«آرام» والخروج إلى الداخل … لوتس مسعود لـ«الوطن»: يتحدث عن فترة ما بعد الحرب وهي أشد خطورة
| هلا شكنتنا
«الخروج إلى الداخل» عنوان لفيلم سينمائي قصير يطرح الكثير من التساؤلات حول غرابة الاسم وفلسفته، وما الرسالة التي سوف يقوم بإيصالها الفيلم، حيث انتهت المخرجة الشابة «لوتس مسعود» قبل عدة أيام من تصوير فيلم «الخروج إلى الداخل» من تأليفها، ومن إنتاج المؤسسة العامة للسينما وبطولة كل من «يزن خليل» و«تيسير إدريس» و«أمير برازي» و«أمينة عباس»و «ريموندا عبود».
وفي تصريح لمخرجة الفيلم «لوتس مسعود» لـ «الوطن» أخبرتنا بأن قصة الفيلم تدور حول شخصية «آرام» الذي دخل إلى المصحة النفسية ضمن ظروف لا تكون واضحة بالنسبة للمشاهد في بداية الفيلم، حيث يسلط الفيلم الضوء على لحظة خروج «آرام» من المصحة النفسية، مبينة أن «آرام» عندما يخرج من المصحة بعد مرور أربع سنوات سوف يشعر بالصدمة بسبب الواقع المؤلم والأقسى مما كان يعيشه داخل المصحة.
اختلاف المفاهيم والمعطيات
كما أضافت «لوتس مسعود» أنه عندما يخرج البطل من المصحة النفسية سوف يلاحظ التغيرات والمفاهيم التي حدثت عند الناس، ليشعر «آرام» في لحظة من اللحظات بأن الحياة خارج المصحة النفسية أخطر بكثير من الحياة داخلها، وهذا هو سبب تسمية الفيلم بهذا الاسم حسب قولها.
بعد الخروج إلى المدينة
كما أوضحت مسعود بأن شخصية «آرام» أصبح لديه صدمة أكبر مما كان يعيشها، بالإضافة إلى الخلط بين المفاهيم والتشوش النفسي والفكري والروحي، وتأجج هذا التشوش من خلال صراعات كانت بلحظة من اللحظات سبب دخوله لهذه المصحة من الأساس وفق قولها.
االنتائج النفسية والفكرية
أما عن سبب غوصها في عرض النتائج النفسية والفكرية التي أفرزتها الأزمة السورية، أكدت المخرجة الشابة بأنها عندما تريد أن تكتب أي نص فني تفضل أن يكون متحدثاً بلسان الواقع، مبينة بأنها عندما قامت بكتابة مسرحيتها «كأنه مسرح» تحدثت عن الحرب بشكل صريح، أما مسرحيتها الثانية «هوى غربي» فكانت تتحدث عن خلاصة الحرب السورية ولكن بشكل يحمل نوعاً من الترميز، أما بالنسبة لفيلم «الخروج إلى الداخل»، فأكدت مسعود أن الفيلم يتحدث عن نتائج الحرب أو ما تسمى «فترة مابعد الحرب» والتي تعتبر أشد خطورة وقساوة لأن أخلاقيات المجتمع ضربت بالصميم من حيث المفاهيم البديهية التي كانت بالنسبة للجميع، كما أن بعض الأمور اختلفت آلية التعاطي معها، منوهة بأنها لا تعرف حقاً إذا كانت الحرب لها كل هذا التأثير أو كانت هذه الحرب هي الأداة لإزالة القناع الذي كنا نتخيله قبل الحرب.
الحرب قامت بتعرية الجميع
كما أضافت مسعود بأن الحرب قامت بتعرية الجميع، وهذا النوع من التعرية الذي حدث للمجتمع يجب أن يسلط الضوء عليه، قائلة: «انظروا إلى أين وصلنا، ونحن لم نقل: انظروا إلى أين وصل العالم؟ بل نبدأ من أنفسنا، وهذا الشيء كنت أقوم بالتركيز عليه في هذا الفيلم، من خلال الحالات التي سوف تعرف وخاصة شخصية «آرام» من حيث تعاطيه وردود فعله التي سوف تكون بلحظة معينة غير منطقية، وذلك بسبب اختلاف المعطيات التي حوله».
أساس البناء المخفي
أما في الحديث مع بطل الفيلم الممثل «يزن خليل» الذي أخبرنا بأنه يقوم بتأدية الشخصية الرئيسية، قائلاً:سوف أقوم بتقديم شخصية آرام، ولا أريد التحدث كثيراً عن التفاصيل لأن الفيلم مبني بناء مخفياً، لكن في العموم يتحدث الفيلم عن صدمة هذه الشخصية بالحالة التي وصل إليها الواقع في المجتمع السوري نتيجة الحرب لكن بطريقة غير مباشرة، كما أكد أن الفيلم يتحدث عن اختلاف السلوكيات والمفاهيم العامة عند الناس بعد الحرب».
المجتمع بشكله الجديد
كما أضاف يزن خليل بأن «آرام» يكون موجوداً في المصحة النفسية بسبب ظرف شخصي، وبعد خروجه من هذه المصحة يتفاجأ بتغير المجتمع، وكيف أصبحت المفاهيم الأخلاقية تأخذ أشكالاً جديدة، لتدور الأحداث ويعود «آرام» إلى منزله ومن خلال علاقته مع والدته وشقيقته وصديقه سوف يعلم المتابع ما سبب دخوله للمصح، مبيناً أن الفيلم بشكل عام يحمل رمزية بشكل عال لها علاقة بكيفية تحول المجتمع السوري بسبب الحرب، وعن كيفية تحول المفاهيم العامة والأخلاق التي ميعت بشكل من الأشكال، وهذا ما يناقشه الفيلم وهو ردة فعل المجتمع على الحرب من خلال وجود مجموعة من الشخصيات يلتقي بها «آرام» ما يجعله يتخذ قراراً صادماً نتيجة ما رآه في المجتمع.
ما يحصل في المجتمع
أما الممثل «تيسير ادريس» فتحدث عن مشاركته في هذا الفيلم وسبب انجذابه للعمل السينمائي من خلال هذه التجربة، قائلاً: «من عنوان هذا الفيلم يوحي لنا كأنه لعبة، ويوجد به فلسفة، ودوري في هذا الفيلم يتمحور حول الإنسان الذي يكون ضد أي شيء يحصل في هذا الوطن والمجتمع، ولقد أحببت الخوض في هذه التجربة بسبب إعجابي بعمل المخرجة الشابة لوتس غسان مسعود، التي كنت أتابعها أثناء التصوير وهي تقوم بتوجيه الملاحظات بكل هدوء وتفان وإخلاص لضمان نجاح الفيلم».
عنصر الجذب في النص
أما الممثل «أمير برازي» فتحدث عن مشاركته ضمن فيلم «الخروج إلى الداخل» قائلاً: «أنا ضيف على الفيلم، وأحببت المشاركة ضمن التوليفة والتجريب ضمن شرط خاص جداً للفيلم، ومنذ القراءة الأولى للمادة شعرت بأهمية النص المكتوب وحساسية الحدث، كما أن هناك شروطاً خاصة للفيلم القصير عموماً، والفيلم الذي كتبته وأخرجته لوتس مسعود وصفت من خلاله أدق تفاصيل المدينة بأسلوب تعبيري قريب من الجميع وسلس ومفهوم، أما بالنسبة لشخصيتي في الفيلم فلن أتكلم عن تفاصيل دوري، ولكن الشخصية تقلب الأحداث رأساً على عقب، وأتمنى أن يكون الإخراج ورؤية لوتس مناسبة لروح السيناريو المكتوب وتقديمه بالشكل الذي نتمناه».