عربي ودولي

إيران تحذر تركيا وتصف تدخلها العسكري في العراق بـ«الخاطئ» وأنه «يكشف عن جانب من الأيدي الخفية الداعمة للإرهابيين» … قوى سياسية وكتل برلمانية عراقية: دخول قوات تركية لأرضنا غزو وعدوان فاضح تم بإيعاز أميركي ونطالب بالرد الفوري

وصفت طهران التدخل العسكري التركي في العراق بالإجراء الخاطئ الذي يتعارض مع أمن المنطقة، معتبرة أن التحركات التركية الأخيرة تكشف عن جانب من الأيدي الخفية الداعمة للإرهابيين.
واعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان دخول القوات التركية إلى العراق إجراء خاطئاً يتعارض مع أمن المنطقة ويؤدي إلى تعزيز الفوضى والاضطراب فيها.
وقال عبد اللهيان في تصريح صحفي «إن مكافحة داعش بحاجة إلى استئذان الحكومة العراقية والتنسيق الكامل معها».
وبموقف أكثر حدة عبر عنه رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني رأى فيه أن التدخل التركي أياً كان عنوانه «محاولة أخرى لتغطية النشاطات الإرهابية في الموصل»، مضيفاً إن التحركات التركية الأخيرة تكشف عن جانب من الأيدي الخفية الداعمة للإرهابيين. وقال رئيس البرلمان الإيراني: «إن سبب الإرهاب الذي تعاني منه المنطقة دسائس الأنظمة الديكتاتورية ومواجهته تتطلب التخلي عن روحية الهيمنة وعدم دعم الديكتاتوريات».
وكان علي أكبر ولايتي مستشار المرشد علي خامنئي انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خلفية تصريحات قال فيها إنه حذر في اتصال مع الرئيس الإيراني حسن روحاني طهران من مواكبة اتهامات موسكو لأنقرة بشرائها نفط داعش. وقال ولايتي معلقاً: «على كل شخص أن يعرف حجمه حين يتحدث».
إلى ذلك وبدورها نددت قوى سياسية وكتل برلمانية عراقية بشدة بدخول قوات النظام التركي إلى الأراضي العراقية وعدته غزواً صارخاً وعدواناً فاضحاً تم بإيعاز أميركي وطالبت بالرد الفوري وإخراج القوات الغازية من محافظة نينوى العراقية.
ودعا رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية حاكم الزاملي قيادة القوات المسلحة العراقية إلى إصدار أوامرها إلى قيادة القوة الجوية وطيران الجيش العراقي لضرب «قوات النظام التركي في حال رفضها الخروج من الأراضي العراقية». وبدوره استنكر المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في بيان دخول قوات النظام التركي إلى ناحيتي زيلكان وبعشيقة الواقعتين في أطراف مدينة الموصل مركز محافظة نينوى.
وقال المجلس: «نعلن وبوضوح استنكارنا ورفضنا القاطع لمثل هذه التدخلات السافرة ونعدها خرقا لسيادة العراق واستخفافا بقواعد حسن الجوار في وقت يخوض فيه العراق حرباً ضد عصابات «داعش» التكفيرية المتوحشة ويقف على مشارف نصر كبير هو نصر لجميع دول المنطقة والعالم الذي يواجه خطر الإرهاب».
وأشار المجلس إلى أن العراق أكد مراراً أن أي تعاون إقليمي أو دولي في مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي يجب أن يركز على تقديم العون التسليحي للعراق من جهة ومنع وتقويض الإسناد اللوجستي والإعلامي والتسليحي للإرهاب وأذنابه من جهة أخرى.
من جانبه أشار نائب رئيس الوزراء العراقي السابق بهاء الأعرجي إلى أن «دخول هذه القوات لا يمكن أن يكون من دون إيعاز من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية والذي تقف تركيا موقف الداعم له والمدافع عن سياساته ولاسيما بعد العمليات العسكرية الروسية في المنطقة» مطالباً «لا بد للعراق أن يحسم أمره بأن يكون مع التحالف الدولي أو مع روسيا». إلى ذلك شددت جبهة الأحزاب والحركات القومية في العراق على أن دخول قوات النظام التركي إلى الأراضي العراقية يمثل عدواناً صارخاً وغزواً فاضحاً.
وقال عبد الرضا الحميد الناطق الرسمي باسم الجبهة في تصريح: «إن الأحزاب والحركات القومية العربية في العراق تدرك جيداً أن هذه الجريمة تأتي في سياق مؤامرة أميركية خليجية تركية غربية ترمي إلى التأثير على الانتصارات التي تحققها القوات العراقية في محافظة الأنبار ومحاولة مكشوفة لخلق أزمة جديدة تعطل تحرير مدينتي الرمادي والفلوجة.
بدوره طالب ائتلاف الوطنية برئاسة إياد علاوي في تصريحات مماثلة الحكومة العراقية بردع التدخل التركي لانتهاكه سيادة البلاد وعرض المشكلة على مجلس الأمن الدولي.
ومن جهته أكد النائب عن التحالف الوطني العراقي موفق الربيعي أن العراق يحتفظ بحق الرد الدبلوماسي والأمني على الخرق التركي لسيادته عبر إدخال قوات تركية إلى الموصل.
وكانت وزارة الخارجية العراقية استدعت السبت سفير النظام التركي في بغداد وسلمته مذكرة احتجاج بشأن انتهاك القوات التركية للأراضي العراقية.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد جمال في بيان: إن «دخول قوات تركية إلى الأراضي العراق دون علم الحكومة المركزية في بغداد يعتبر خرقاً وانتهاكاً لسيادة البلد وتجاوزاً لمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل، حيث إن العراق يعتبر وجود أي قوات عسكرية داخل أراضيه ودون علم حكومته عملاً معادياً، موضحاً أن وزارة الخارجية العراقية ستتحرك باتجاه المجتمع الدولي لإيقاف انتهاك النظام التركي لسيادة العراق وعدم احترامه لحدوده.
(الميادين – سانا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن