لم تكن تحضيرات منتخب شباب السلة تحت 18 عاماً للنهائيات الآسيوية جيدة أو حتى مقبولة، لأن اللعب في النهائيات له شروطه ومقوماته، والحضور الجيد لن يكون في متناول اليد إذا لم يكن هناك تدريبات مثالية تتناسب وتتماشى مع قوة المنتخبات المشاركة، ولا نعرف ما هي المعايير التي استند إليها اتحاد السلة عندما وضع خطة إعداد المنتخب التي بدت كزهرة من زهرات الخريف لا لون ولا رائحة، فالاتحاد الذي طالما أتحفنا بشعاراته ونظرياته التطويرية وبأنه سيحدث نقلة نوعية بمنتخباتنا الوطنية هو نفسه من يرمي بمنتخباتنا في أتون البطولات الكبيرة من دون تحضيرات واستعدادات، فبدلاً من تأمين أبسط مقومات التحضير لمسنا تراجعاً في خطط الإعداد وكأنها جاءت مسلوقة وعلى مبدأ (هات إيدك والحقني) من دون أن تكون هناك خطط واضحة وصريحة تسهم في تطوير المنتخب فردياً وجماعياً.
غداً الجمعة ستغادر بعثة منتخبنا للشباب بكرة السلة إلى العاصمة الإيرانية طهران، فقد بدت علامات عدم الرضا واضحة وجلية على وجود لاعبي المنتخب الذين لم يلعبوا سوى مباراة ودية واحدة مع أهلي حلب، ورجاء دققوا بكلمة واحدة التي من المفروض أن يلعب العديد من اللقاءات الودية مع منتخبات أقوى منه حتى يكتسب لاعبونا الخبرة وتكون بمنزلة فرصة جيدة ومفيدة للجهاز الفني لتصحيح الأخطاء والعمل على تلافيها.
تحضيرات غير مقبولة
اقتصرت تحضيرات المنتخب على عشرة أيام في مدينة حلب تحت إشراف المدرب الجديد هلال الدجاني الذي لن يتمكن رغم خبرته الكبيرة من خلق حالة من التناغم والانسجام بين لاعبي المنتخب وخاصة بعد التجديد بمفاصله في الآونة الأخيرة، وأجرى المنتخب تدريباته بمعدل حصتين صباحية ومسائية، ويبدو أن الخط البياني للمنتخب حسب ما أكده المدرب الدجاني- يتصاعد نحو الأفضل، لكن التحضيرات خلت من أي لقاءات ودية باستثناء لقاء فريق أهلي حلب واعتمد المنتخب على مباريات (تقسيمة).
افتتاح ومواجهات صعبة
يفتتح منتخبنا أولى مبارياته بالنهائيات ظهر يوم الأحد بلقاء منتخب الفلبين في مواجهة قوية وصعبة أمام منتخب يعتمد اللعب السريع، فهو صاحب إنجازات وحاصل على ستة ألقاب في هذه الفئة العمرية، ويستكمل منتخبنا يوم الإثنين مبارياته بلقاء منتخب الصين تايبه (تايوان) في موقعة قوية ومنتظرة، ويختتم منتخبنا لقاءاته بمواجهة نظيره القطري يوم الثلاثاء الساعة العاشرة إلا ربعاً بتوقيت دمشق، ويعد هذا اللقاء بمنزلة اللقاء المصيري لكلا المنتخبين لأن فوز أحدهما يعني حلوله بالمركز الثالث ضمن مجموعته وتأهله للدور الثاني.
مجموعة صعبة
أجرى الاتحاد الآسيوي لكرة السلة الأسبوع الفائت قرعة بطولة آسيا للشباب تحت 18 عاماً، حيث وقع منتخبنا الوطني في المجموعة الثالثة إلى جانب منتخبات قطر، الفيلبين، الصين تايبه، وهي مجموعة صعبة وقوية، واللعب أمام هذه المنتخبات ليس سهلاً فهو بحاجة لتحضير جيد ومباريات ودية قوية حتى يصل المنتخب إلى الجاهزية الفنية العالية التي تجعل منه منافساً قوياً وعنيداً.
ويعتمد نظام البطولة على تأهل صاحب المركز الأول من كل مجموعة إلى الدور الربع النهائي، أما صاحبا المركزين الثاني والثالث فيلعبان ضمن ملحق التأهل للدور الربع النهائي، ما يعني أن حظوظ منتخبنا في التأهل تبدو شبه مستحيلة لأنه سيواجه منتخبات تتفوق عليه بكل شيء من حيث التحضير والعراقة والسجل الحافل بالإنجازات، ومع ذلك أملنا كبير بشبابنا في تحقيق نتائج جيدة تسهم في تغيير الصورة الباهتة التي ظهر عليها المنتخب خلال التصفيات الآسيوية الأخيرة التي استضافتها دمشق.
وتضم البطولة عشرة منتخبات مقسمة على ثلاث مجموعات، يتأهل متصدر المجموعة والوصيف مباشرة إلى الدور ربع النهائي، ويرافقهما أفضل منتخبين احتلا المركز الثالث، وستلعب مباريات دور المجموعات في 21 – 22 – 23 من آب الجاري، وفي الرابع والعشرين من الشهر ذاته ستقام مباريات الدور الربع النهائي.
سجل البطولة
يذكر أن بطولة آسيا دون 18 عاماً انطلقت عام 1970 وتعتبر الصين أكثر المنتخبات تتويجاً بـ11 لقباً تليها الفلبين 6 ثم كوريا الجنوبية وإيران 3 ولقب واحد لليابان وأستراليا.