عربي ودولي

أكدت استعدادها لتبادل السجناء مع واشنطن … إيران: مصمّمون على إغلاق القضايا المثارة حول اتفاق الضمانات في الاتفاق النووي

| وكالات

أكدت طهران أمس أن أميركا اليوم هي نفسها التي دبرت انقلاب 19 آب عام 1953، مشيراً إلى عدم تغيير سياستها الاستكبارية إزاء الدول الأخرى، مشيرة إلى أن فريقها المفاوض حول الملف النووي مصمّم على إغلاق القضايا المثارة حول اتفاق الضمانات، وأعلنت استعدادها لتبادل السجناء مع واشنطن.
وحسب وكالة «أرنا» أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، أن أميركا اليوم هي نفسها التي دبرت انقلاب 19 آب عام 1953، مضيفاً إن القوة التي تملكها إيران تضمن استقلال الشعب الإيراني وحريته.
أضاف قاليباف في كلمته التي ألقاها خلال الجلسة العلنية التي عقدها البرلمان اليوم الأربعاء لدى إشارته إلى قرب حلول يوم 19 آب ذكرى الانقلاب العسكري الذي دبرته أميركا ضد الشعب الإيراني في عام 1953: إن الشعب الإيراني لن ينسى العداء الأميركي بدءا من نقض العهود ونهب أمواله والجرائم التي ارتكبها الأميركيون ضده وتدخلهم في شؤونه الداخلية ويحتفظ بهذه القائمة المطولة من الجرائم التي تعتبر وثيقة تثبت الطبيعة الاستكبارية لهم.
واعتبر انقلاب عام 1953 مصداقاً لا يمكن إنكاره بأن نظام الهيمنة يستهين بحقوق الشعوب إذا ما رأى أن مصالحه أصبحت في خطر، فإن الديمقراطية والحرية لا قيمة لهما عنده ويلعب باستقلال الدول.
وشدد قاليباف على أن أميركا اليوم لم تتغير عن عام 1953، فحسب بل زادت من مخططاتها المعقدة الإجرامية لإركاع الشعوب المستقلة مثل إيران أكثر من أي وقت مضى.
وشرح الجرائم التي ارتكبتها أميركا ضد الشعب الإيراني وقال: إن الأميركيين الذين استخدموا يوماً عدداً من المرتزقة لتدبير الانقلاب ضد هذا الشعب، فإنهم لم يتورعوا في الأعوام التي تلتها عن تدبير أي عمل للإطاحة بالثورة الإسلامية في إيران.
وأضاف قائلاً: أميركا وقفت إلى جانب العدو بكل قوة وشنت حرباً اقتصادية شاملة ضد الشعب الإيراني لحرمانه من حقوقه المشروعة، كما زرعت في المنطقة الغدة السرطانية التي تتمثل بالكيان الصهيوني مصدر الشر والجريمة متجاهلة بذلك كل المبادئ القانونية والإنسانية عبر إراقتها دماء الشعب الإيراني من أمثال الشهيد الحاج قاسم سليماني.
وأضاف: إن تاريخ الجرائم الأميركية تعلمنا أن المتغطرس لا يمكن إصلاحه أبدًا، مؤكداً أن القوة التي تملكها إيران وقوة شعبها هي فقط تضمن استقلالها وحريتها.
وانقلاب إيران عام 1953 كان على رئيس الوزراء المنتخب محمد مصدق، وكان مدبرا ومخططا له من قبل عناصر المخابرات البريطانية والمخابرات الأميركية، وأطلقت المخابرات البريطانية على العملية اسم عملية التمهيد «Operation Boot» في حين أطلقت المخابرات الأميركية على العملية اسم مشروع أجاكس «TPAJAX Project»، واعترفت المخابرات الأميركية بمسؤوليتها عام 2013.
في غضون ذلك قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي أبو الفضل عموئي إن الفريق الإيراني المشارك في مفاوضات إلغاء الحظر، مصمم على إغلاق ملف اتفاق الضمانات والقضايا المثارة بهذا الشأن ضد إيران.
وحسب وكالة «أرنا» أضاف عموئي أمس في تصريح للصحفيين حول الجلسة المغلقة التي عقدها البرلمان أمس الأربعاء لمناقشة المفاوضات النووية: «إن الفريق الإيراني المفاوض يصرّ على ضرورة إلغاء القضايا المتعلقة باتفاق الضمانات من أجل التوصل إلى اتفاق مستديم، ذلك أننا نعتقد بأن التساؤلات الجديدة موجّهة سياسياً وعليه نتوقع من هؤلاء التعاون عبر إرادة سياسية في غلق هذا الملف».
ومن جانب آخر أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني، استعداد إيران لتنفيذ الاتفاق حول الإيرانيين المعتقلين في أميركا، بشكل عاجل.
وحسب «أرنا» قال كنعاني أمس الأربعاء في معرض رده على سؤال الصحفيين بهذا الشأن: إننا على استعداد للعمل، من خلال تنفيذ هذا الاتفاق، على أن يعود المواطنون الإيرانيون الأبرياء إلى أحضان عوائلهم فوراً.
كما علّق على المزاعم المطروحة من قبل وزير الخارجية الأميركي وأيضاً ممثل الولايات المتحدة المختص بالشأن الإيراني حول قضية السجناء.
وقال كنعاني في هذا الخصوص: لطالما أكدت إيران وعبر قنوات مختلفة استعدادها للسير بجدية في قضية تبادل السجناء مع أميركا، وذلك بشكل منفصل عن المفاوضات النووية.
وأكد كنعاني استعداد طهران لتنفيذ الاتفاق الحالي والإفراج فوراً عن الإيرانيين الأبرياء الذين اعتقلوا في أميركا على خلفية اتهامات واهية ومزاعم بشأن انتهاك الحظر الأميركي الظالم وغير القانوني، وتوفير ظروف عودتهم إلى أحضان ذويهم.
وخلص كنعاني إلى القول: نحن نستغرب أن واشنطن تقوم بدعاية سلبية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدلاً من الانخراط عملياً في قضية تبادل السجناء الإيرانيين المعتقلين لأسباب واهية وإزالة العراقيل من هذا المسار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن