سورية

التقى شويغو على هامش المشاركة في مؤتمر موسكو العاشر للأمن الدولي … العماد عباس: نتقدم نحو ترسيخ الاستقرار وروسيا قادرة على وضع حد للغطرسة الغربية

| وكالات

أكد نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع العماد علي محمود عباس أمس، أن سورية تتقدم بخطوات واثقة على طريق ترسيخ الاستقرار في كل شبر من أرضها وإعادة البناء والإعمار، وشدد على وجوب إنهاء الاحتلالين الأميركي والتركي في أجزاء من الأراضي السورية، لافتاً إلى أن أبواب سورية وقلوب شعبها مفتوحة دائمة لكل من جاء صديقاً ومحباً، ومعتبراً أن روسيا قادرة على وضع حد للغطرسة الأميركية والتعنت الأوروبي وفرض احترام القانون الدولي على كل من يحاول العبث به.

وفي كلمة خلال مشاركته بمؤتمر موسكو العاشر للأمن الدولي، قال عباس: «هذا المؤتمر تزداد أهميته في كل عام تبعاً لازدياد المخاطر التي تهدد الأمن الدولي والتحديات التي تواجه دولنا والتي تفرض علينا تكثيف الجهود والتعاون لما فيه خير بلداننا وشعوبنا جمعاء»، وذلك حسبما ذكرت وكالة «سانا».

وأوضح، أن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لديها تاريخ عريق وثقافة مميزة وموارد غنية، الأمر الذي جعلها عرضة للاستعمار والتدخل الخارجي تحت عناوين ومسميات براقة لكن بمضامين مزيفة، ما أدى إلى تشابك الصراعات وتأثر عملية التنمية بشكل كبير وفي كثير من الحالات كان الإرهاب ودعمه وتمويله الأداة الأساسية لزعزعة الأمن وخلق الفوضى وتدمير مقدرات الدول وقد وصل هذا التدخل الخارجي حد العدوان العسكري المباشر كما حصل في سورية والعراق وليبيا وأفغانستان وغيرها.

وأشار إلى أن المؤتمر يأتي في ظل تطورات مهمة يشهدها العالم بأسره ناجمة عن استمرار تفشي وباء «كوفيد 19»، حيث فرض على دولنا تحديات اقتصادية كبيرة ولاسيما بلدان منطقتنا العربية وإفريقيا التي تعاني أصلاً من الإرهاب والحروب وتزداد التحديات التي تواجه العالم خطورة مع استمرار التآمر الأميركي الغربي على روسيا في محاولة لمحاصرتها وعزلها وخلق منطقة غير مستقرة حولها انطلاقاً من أوكرانيا بهدف الضغط عليها ومنعها من متابعة الصعود والتقدم الذي تحققه والذي بدأ يرسم معالم نظام عالمي جديد وانتهاء نظام القطب الواحد.

وأوضح أن كل ما نشهده اليوم من تطورات وتغيرات وأحداث، يؤكد أن مخططات الدول التي نشرت الإرهاب والمخابر البيولوجية ودعمت العملاء لمواصلة الهيمنة على العالم والتحكم بمقدرات الشعوب المستقلة سيكون مصيرها الفشل.

وأكد أن المؤتمر يكتسب أهمية كبرى تفرضها الضرورة الملحة لمواجهة مشاريع الهيمنة والاستعمار الأميركية الغربية والظروف الاقتصادية الصعبة المفروضة علينا.

وشدد على ضرورة أن تتركز جهود الجميع على ضمان مستقبل يكون مبنياً على احترام القانون الدولي وإقامة علاقات طبيعية بين الدول تنطلق من احترام الحقوق ومبادئ السيادة والتكافؤ والمصالح المشتركة والإرادة المستقلة.

وأضاف: «سورية على الرغم من الحرب الإرهابية المتواصلة منذ 11 عاماً صامدة بفضل التضحيات الكبرى التي قدمها شعبنا وجيشنا دفاعاً عن أرضنا وسيادتنا وقيمنا وحضارتنا الإنسانية القديمة قدم التاريخ والتي حاول داعمو الإرهاب تدميرها وتشويه معالمها عبر تنظيمات صنعوها ودربوها مثل داعش و«النصرة» وغيرها، ونحن اليوم في ظل التعاون المستمر والمشترك مع أصدقائنا في روسيا وإيران والصين وغيرها من الدول الصديقة نتقدم بخطوات واثقة على طريق ترسيخ الاستقرار في كل شبر من أرضنا وإعادة البناء والإعمار».

وجدد وزير الدفاع مطالبة سورية المجتمع الدولي بالضغط لرفع الإجراءات القسرية الجائرة المفروضة عليها من أميركا وبعض الأنظمة الإقليمية والغربية التي لا تريد لها أن تستعيد عافيتها وألقها بل تواصل دعم التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية التي تعيث فساداً في سورية وتعتدي على المواطنين الأبرياء وتحاول إحداث تغيير ديموغرافي استعماري واضح في المناطق التي تحتلها وتوجد فيها.

وأكد ضرورة إنهاء الاحتلال الأميركي والتركي في أجزاء من الأراضي السورية لبسط سيطرة الدولة عليها والتمكن من استثمار مواردها الوطنية التي تتعرض للنهب والسرقة ووجوب وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي السورية والتي تشكل انتهاكاً سافراً لسيادة سورية واستقلالها وللمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وقال: «إن كنا اليوم مجتمعين لمناقشة قضايا الأمن وسبل التعاون بين دولنا فلا بد لنا أن نكون يداً واحدة في مواجهة أساليب العدوان والهيمنة التي تمارسها الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها من دول الغرب الاستعماري التي تهدد اليوم بمشاريعها ومخططاتها الأمن العالمي والسلم الدولي».

ولفت إلى أن هؤلاء المستعمرين لطالما حاولوا السيطرة على ثروات الشعوب ومقدراتها ولذا فقد شهدنا وما نزال محاولاتهم المستمرة لزعزعة الأمن والاستقرار في بلداننا ودعم التنظيمات الإرهابية لتحقيق مآربهم واليوم لا يخرج عن السياق ذاته ما تقوم به أميركا ودول «الناتو» من دعم النازيين الجدد في أوكرانيا للأسباب العدوانية الاستعمارية نفسها.

وأكد، أن روسيا بقيادتها السياسية والعسكرية وعلى رأسها الرئيس فلاديمير بوتين وبالتعاون مع أصدقائها قادرة على وضع حد للغطرسة الأميركية والتعنت الأوروبي وإعادة الأمور إلى نصابها وفرض احترام القانون الدولي على كل من يحاول العبث به.

واعتبر عباس، أن «الواجب يفرض علينا مزيداً من العمل وبذل أقصى الجهود للتصدي لهذه السياسات العدوانية التخريبية التي لن تؤدي إلا إلى استمرار الفوضى والدمار وانتشار الإرهاب والكوارث والنزاعات.

وشدد على أن سورية بقيادة الرئيس الأسد تتطلع قدماً إلى تعزيز التعاون مع الدول الصديقة والحليفة في المجالات كافة، ولاسيما في مجال مكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وتطالب في الوقت ذاته المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه جميع شعوب منطقتنا التي تعاني ويلات الحروب والدمار والإرهاب والأوبئة وتتعرض لتدمير ممنهج يستهدف تاريخها وحضارتها الإنسانية.

وقال: «فلنعمل معاً لما فيه خير بلداننا وشعوبنا وبالنيابة عن القيادة السورية وباسم الشعب السوري أؤكد لكم أن أبواب سورية وقلوب شعبها العريق مفتوحة دائمة لكل من جاء صديقاً ومحباً أما أولئك الذين يستهدفون أرضنا وتاريخنا ومستقبلنا بالعدوان والدمار فسيجدون أمامهم شعباً يرفض الذل والهوان ويقدم كل التضحية في سبيل أرضه الغالية وكرامة وطنه».

بدوره، شدد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في كلمته على أن روسيا مستمرة بتقديم الدعم لسورية في مكافحة الإرهاب حتى القضاء عليه، مشيراً إلى ضرورة عدم التدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية ودعم جهود حل الأزمة فيها سياسياً.

من جانبه، ذكر رئيس الإدارة العامة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، إيغور كوستيوكوف في كلمته، حسب موقع «الميادين»، أن هناك «تهديد بتحويل سورية إلى ساحة مواجهة إسرائيلية – إيرانية باقتراح من الولايات المتحدة».

وأشار إلى أن إسرائيل نفذت منذ بداية الحرب على سورية أكثر من 180 عملية لتدمير البنى التحتية المدنية والعسكرية على الأراضي السورية بحجة «محاربة الوجود الإيراني».

ولفت إلى أن أميركا تجهز مقاتلين من الجماعات المسلحة وداعش لشنّ هجمات إرهابية على الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية، مؤكداً أن أميركا وأوروبا تمنعان عودة اللاجئين السوريين على الرغم من أن دمشق تهيئ الظروف لذلك، معتبراً أن ذلك يؤدي إلى زعزعة استقرار الأوضاع وتصعيد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، مضيفاً: «من الواضح، أن الولايات المتحدة طرف مهتم ومستفيد من الأزمة المقبلة».

وفي وقت لاحق أمس، التقى وزير الدفاع مع نظيره الروسي على هامش المؤتمر حيث جدد الأخير، وفق «سانا» ثبات مواقف بلاده تجاه الشعب السوري، مشيراً إلى علاقات الصداقة المتينة بين البلدين.

وقال شويغو: إن «سورية بلد صديق لروسيا ولا تقتصر العلاقات بيننا على محاربة الإرهاب بصورة مشتركة فحسب بل حققنا الانتصار على الإرهاب الدولي معاً وهو ما لم تحققه التحالفات الغربية الأخرى بقيادة الولايات المتحدة»، مؤكداً أن الأحداث في سورية تتسم بأهمية خاصة بالنسبة لروسيا وكذلك عملية إعادة الإعمار فيها.

بدوره أوضح عباس، أن مشاركة سورية في هذا المؤتمر تؤكد وقوفنا إلى جانب الأصدقاء الحقيقيين في روسيا، كما وقفوا إلى جانبنا في الصعوبات التي واجهتنا.

وأضاف: «نبذل حالياً مع الأصدقاء الروس جهوداً كبيرة وما تم إنجازه جاء نتيجة لجهود شعبنا وجيشنا ومساندة هؤلاء الأصدقاء»، معرباً عن ثقته بأن المؤتمر سيخرج بقرارات وأفكار جديدة لتعزيز الأمن الدولي وهو ما يجب على الجميع العمل من أجله.

وأكد الوزيران أهمية مواصلة تعزيز التعاون بين سورية وروسيا فيما يتعلق بمواصلة مكافحة الإرهاب الدولي وزيادة التعاون في جميع المجالات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن