سورية

الحرب على داعش تلتهم ذخائر الجيش الأميركي

أكد رئيس أركان القوات الجوية الأميركية، بداية نفاد ذخائر الجيش الأميركي نظرا لاستمرار الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق منذ أكثر من عام.
ونقلت شبكة «فوكس نيوز» عن الجنرال مارك ويلش قوله: إن الجيش الأميركي يستنفد أسلحته وذخائره بشكل أسرع من إمكانية تزويده باحتياجاته لسد أي نقص محتمل، مشدداً على ضرورة توفير التمويل اللازم لضمان استمرار حرب طويلة المدى ضد تنظيم داعش.
وتابع الجنرال ويلش بقوله، إن قاذفات من طراز «بي-1» أطلقت رقما قياسيا من القنابل، ملفتا إلى أن القوات الأميركية تمكنت من مواصلة العمليات العسكرية ضد تنظيم «داعش» حتى الآن، في الوقت الذي يبحث فيه المسؤولون عن إيجاد إستراتيجية طويلة المدى لتمويل هذه العمليات.
وأفادت شبكة فوكس أن القوات الجوية الأميركية أطلقت ما يزيد على 20 ألف قنبلة وصاروخ في استهداف أهداف لتنظيم داعش في سورية.
في غضون ذلك، أشار مسؤولون بالقوات الجوية الأميركية، إلى أن لديهم ذخائر تكفيهم حالياً لكنهم يتوقعون حدوث نقص، وهم يسعون إلى تخطيط طويل المدى لتوفير التمويل لتلبية احتياجاتهم المستقبلية.
ويقول مسؤولون أميركيون بارزون ومديرون تنفيذيون بكبرى شركات السلاح في الولايات المتحدة إن تلك الشركات تلهث لتلبية الطلب المتزايد على الصواريخ الدقيقة وغيرها من الأسلحة المستخدمة في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش وفي صراعات أخرى بالشرق الأوسط.
وزاد الطلب العالمي بشكل مطرد على الصواريخ الأميركية الصنع وعلى ما يطلق عليها القنابل الذكية منذ استخدامها في حرب الخليج الأولى. لكن الولايات المتحدة وعددا من حلفائها يسارعون الآن لضمان توفير إمدادات ثابتة من تلك الأسلحة لحرب يتوقع أن تستمر طويلا ضد داعش الذي أجج استفحال قوته الحرب في سورية ومناطق مختلفة من الشرق الأوسط.
ويقول مسؤولون أميركيون إن صانعي السلاح أقروا ورديات عمل إضافية واستعانوا بمزيد من العمال لكنهم يواجهون صعوبات تتعلق بقدرات مصانعهم وقد يحتاجون لتوسيعها بل فتح مصانع جديدة لمواصلة تدفق الأسلحة. وقد يسفر هذا عن قوائم انتظار أخرى في وقت يجهر فيه حلفاء الولايات المتحدة بالقلق من البطء الشديد من واشنطن في نظر طلبات السلاح.
وأدت الهجمات الدامية التي نفذها داعش في باريس الشهر الماضي إلى زيادة الضغط على حملة القصف التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم في العراق وسورية. وخلال الحملة نفذ التحالف الدولي 8605 غارات جوية بتكلفة تقدر بنحو 5.2 مليارات دولار منذ بدأت وحتى الأربعاء الماضي.
في الوقت نفسه يشن تحالف تقوده السعودية ويضم البحرين والإمارات وتدعمه واشنطن حرباً في اليمن منذ تسعة أشهر. كما تزود دول الخليج العربية تنظيمات مسلحة تقاتل الجيش العربي السوري بسلاح أميركي الصنع.
وقال مسؤول تنفيذي بإحدى شركات صناعة السلاح الأميركية مشترطاً عدم نشر اسمه: «إنه مجال نمو هائل بالنسبة لنا. كل من في المنطقة يتحدث عن تخزين أسلحة لفترة تتراوح بين خمس وعشر سنوات. ويقولون إنها ستكون معركة طويلة ضد داعش».
ويبدو تأثير ذلك واضحاً في مدينة تروي بولاية آلاباما الأميركية حيث تصنع شركة لوكهيد مارتن صواريخ جو-أرض من نوع هيلفاير في منشأة شديدة التأمين على مساحة كبيرة من الأرض تحفها غابات ومراع للخيول.
ويضيف السماسرة موظفين جدداً ترقباً لتعيينات جديدة في المصنع في حين توشك سلسلة متاجر بابليكس الضخمة على فتح فرع هناك.
وقالت رئيسة غرفة التجارة بمقاطعة بايك كاثلين سوير: «ما يفيد لوكهيد مارتن يفيد (مدينة) تروي» مضيفة إن عملية التوسع ستساعد المجتمع المحلي الذي يسجل بالفعل واحدة من أدنى معدلات البطالة في الولاية.
وقالت: «انظروا لمنطقة وسط المدينة لدينا.. كل المتاجر تقريباً مفتوحة ونحن في انتظار فتح المزيد».
وقال مسؤول تنفيذي مطلع: إن لوكهيد أضافت وردية عمل ثالثة في مصنعها الذي يعمل به 325 شخصاً اعتباراً من شباط وهذا هو الحد الأقصى الذي يمكن للمصنع استيعابه من العمال. وأعلنت الشركة في شباط أنها ستضيف 240 عاملاً آخرين بحلول 2020 وستوسع مصنعها الذي ينتج أيضاً صواريخ جو-أرض لا يتم رصدها بالرادار زنة الواحد 907 كيلوجرامات.
وقال رئيس قطاع المشتريات بوزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» فرانك كيندول الأسبوع الماضي إن هناك طلباً قوياً على صواريخ هيلفاير بالتحديد. وسعر الصاروخ الواحد منها بين 60 ألفاً و100 ألف دولار وهو رخيص بالمقارنة بصواريخ أخرى كثيرة ويمكن إطلاقه من أي مكان مثل طائرة أو هليكوبتر أو سفينة لتدمير عربات مدرعة أو اختراق بناية.
وقال كيندول ومسؤولون أميركيون كبار آخرون يعملون مع لوكهيد مارتن وشركتي رايثيون وبوينج لتسريع وتيرة إنتاج الذخيرة الدقيقة وربما إضافة قدرات جديدة. وقال كيندول: «نحن نراقب عن كثب وندرس الحاجة لزيادة القدرات».
وحققت أسهم شركات الدفاع أداء قوياً في الأشهر الماضية مع توقعات بنتائج أفضل. وارتفعت الأسهم أكثر بعد هجمات باريس.
وزادت الموافقات على مبيعات الأسلحة الأميركية للخارج بنسبة 36 بالمئة لتسجل 46.6 مليار دولار منذ بداية 2015 وحتى أيلول الماضي مقارنة بنحو 34 ملياراً عن عام سابق. وقفزت الموافقات على مبيعات الصواريخ والقنابل الذكية وغيرها من الذخيرة لحلفاء الولايات المتحدة إلى مبلغ يقدر بستة مليارات دولار في العام المالي 2015 مقارنة مع 3.5 مليارات دولار عن عام سابق.
وهذا العام وحده أقرت الحكومة الأميركية بيع صواريخ هيلفاير لكوريا الجنوبية وباكستان والسعودية ولبنان وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا. وفي حزيران قال الجيش الأميركي إنه طلب من لوكهيد مارتن زيادة إنتاج صواريخ هيلفاير من 500 صاروخ كل شهر إلى 650 بحلول تشرين الثاني.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية طلب عدم الكشف عن هويته «هناك قوائم انتظار كبيرة لصواريخ هيلفاير والشركة لا تنتج العدد الكافي».
(روسيا اليوم- رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن