اقتصاد

سورية تتقن مهارة التدريب…«كريستينا كشر»: التدريب هو فيتامين التطوير

إيمان أبو زينة

أصبحت الإدارة ذات دور حيوي وفعال في كل المجالات، وخاصة أنها باتت في وقتنا الحالي إدارة تغيير وابتكار في ظل التغيير المستمر الذي تواجهه المؤسسات والمنظمات الإدارية ما يفترض الاهتمام بتطوير أساليب التعليم والتدريب لإيجاد طاقات قادرة على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة من خلال تقديم البرامج التدريبية والأعمال الاستشارية للعديد من المؤسسات والإدارات والجمعيات الخيرية.
حول أهمية الإدارة وتدريب وتأهيل المستهدفين كافة التقينا السيدة «كريستينا كشر» وهي المدرّبة المجازة بتطوير المهارات العمليّة والشخصيّة، وأوّل متحدّثة تحفيزيّة Motivational Speaker، ومدرّبة سلوك حياتيّةLife Coach في سوريّة، وهي السيدة التي تنشر حولها الطاقة والابتسامة كيفما تحركت، والتي لا تتوانى لحظة عن مد يد العون لكل من يسألها أمرا مهما كبر عنوانه، وهي التي لم ترد أن تكون إلا امرأة سورية لا تعرف حدودا للطموح والوصول مهما كلفها ذلك من جهد وتعب، والتي نالت ألقابا وجوائز لم تثنها يوماً عن أن تكون صاحبة قرار أكثر، وتفانٍ أكثر، وتواضعٍ أكثر، فكان هذا الحوار:

• التدريب يعني التغيير نظرا لما يهيئه من مهارات وحلول لأي مشكلة مهنية، فكيف تساعدين المتدربين على التمكن من أداء عملهم ومساعدتهم على تجنب الأخطاء؟
تماماً، فالتدريب هو اللغة العصريّة للتغيير والتعليم. وأنا كمدرّبة أقدّم الحلول والتقنيات والنصائح للمهارات المهنيّة العمليّة لتخطّي العقبات التي تواجه المديرين والموظّفين خلال تأدية أعمالهم.
خلال تدريب الشركات والبنوك والمنظّمات الدوليّة أؤكّد تواصلي الفعّال معهم، إن كان عبر دمج التفاعل بين كل أطراف الحضور وبيني كمدرّبة في الجلسات التدريبيّة. وأقدّم لهم بطريقة احترافيّة مبدعة وممتعة الأساليب والحلول والتقنيات الحديثة للتطوّر خلال مسيرتهم العمليّة والحث على الأداء الوظيفي الأفضل، من خلال عرض الشرائح وأفلام الفيديو الهادفة، ومن خلال التمارين التطبيقيّة الجماعيّة والفرديّة، وطبعاً الإجابة عن جميع استفساراتهم وأسئلتهم التفاعليّة خلال التدريب.

• هل هناك أهمية لعمر وجنس المتدرب، أو حتى لمستوى تعليمه؟
بالنسبة لأهمية العمر فتكون حسب الموضوع المُعطى والشريحة العمريّة المستهدَفة. وبالنسبة لجنس المتدرّب الأهمية واحدة، إلا عندما تطلب منّي مثلاً جمعيّة نسائيّة أن أعطيها تدريبا تحفيزيا فهنا تختلف المحاور واللغة التدريبيّة لنسقطها أفضل إسقاط على الشريحة المستهدفة لإفادتها استفادة قصوى.
أمّا بالنسبة للمستوى التعليمي للمتدرّب، فيكون له في بعض الأحيان أهمية خاصة عندما يعجبني مستوى المداخلات والأسئلة، وفي أحيان أخرى يستفيد المتدرّب بشكل ممتاز حتّى لو كان مستواه العلمي متوسّطاً وتكون أسئلته مدروسة ومداخلاته ممتعة.

• ما الظروف التي تتم مراعاتها أثناء عملية التدريب للتركيز على الإبداع والتعامل مع عمليات التغيير للوصول إلى التميز؟
هنالك عدّة ظروف نركّز عليها أثناء التدريب ونطلبها قبله تحت مظلّة الاحتياجات التدريبيّة بالتنسيق مع قسم الموارد البشريّة أو مع المسؤول عن التنسيق إذا لم تكن الجهة المدرَّبة شركة، مثل طريقة وشكل جلوس المتدرّبين إن كانت على الشكل المصفوف أو المجموعات الصغيرة أو الصندوق المفتوح U… إلخ.
وأحياناً أقترح أن يكون التدريب في الهواء الطلق على شكل يوم مفتوح لفريق الشركة تكون أنشطته مرحة ومتنوعة وهادفة. إضافة إلى النواحي المذكورة في جوابي على السؤال الأول والتّي أركّز عليها لتحقيق الإفادة القصوى للمتدرّبين.
أن يكون المدرّب مبتكراً ومبدعاً فهذا عنصر أساسي في عمليّة التدريب، للوصول إلى التميّز في إيصال المعلومة وزرعها بفعاليّة على المدى القصير والمتوسّط والطويل عند الشريحة المتدرّبة.

• كيف تساعد المهارات على التكيف مع المجتمع، وتحمل المسؤولية، وتفادي حدوث الأزمات؟
سؤال مهم. تطوير المهارات العمليّة والشخصيّة يساعد على التكيّف مع المجتمع لأنه يولّد مرونة في التفكير ونظرة متجدّدة تجاه أنفسنا وتجاه محيطنا، ولأنه يطوّر تواصلنا الفعّال وإدارتنا الفعّالة للوقت. وهو يلعب دوراً هامّاً في تحكّمنا بالمحطّات السلبيّة في أغلب الأحيان، ومعرفة أبعادها لتفاديها قبل حدوثها في مجرى حياتنا، أو للتعامل معها بمرونة عند وقوعها.

• هل قمتم بعمل دورات تدريبية تساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم، ولماذا لا نسمع عنها كثيرا؟
كمدرّبة يمتعني العمل مع الفئة العمريّة من فوق الثماني عشرة سنة، لذلك لم أركّز على شريحة الأطفال ولم أستهدفهم في مواضيعي التدريبيّة. لكنّني فخورة ببعض الزميلات والزملاء الذين استهدفوا هذه الشريحة العمريّة وأفادوهم بشكل فعّال في تنمية قدراتهم. وغالباً ما أرى إعلانات هذه الدورات على مواقع التواصل الاجتماعي.

• هل من الضروري حسب رأيك الاستمرار في التدريب وتصحيح الأخطاء والعمل على تطوير المهارات ونحن في ظل أزمة كونية يعيشها وطننا؟
يسعدني هنا أن أقتبس من كلام وزير التنمية الإدارية الدكتور «حسّان النوري» بتأكيده ضرورة الاستمرار في التنمية الإدارية وبناء القدرات والتدريب وبالأخص خلال هذه الظروف الصعبّة، وكما قال التطوير يأتي بعد التنمية لأن التطوير والإصلاح الإداري يأتي تحت مظلّة التنمية.
وكمدرّبة أنا مصمّمة على الاستمرار بجرأة في بناء القدرات Capacity Building والتدريب ليس فقط في دمشق بل في عدّة محافظات. وكما أقول دائماً «التدريب هو فيتامين التطوير».
ويبقى شغفي المتواصل في الحياة هو أنّي كوتش ومدرّبة سوريّة أدرّب وأفيد السوريّين أينما كانوا في سوريّة.

• ماذا يعني لك حصولك على الكثير من الجوائز العربية والعالمية وأنت مازلت في عمر الشباب؟
من ناحية العمل، الجوائز كانت هدفاً صوّبت عليه منذ دخولي ميدانه سنة 1994 وعملي لمدّة 17 سنة كمديرة لشركة أميركيّة في دمشق. وهذا عنى لي أنّنا كسوريّين مبدعين وعندما نصمّم على هدف نصل له بطريقة فعّالة.
ومن ناحية المجتمع والتطوّع، فتلقّيتها كشكر وتقدير من الجهات المعنيّة التي ساهمتُ معها بتطوير المجتمع السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن