قضايا وآراء

قانون «تخفيض التضخم».. هل ينقذ الديمقراطيين؟

| دينا دخل الله

على الرغم من أن الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة كان يبحث مؤخراً عن بديل للرئيس الحالي جو بايدن ليكون مرشحاً للحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام ٢٠٢٤، إلا أن بايدن، على ما يبدو، وصل الآن إلى أكثر فترة مثمرة في رئاسته، إذ وقّع الثلاثاء الماضي على قانون «خفض التضخم» الذي يساعد في محاربة التغير المناخي وخفض أجور التأمين الصحي وغيرها.

حاولت الإدارات الديمقراطية تمرير هذا القانون لأكثر من عقد من الزمن إلا أنها لم تنجح، على حين استطاعت إدارة بايدن تحقيق بعض أفكارها في رفع الضرائب على الأغنياء وجعل الجامعات الأهلية ودور الحضانة مجانية من خلال قانون «التريليون دولار للبنى التحتية» السنة الماضية، إلا أنها لم تستطع تمرير قوانين أخرى بسبب تعنت الجناح المحافظ داخل الحزب الديمقراطي الممثل بالنواب جو مانشين عن ولاية فرجينيا الغربية وكريستين سينيما عن ولاية أريزونا لأن صوتهما ضروريان لتمرير القانون في الكونغرس.

يعتبر قانون تخفيض التضخم الذي أقره بايدن انتصاراً سياسياً هاماً مع أن منتقديه يرون أن القانون يفتقد الكثير من الأمور التي أراد الديمقراطيون تحقيقها، وهذا ما أكده رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إذ طلب من الناخبين انتخاب عدد أكبر من الديمقراطيين، واعداً أن هذا سيساعد على تمرير كل البرامج التي وعد بها بايدن خلال حملته الانتخابية.

حصل الرئيس الأميركي وإدارته، وربما للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة، على نجاح كبير نتيجة قانون تخفيض التضخم وقانون المصالحة وقانون التنافسية مع الصين وصولاً إلى قانون لحماية حقوق المحاربين القدماء والمصابين من جراء حروق سامة، لكن هل ستساعد هذه القوانين على تحسين موقع الرئيس وحزبه في استطلاعات الرأي؟

يرى الخبراء أن الحزب الديمقراطي استطاع أن يثبت قدرته على التوصل إلى نتائج مهمة بعكس الحزب الجمهوري الذي يرغب في إنهاء الحريات التي يتمتع بها الشعب الأميركي، ويرى الديمقراطيون أن هناك تغيراً ملحوظاً في توجهات الناخبين، إذ أظهرت استطلاعات الرأي تأييداً واضحاً من الناخبين تجاه المرشحين الديمقراطيين ما قد يساعد في تفوق الديمقراطيين على الجمهوريين في الانتخابات النصفية للكونغرس بعد عدة أشهر. على حين يرى آخرون أنه من الصعب أن يحصل الديمقراطيون على تفوق ملحوظ في الانتخابات النصفية للكونغرس بسبب قانون «جيري ماندرينغ» الخاص بتقسيم الولايات إلى مناطق، وغالباً يأتي هذا التقسيم لمصلحة الحزب الجمهوري، وقد يستفيد جو بايدن من قانون خفض التضخم في رفع مستوى شعبيته إلا أن التيار المطالب داخل الحزب الديمقراطي بضرورة إيجاد وجه جديد للانتخابات الرئاسية المقبلة مازال قوياً جداً، أما البيت الأبيض فيرى أنه من الضروري إنهاء التشكيك الموجود داخل الحزب بقدرات بايدن، إذ لابد من دعمه لأن لديه القدرة على الفوز في الانتخابات المقبلة كما استطاع هزيمة ترامب عام ٢٠٢١.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن