سورية

الخارجية أكدت أن باريس تتحمل مسؤولية أساسية في سفك الدم السوري … المقداد: تدخلات فرنسا في مالي محاولة جديدة للاحتلال وإعادة سيطرتها على إفريقيا

| وكالات

بينما شدد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد على ضرورة وقوف سورية ومالي صفاً واحداً في مواجهة قوى الاستعمار القديم والجديد، وأن التدخلات الفرنسية في مالي محاولة جديدة للاحتلال وإعادة لهيمنتها وسيطرتها على دول الاتحاد الإفريقي، أكدت الخارجية في بيان مستقل أن الحكومة الفرنسية دأبت في سياق شراكتها الكاملة في دعم الإرهاب على ترويج الأكاذيب وتضليل الرأي العام في ما يخص الأوضاع في سورية، وتتحمل مسؤولية أساسية في سفك الدم السوري والجرائم التي ارتكبت بحقه.

ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر رسمي مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين قوله: «إنه لم يكن مستغرباً البيان الصادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مؤخراً بخصوص مقاطع فيديو مفبركة مجهولة المصدر، وتفتقد بالتالي لأدنى درجات الصدقية وهي بالتأكيد تكرار للكثير من المواد التي انتشرت والتي تعتبر من أكثر الأدوات تضليلاً والتي استخدمت في العدوان على سورية».

وأكد المصدر، أن الحكومة الفرنسية من خلال انخراطها الكامل في دعمها اللامحدود للإرهاب في الحرب على سورية تتحمل مسؤولية أساسية في سفك الدم السوري والجرائم التي ارتكبت بحق السوريين والتي تصل إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وتستوجب المساءلة السياسية والقانونية.

واعتبر، «أنه لمن السخرية بمكان أن تتنطح الحكومة الفرنسية للدفاع عن حقوق الإنسان وتاريخها زاخر بالجرائم التي ارتكبت في أماكن كثيرة من العالم والتي لن تستطيع اعترافات واعتذارات الدولة الفرنسية محو هذا العار في تاريخها الأسود أو إعفاءها من المسؤولية وهي بالتالي غير مؤهلة وآخر من يحق له الحديث عن قيم العدل والقانون الدولي».

وختم المصدر: إن فرنسا والتي ارتضت لنفسها أن تكون تابعاً ذليلاً للسياسات الأميركية وتفتقد لأدنى درجات الاستقلالية في سياساتها عليها أن تدرك جيداً أن عهد الانتداب والوصاية على الآخرين أصبح في مزابل التاريخ وأن العالم لم يعد يخدع بالقيم الكاذبة للديمقراطيات الزائفة التي تترنح وتتهاوى وهي تشهد بداية نشوء نظام عالمي جديد يعري كذب ونفاق وجرائم الغرب الاستعماري للإبقاء على هيمنته على مقدرات الشعوب ومصادرة خياراتها الوطنية».

وفي وقت لاحق أمس تسلم وزير الخارجية والمغتربين أوراق اعتماد بوبكار دياللو سفيراً مفوضاً وفوق العادة غير مقيم لجمهورية مالي لدى سورية.

وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين الصديقين.

ورحب المقداد بتعيين دياللو سفيراً لمالي لدى سورية متمنياً له التوفيق والنجاح في أداء مهامه في تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين، مؤكداً حرص سورية على أفضل العلاقات مع مالي خاصةً ودول الاتحاد الإفريقي عامةً.

ولفت إلى ضرورة الوقوف صفاً واحداً في مواجهة قوى الاستعمار القديم والجديد وأن التحديات التي تواجهها مالي شبيهة بالتحديات التي تواجهها سورية وخاصة لجهة الإجراءات القسرية أحادية الجانب اللاشرعية المفروضة عليهما بسبب تمسك شعبيهما بسيادة البلدين واستقلال قرارهما.

وأدان المقداد التدخلات الفرنسية في مالي ووصفها بأنها محاولة جديدة للاحتلال وإعادة لهيمنتها وسيطرتها على دول الاتحاد الإفريقي، وقال: إن فرنسا دعمت الإرهاب والإرهابيين في سورية بالمال والسلاح وشجعت الانفصاليين وأن التدخل الفرنسي في الشؤون الداخلية لسورية ومالي يجب أن يتوقف.

بدوره، أعرب دياللو عن سعادته بتعيينه سفيراً غير مقيم لبلاده في دمشق، مؤكداً حرص مالي على تعزيز علاقاتها مع سورية وتطوير التعاون المشترك معها في المجالات كافة.

وأكد وقوف مالي إلى جانب سورية في حربها على الإرهاب وأن ما تقوم به هو من أجل المنطقة والعالم برمته، وعبر عن سعادته من أن نهج الرئيس بشار الأسد في دعم استقلال ومواقف دول الاتحاد الإفريقي لم يتوقف.

حضر اللقاء من الجانــب السوري مدير إدارة الاتصال والمراسـم غسان عبيد، ومديــر إدارة الدعــم التنفيــذي عبد اللــه حــلاق، ومدير إدارة الشؤون القانونية والميــاه الدولية رامز الراعي، ووسام النحّاس من مكتب الوزير. ومن الجانب المالي القنصل الفخري لجمهوريــة مالي في ســورية أمل غــازي والمستشارة فاتوماتا ديكو.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن