سورية

قبيل أيام من اجتماع نيويورك.. كيري يخفف من وطأة تصريحاته الأخيرة على حلفائه في المنطقة

| وكالات 

لوح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بـ«إجراءات قاسية» حيال روسيا وإيران إذا ما واصلتا دعم الرئيس بشار الأسد، فيما يبدو أنه تخفيف من وطأة تصريحاته الأخيرة على رأس حلفائه وأدواته في المنطقة. وأعلن كيري أن «مجموعة الدعم الدولية حول سورية» ستعقد اجتماعها المقبل في مدينة نيويورك الأميركية.
ويبدو أن كيري الذي أحدث مفاجأة، قبل أيام، هو ونظيره الفرنسي لوران فابيوس، عندما تراجعا عن شرط رحيل الرئيس الأسد، ولذلك صعد لهجته حيال موسكو وطهران.
وفي كلمة ألقاها خلال مشاركته في مؤتمر لمعهد «بروكينغر» للأبحاث، أشار كيري إلى مواصلة المجتمع الدولي بذل جهوده من أجل حل الأزمة السورية. وكشف، بحسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، في هذا الصدد أن حكومات «الدول المعنية»، التي سبق أن اجتمعت في العاصمة النمساوية مرتين خلال الشهرين الماضيين، وشكلت (مجموعة الدعم الدولية بشأن سورية)، ستلتقي خلال الشهر الجاري، في مدينة نيويورك، من أجل «دفع عملية المفاوضات نحو الأمام»، ولفت إلى أن الهدف من الاجتماع يتمثل في «تسهيل العملية الانتقالية (في سورية) التي تدعمها جميع الأطراف».
واستبق نتائج مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، قائلاً، وفق ما نقل موقع «روسيا اليوم»: إن «المعارضة السورية اختارت أعضاء الوفد المكلف بخوض المفاوضات»، معتبراً أن المعارضة «جاهزة للجلوس إلى طاولة الحوار إلى جانب كل من روسيا وإيران، اللتين وافقتا على اقتراحنا حول ضرورة الانتقال (السياسي)» في سورية. وتابع موضحاً أن الهدف من هذا الانتقال هو تشكيل حكومة شاملة التمثيل خلال الأشهر الستة القادمة، على أن يتم خلال هذه الفترة وضع دستور جديد وآليات لتنظيم انتخابات يزمع إجراؤها خلال 18 شهراً تحت إشراف دولي.
ووجه وزير الخارجية الأميركي تحذيراً إلى كل من إيران وروسيا من مغبة التعاون مع الرئيس الأسد لإفشال مسيرة الحل السياسي في سورية. وقال: «إذا شكلت روسيا وإيران كتلة وسمحتا لـ(الرئيس) الأسد بإفشال العملية (السياسية)، وإذا لم يحدث هناك انتقال (سياسي في سورية)، فسنكون مقيدين في خياراتنا وسنضطر إلى اتخاذ عدد من القرارات القاسية».
وأشار كيري إلى أنه من «الأهمية الحيوية أن تتحد إيران وتركيا والأردن ولبنان وروسيا والولايات المتحدة وجميع الحلفاء والائتلافات (الدولية) لضمان بقاء سورية موحدة». وأعرب عن اعتقاده أن واشنطن لا يمكن أن تقبل استمرار الوضع الراهن في سورية، لأنه «يمثل تهديداً لأمن الولايات المتحدة ولكل دولة أوروبية»، واعتبر أن التهديد على الدول الأوروبية لا ينبع من عمليات تنظيم داعش الإرهابي الأخيرة بل من الهجرة. وقال: «بالنسبة لأوروبا، ليس هو تهديداً بسبب ما حصل في باريس أو في أي مكان آخر، إنما هو تهديد لأن هذه الهجرة (من دول الشرق الأوسط) قد تغير السياسة الأوروبية إلى الأبد».
وفي وقت سابق، أفاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتحضير لاجتماع مجموعة العمل الدولية بشأن سورية في نيويورك. وفي رده على سؤال عما إذا كان ممكناً أن تعقد في 18 من الشهر الجاري، قال بان إن الدول الأعضاء تنسق جهودها لكي تعقد الجولة الثالثة من «عملية فيينا» في نيويورك.
ويتوقع أن يسبق اجتماع نيويورك وضع قائمة بأسماء المنظمات السورية المعارضة التي يمكن أن تشارك في العملية السياسية، والتنظيمات الإرهابية التي يجب إخراجها من هذه العملية. وتعول أميركا وحلفاؤها على اجتماع نيويورك كي يكون منصة لإطلاق العملية السياسية في سورية عبر التوافق على إعلان وقف لإطلاق النار في سورية، وأيضاً على دور الرئيس الأسد في المرحلة المقبلة.
وافتتح كيري المناقشة بهذا الصدد قبل يومين عندما أعلن أنه «ليس من الواضح بعد إن كان يتعين على الرئيس الأسد الرحيل أولاً، كي يتحقق قيام تعاون يجمع الجيش من جهة، وقوات المعارضة السورية من جهة ثانية، في الحرب ضد تنظيم داعش».
وتبعه وزير الخارجية الفرنسي الذي أعلن أن بلاده لم تعد متمسكة برحيل الرئيس الأسد قبل عملية الانتقال السياسي في سورية، لكنّه أكد وجوب أن «تكون هناك ضمانات للمستقبل».
واستبقت روسيا وإيران اجتماع نيويورك بالتأكيد على معارضتهما لفرض أي حل على السوريين من الخارج، في إشارة واضحة إلى «مجموعة الدعم الدولية بشأن سورية».
وتتعامل روسيا مع الرئيس الأسد على أنه الرئيس الشرعي للبلاد وأن رحيله أو عدمه مسألة تعود للحوار السوري السوري وليس لأي قوة أجنبية. أما إيران، فقد جددت قبل يومين موقفها الداعم للرئيس الأسد. وأكد مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أن «الرئيس السوري بشار الأسد خط أحمر لإيران لأنه الرئيس الشرعي والقانوني المنتخب من قبل الشعب السوري الذي هو من يقرر مستقبله بنفسه ولا يحق لأي دولة أو جهة التدخل في الشأن السوري».
وشدد ولايتي على أن بلاده «لن تترك الرئيس الأسد في ميدان الحرب ولا في ميدان السياسة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن