «مخيم الجدعة» جنوب مدينة الموصل»، في حين تسلمت الحكومة العراقية في اليوم التالي أكثر من 150 عائلة، على أن يتم نقل العائلات المتبقية حتى نهاية العام الحالي.
واليوم نفسه، ذكرت المصادر، أن ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تسيطر عليها ميليشيات «قسد»، سلمت الحكومة العراقية أكثر من «620 شخصاً من أفراد عائلات تنظيم داعش ممن كانوا محتجزين داخل «مخيم الهول» بموجب تنسيق مشترك بين «إدارة المخيم» والحكومة العراقية، لافتة إلى أن هذه الدفعة هي الرابعة التي تغادر المخيم منذ مطلع العام.
وأوضح مسؤول في «الإدارة الذاتية» الكردية رفض الكشف عن اسمه في تصريح نقلته وكالة «فرانس برس» أن هؤلاء يشكلون أفراد 150 عائلة، وقد غادروا المخيم، الخميس الماضي، وبينهم نساء وأطفال ورجال، بعضهم مرضى.
وتحتجز «قسد» في مخيماتها وسجونها شمال شرق البلاد، إضافة إلى نازحين سوريين وعراقيين، آلافاً من مسلحي تنظيم داعش وعائلاتهم بينهم الكثير من الأجانب الذين ترفض بلدانهم الأصلية استعادتهم خوفاً من أن يرتد عليها إرهابهم، بعدما قدمت تلك الدول الدعم لهم في سورية.