سورية

«التحالف الدولي» لـ«المعارضة» السورية: دولة مستقلة مقابل إنهاء الاتفاق مع تركيا!

| وكالات

في وقت تجدد الاقتتال فيه بين مرتزقة النظام التركي في شمال شرق البلاد، دخل «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا على خط تصريحات وزير خارجية هذا النظام مولود تشاووش أوغلو بشأن تقارب بلاده مع دمشق، وطلب مما تسمى «المعارضة» إنهاء اتفاقها مع النظام التركي مقابل منحها ثلاث محافظات سورية!
وكشفت صحيفة «تركيا» المقربة من حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بتقرير نقلته وكالة «أوقات الشام» للأنباء أمس عن أن الدول الغربية اتخذت إجراءات لتعميق ما سمتها «الفوضى» في سورية.
وأوضحت الصحيفة، أن دول «التحالف الدولي» الذي تقودة أميركا بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي اتصلت بـ«المعارضة السورية»، وأخبرتها أن النظام التركي سيبيعكم، ووعدتها في حال تخليها عن هذا النظام والاتفاق مع «التحالف»، فإنها ستمنحها محافظات «إدلب وحلب وحماة» لتكون لها دولة مستقلة.
ونقلت الصحيفة عن متزعم «مجموعة كبيرة» من مرتزقة النظام التركي حضر الاجتماع مع «التحالف الدولي» قوله: إن «دولاً في التحالف قالوا لنا إننا سنمنحكم إدلب وحماة وحلب».
وأضافت دول التحالف حسب المتزعم إنه «وفي حال رغبـوا مستقبلاً بالاتحاد مع مناطق ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، فإن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءهـا سـيقدمون لهم كل أنـواع الدعـم، كما سـيقدمون الدعم للحصول على «الشرعية الدولية»!
وذكرت الصحيفة، أن عدة ميليشيات تابعة لما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي، حذرت من الانجرار وراء «ألاعيب المحرضين»، مشيرة إلى أن «هذه التقسيمات مفتعلة والهدف منها خلق الفوضى».
والخميس الماضي دعا تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي إلى ضرورة المصالحة بين المعارضة السورية ودمشق، وإلا فلن يكون هناك سلام دائم، وكشف محادثة قصيرة مع وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد في تشرين الأول الماضي، بالعاصمة الصربية بلغراد.
وقوبلت تلك التصريحات بردود فعل غاضبة تجاهها ممّا تسمى «المعارضة» السورية في مناطق سيطرتها التي رأت فيها بداية لبيعها في سوق المصالح التركية، كما شهدت المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة مرتزقة الاحتلال التركي، شمال سورية خروج تظاهرت احتجاجية ضد تلك التصريحات، حرق خلالها محتجون العلم التركي ورفعوا شعارات منددة بها.
وفي سياق تواصل ردود الأفعال على تلك التصريحات، أنزل نازحون في مخيمات باب السلامة وبلدة سجو على الحدود التركية شمال مدينة إعزاز بريف حلب، جميع الأعلام التركية من أبنية «الإدارة» في تلك المخيمات الواقعة ضمن مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموالية للاحتلال التركي، حسب ما نقلت وكالة «نورث برس» الكردية أمس عن مصدر وصفته بـ«الخاص».
جاءت تلك التطورات، في وقت اندلع فيه اقتتال بين مجموعتين من المسلحين الموالين للاحتلال التركي إحداهما من أبناء عشيرة العكيدات من جهة، والأخرى من ميليشيا «فرقة السلطان مراد» وسط الأحياء السكنية بمدينة رأس العين المحتلة في ريف الحسكة، وفق مصادر إعلامية معارضة ذكرت أن الاشتباكات استخدمت فيها قذائف آر بي جي وأسلحة ثقيلة ومتوسطة، ما تسبب بحالة من الرعب بين صفوف الأهالي، جراء استهداف منازلهم بطلقات نارية طائشة.
جاء ذلك على خلفية مقتل شخص من عشيرة العكيدات على يد مسلحين من «فرقة السلطان مراد»، بعد محاولتهم سرقة دراجته النارية وتم إطلاق النار عليه.
وتشهد المناطق التي تحتلها القوات التركية في شمال وشمال شرق سورية وتنتشر فيها أيضاً مرتزقتها، اقتتالاً مستمراً بين هؤلاء المرتزقة بسبب خلافات على المسروقات وطرق التهريب وبسط النفوذ، وسط حالات فلتان أمني وفوضى انتشار السلاح التي تسود تلك المناطق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن